ماتت كليوباترا السابعة منذ أكثر من 2000 عام مضت، لكنها تظل واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للاهتمام في التاريخ، ولا يزال الغموض يحيط بحياتها. فقد كانت حياة الملكة الفرعونية، الشهيرة بجمالها وذكائها الباهرين، قصيرة لكن مليئة بالمواضيع المثيرة للاهتمام، وألهمت الكثير من الأعمال الفنية والأدبية والسينمائية.
تُصوَّر كليوباترا عادةً على أنها حسناء لعوب بسبب علاقتيها الغراميتين مع يوليوس قيصر ومارك أنتوني. إلا أنَّ هذه ليست حقيقتها؛ حتى إنه توجد حقائق مفاجئة عن كليوباترا التي كانت واحدة من أنجح وأقوى الملكات على مدار التاريخ.
إليكم 10 حقائق مفاجئة عن كليوباترا:
1- هناك أكثر من كليوباترا واحدة
حين تفكر في كليوباترا، يتبادر إلى ذهنك على الأغلب الملكة الفرعونية. لكن هذا ليس صحيحاً؛ إذ إن كليوباترا المصرية، هي المرأة السابعة من السلالة الحاكمة البطلمية التي تحمل هذا الاسم. واسمها بالكامل هو كليوباترا السابعة ثيا فيلوباتير (الذي يعني باللغة اليونانية الإلهة محبة الأب). ما يعني أن هناك 6 نساء يحملن اسم كليوباترا في العائلة نفسها.
2- كليوباترا ليست مصرية، لكنها ارتدت ملابسهم وتحدثت لغتهم
على الرغم من أنَّ كليوباترا وُلِدت في مصر، لكنها في الواقع من أصل يوناني مقدوني. وكانت ابنة بطليموس الثاني عشر (أوليتس)، سليل بطليموس الأول سوتر، أحد جنرالات الإسكندر الأكبر. وبدأ بطليموس الأول سوتر حكم مصر بعد وفاة الإسكندر عام 323 قبل الميلاد، وأنجب سلالة قوية من الحكام الناطقين باليونانية، استمر عهدهم لما يقرب من 3 قرون.
بعدما مات والد كليوباترا، عُيِّنَت هي وأخوها الأصغر (بطليموس الثالث عشر) حاكمين مشتركين. لكن على عكس بقية العائلة البطلمية، ارتدت الملكة الشابة الكثير من الأزياء المصرية القديمة، وكانت أول حاكمة تتعلَّم اللغة المصرية، كما استعرض موقع My Modern Met الأمريكي في تقريرٍ عنها.
3- جمالها كان مجرد خرافة، لكنها كانت ذكية بدرجة ساحرة!
كثيراً ما تُصوَّر كليوباترا باعتبارها شابةً أنيقةً مغرية في الفن والسينما، لكن هناك دليلاً على أنها لم تكن مذهلةً مثلما نعتقد. إذ تكشف العملات المصرية القديمة المُزيَّنة بوجهها أنها على الأرجح كانت ذات فكٍّ قوي وأنفٍ معقوف.
كما يُعتَقَد أن كليوباترا عملت جاهدةً من أجل السيطرة على تصوُّر العامة لها، وكانت صورتها على العملات المصرية طريقةً لإظهارها بصورةٍ أكثر ذكورية من أجل التأكيد على سلطتها وحقها في الحكم.
بالإضافة إلى ذلك، كَتَبَ المؤرِّخ بلوتارخ أن مظهرها "لم يكن فريداً على الإطلاق". غير أنه قال بالفعل إن ذكاءها وفطنتها و"رقة نغمات صوتها" جعلت سحرها لا يقاومه أحد. ومن المثير للدهشة أن كليوباترا تحدَّثت ما يربو على 12 لغة وتعلَّمَت الرياضيات والفلسفة والخطابة والفلك.
4- عاشت في وقتٍ أقرب إلى الهبوط على القمر من بناء الأهرامات
وُلِدَت كليوباترا في العام 69 قبل الميلاد، أي بعد 2491 عاماً من اكتمال بناء الهرم الأكبر في الجيزة في العام 2560 قبل الميلاد. وقد وطئت قدم نيل أرمسترونغ على سطح القمر في العام 1969 ميلادياً، أي بعد ميلاد كليوباترا بـ2083 عاماً. وهذا يعني أن كليوباترا عاشت في وقتٍ أقرب من زمن سباق الفضاء من وقت بناء الأهرامات والحضارة الفرعونية.
