أول امرأة أصبحت رئيسة وزراء لم تكن في أوروبا.. إفريقيا وآسيا سبقتا أوروبا في قيادة النساء

حين نتساءل عن أولى الدول التي انتُخبت فيها المرأة لمناصب قيادية، ربما سيذهب ذهنك أولاً إلى أوروبا والعالم الغربي. لكن الحقيقة هي أن أوروبا تحتل رقم 9 بالقائمة، وأن دولاً في آسيا وإفريقيا قد سبقت العالم الغربي بانتخاب أو تولية نساء في مناصب قيادية مثل رئيسة الدولة أو رئيسة الوزراء.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/05 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/05 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش
أنديرا غاندي أحد أشهر النساء الذين قادوا دولهم

حين نتساءل عن أولى الدول التي انتُخبت فيها المرأة لمناصب قيادية، ربما سيذهب ذهنك أولاً إلى أوروبا والعالم الغربي. لكن الحقيقة هي أن أوروبا تحتل رقم 9 بالقائمة، وأن دولاً في آسيا وإفريقيا قد سبقت العالم الغربي بانتخاب أو تولية نساء في مناصب قيادية مثل رئيسة الدولة أو رئيسة الوزراء.

في العموم، تُظهر التقديرات الحديثة أن النساء يرأسن الحكومات في 35% فقط من دول العالم، رغم أنهن يشكِّلن ما يقرب من 50% من سكان العالم.

وفيما يلي، قائمة بالنساء اللاتي كنَّ أول من انتُخبن لقيادة دولهن. وشغلنَ مناصب قيادية، تبدأ من رئيسات الدول ووصولاً إلى منصب رئيسة الوزراء والمستشارة.

1- سيريمافو باندرانايكا.. البداية من سريلانكا عام 1960

كانت سيريمافو باندرانايكا على موعد مع التاريخ عندما انتُخبت كأول امرأة تتولى منصب رئيس وزراء في العالم كله عام 1960. كانت سيريمافو زوجةً لرئيس الوزراء سولومون باندرانايكا الذي اغتاله راهب بوذي عام 1959.

في العام اللاحق انتُخبت سيريمافو لرئاسة وزراء سريلانكا، ولكن هذا الانتخاب لم يكن الأول، فقد انتُخبت 3 مرات: من 1960 حتى 1965، ومن 1970 إلى 1977، ومن 1994 وحتى 2000.

المرأة
سيريمافو باندرانايكا أثناء زيارتها الاتحاد السوفيتي

اشتُهرت حكومتها بتقدُّمها من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية؛ وتأسيس نظامٍ تديره الدولة، وتأميم العديد من الشركات. وأكملت ابنتها تشاندريكا كماراتونغا مسيرتها في رئاسة الوزراء، وأصبحت بعد ذلك أول امرأة تتولى رئاسة البلاد. وقد توفيت عام 2000 عن سن 84 عاماً.

2- أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند لمرتين

وُلدت أنديرا غاندي في أسرة مشتغلة بالسياسة، وكانت الابنة الوحيدة لأول رئيس وزراء منتخب في الهند جواهر لال نهرو. تلقت أنديرا تعليمها في مدرسة داخلية سويسرية، وبعد ذلك التحقت بجامعة أوكسفورد، قبل أن تبدأ مشوارها السياسي.

كان صعودها سريعاً، فأصبحت أول امرأة تتقلد منصب رئيس الوزراء في الهند عام 1966،  بعدما مات رئيس الوزراء لال باهادور شاشتري خليفة والدها، فقرر حزب المؤتمر الحاكم تعيين أنديرا رئيسة للوزراء، وانتُخبت بعد ذلك لثلاث ولايات متتالية.

أصبحت أنديرا غاندي أول امرأة وآخر امرأة تصبح رئيسة وزراء الهند. جعلت الهند قوةً إقليمية كبيرة، وعملت على تقوية القطاع الزراعي، وأمَّمت بنوك البلاد، وفي عهدها دخلت الهند العصر النووي. تقلدت غاندي منصب رئيس الوزراء مرةً أخرى عام 1980، واغتيلت بعد ذلك بأربع سنوات على يد اثنين من حراسها الشخصيين.

ولاغتيالها قصة، فقد كان هناك صراع كبير بين أنديرا والزعيم الروحي لطائفة السيخ. اعتصم زعيم السيخ وكثير من أتباعه في معبدهم، وقررت أنديرا أن تتدخل بالقوة؛ ما أدى إلى نشوب مظاهرات من السيخ ضدها، وهكذا تصاعدت الأحداث.

كان في حرسها الشخصي اثنان من السيخ، وفي أحد الأيام بينما تخرج أنديرا من بيتها إلى مكتبها، أطلق عليها الحارسان النار، فتوفيت. وقد قرر الحزب الحاكم أيضاً تولية ابنها راجيف غاندي في منصب رئيس الوزراء بدلاً عنها.

أنديرا غاندي
طابع بريد عليه صورة أنديرا غاندي

3- إيزابيل بيرون.. رئيسة الأرجنتين في فترة عصيبة

صحيح أن إيزابيل بيرون لم تأتِ للحكم بانتخاباتٍ مباشرة، لكن الإطاحة بها جاءت بديكتاتورية مرعبة، من أسوأ ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية.

كان زوح بيرون هو رئيس الأرجنتين خوان بيرون، وكانت صحته متدهورة، وزوجته إيزابيل هي نائبته، وهكذا عندما توفي عام 1974 آل الحكم إليها. وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في أمريكا اللاتينية.

لكنَّ حكمها لم يدم، فقد حكمت فقط منذ عام 1974 وحتى عام 1976. كانت البلاد تقف على حافة الفوضى حين تقلدت بيرون منصب الرئيس، واستمر تدهور موقفها الاقتصادي والسياسي. 

وفي عام 1976 قاد خورخيه فيديلا انقلاباً عسكرياً في الأرجنتين، واحتجزتها القوات الجوية ووضعتها رهن الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات. وبهذا الانقلاب العسكري دخلت الأرجنتين نفقاً مظلماً، وأصبح خورخيه فيديلا الحاكم المطلق حتى عام 1981، ويقدر عدد القتلى والمسجونين السياسيين في عهده بـ30 ألفاً.

4- إليزابيث دوميتيان.. رئيسة وزراء في إفريقيا 

وُلدت إليزابيث دوميتيان عام 1925، ونشطت بالساحة السياسية في سنٍّ مبكرة. وفي عام 1972، عينها رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى السابق بوكاسا في منصب رئيس الوزراء. ولكن، لم يلبث أن عزلها من منصبها بعد عامٍ واحد، بسبب معارضتها اقتراحه تحويل البلاد إلى النظام الملكي. وفي عام 1979، دبرت انقلاباً عليه، وسُجنت فترة قصيرة.

5- ماريا دي لورديس.. أول رئيسة وزراء في أوروبا

أما ماريا دي لورديس بينتاسيلغو فهي أول وآخر امرأة تتقلد منصب رئيس الوزراء في البرتغال.

لم يدم لها المنصب سوى ثلاثة أشهر. ورغم قصر المدة، فإنها تمكنت من إصلاح الأمن الاجتماعي وتحسين منظومتي الرعاية الصحية والتعليم.

6- ليديا غويلير تاخادا.. ليست أول امرأة يتم الانقلاب عليها!

كانت ليديا غويلير تاخادا أول امرأة تتولى منصب رئيس الجمهورية في بوليفيا. حلفت اليمين عام 1979 كرئيس مؤقت واستمرت في منصبها طيلة ثمانية أشهر. وبعد الانقلاب عليها، واصلت العمل في السياسة بمنصب سفيرة لدى كولومبيا وفنزويلا.

7- السيدة يوجينا تشارلز.. امرأة الكاريبي الحديدية

يوجينا تشارلز أو كما تُعتبر "سليلة العبيد"، لم تكن فقط أول رئيسة وزراء لجمهورية الدومينيكان، وإنما كانت أيضاً أول امرأة تشتغل بالمحاماة وأول امرأة يتم انتخابها رئيسة للبلاد في منطقة الكاريبي بأسرها.

عُرفت يوجينا تشارلز بـ"امرأة الكاريبي الحديدية"، وخاضت حرباً لا هوادة فيها ضد الفساد الحكومي. وفي عام 1991، حصلت على رتبة "القائدة السيدة في الإمبراطورية البريطانية". 

8- مارغريت ثاتشر.. المرأة الحديدية التي ساهمت في تغيير العالم

انحدرت مارغريت ثاتشر من خلفيةٍ متواضعة، وعملت كيميائية صناعية قبل أن تدخل إلى عالم السياسة.

انضمت ثاتشر إلى الحزب المحافظ في المملكة المتحدة وأصبحت أول قائدة له عام 1975. وبحلول عام 1979، أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا؛ وهي أيضاً أول امرأة تُنتخب لتقود دولة غربية ذات ثِقل.

لُقبت بـ"المرأة الحديدية"؛ لموقفها المتصلِّب والمعادي للشيوعية، وشغلت منصب رئيس الوزراء لمدة 11 عاماً؛ لتصبح بذلك أول من يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا فترة طويلة في القرن العشرين.

خلال فترة شغلها للمنصب، عززت من سياسات السوق الحرة، وخصخصت شركات مملوكة للدولة وساعدت في قيادة بريطانيا نحو مستقبل اقتصادي أفضل. ويعتبرها كثير من المؤرخين أهم من أسس لسياسات السوق الحرة الاقتصادية.

تحميل المزيد