5- تزوَّجَت كلا أخويها
من أجل الحفاظ على نقاء السلالة، وبغرض توطيد السلطة، كان أفراد عائلة بطليموس الملكية يتزوَّجون من بعضهم. تزوَّج الكثير من أسلاف كليوباترا أبناء عمومتهم وأشقاءهم، ومن المُرجَّح أن والديها كانا أخاً وأختاً. وللحفاظ على هذا التقليد المُربِك، تزوَّجَت كليوباترا كلا أخويها المراهقين في وقتين مختلفين خلال فترة حكمها، وكلاهما كان يضطلع بدور الزوج والوصي معاً.
6- تورَّطَت في قتل أشقائها
بعد أشهرٍ معدودة من وفاة والدها وجلوسها على العرش، أوضحت كليوباترا، البالغة آنذاك 18 عاماً، بجلاءٍ أن لا نية لديها لمشاركة السلطة مع أخيها الأصغر (بطليموس الثالث عشر). حذفت اسمه من الوثائق الرسمية، حتى أنها أمرت بحذف وجهه من على العملات.
عندها انخرط الأخوان في نزاعٍ خلال حربٍ أهلية، لكن كليوباترا استعادت اليد العليا بالمشاركة مع يوليوس قيصر. وغرق بطليموس الثالث عشر في نهر النيل بعد هزيمته في المعركة.
بعد الحرب، تزوَّجَت كليوباترا أخاها الأصغر الآخر، بطليموس الرابع عشر. لكنها لم ترد مشاركته السلطة أيضاً، لذا قتلته من أجل أن يكون ابنها هو الحاكم المشارك. وعلاوة على ذلك، اعتبرت كليوباترا أختها أرسينوي مُنافِسةً لها على العرش، لذا اغتالتها في العام 41 قبل الميلاد على أعتاب معبدٍ في روما.
7- كانت تهتم دائماً بالدخول الدرامي
كثيراً ما استخدمت كليوباترا الأزياء المُتقَنة والدخول الدرامي من أجل تعزيز مكانتها وسط النخبة، وبغرض كسب الحلفاء المُحتَمَلين أيضاً. في العام 48 قبل الميلاد، لفَّت نفسها في سجادةٍ وهرَّبَت نفسها إلى مقر يوليوس قيصر الشخصي. سُحِرَ قيصر برؤية الملكة الشابة، وسرعان ما صار الاثنان حليفين سياسيَّين وعاشقين.
في العام 41 قبل الميلاد، استخدمت الإمبراطورة المخادعة بعضاً من هذا الأداء المسرحي حين استُدعِيَت لمقابلة ماركوس أنطونيوس، عضو الحكومة الثلاثية، في طرسوس. وكما تقول القصة، وصلت كليوباترا على متن بارجةٍ ذهبية بأشرعةٍ أرجوانية بمجاديف مصنوعة من الفضة.
ارتدت زي الإلهة أفروديت وجلست تحت مظلةٍ مُذهَبة، بينما كان الخَدَم الذين يرتدون ملابس كيوبيد يهوون عليها ويحرقون بخوراً زكي الرائحة. أما أنطونيوس، الذي اعتبر نفسه تجسيداً للإله الإغريقي ديونيسيوس، فقد سُحِرَ بها على الفور، وتزوَّج الاثنان لاحقاً.
8- كان لها طفلٌ من يوليوس قيصر
كانت كليوباترا ويوليوس قيصر عاشقين لعامين من الزمن، وخلال هذه الفترة أنجبت كليوباترا ابنها بطليموس قيصر، الذي اتَّخَذَ لقب قيصريون، أو "قيصر الصغير". وفي الأيام الفاصلة بين موت كليوباترا وضم أوكتافيوس الرسمي لمصر، كان قيصريون الحاكم الوحيد الرسمي لمصر في عمر الـ16 عاماً. غير أن حكمه لم يدم طويلاً. أُسِرَ وأُعدِمَ بعد انتحار والدته بفترةٍ قصيرة.
9- سبب وفاتها ليس واضحاً
من المعروف أن كليوباترا وأنطونيوس أنهيا حياتهما في العام 30 قبل الميلاد بعدما خسرا المعركة البحرية الشهيرة أكتيوم في مواجهة قوات أوكتافيوس. وفي حين من المعروف على نطاقٍ واسع أن أنطونيوس طَعَنَ نفسه في البطن، فإن طريقة كليوباترا في الانتحار لهي موضوعٌ يُثار حوله الجدل.
يعتقد البعض أنها ماتت بعدما لدغتها أفعى سامة -كوبرا مصرية- في ذراعها، لكن مؤرِّخين آخرين يعتقدون خلاف ذلك. عُرِفَ أن كليوباترا كانت تحتفظ بسمٍّ مميت في أحد أمشاط شعرها، ويتشكَّك الكثير من الباحثين الآن أنها استخدَمَت دبوساً مغموساً في سمٍّ قوي لإنهاء حياتها.