ابتكر البقلاوة وورق العنب والكباب.. هكذا أثّر المطبخ التركي في مائدة الشرق الأوسط والعالم

تعود الكثير من الأطباق التي يتم تناولها في جميع أنحاء العالم اليوم إلى تأثير الأتراك العثمانيين على المطبخ في الشرق الأوسط.

تم النشر: 2019/05/05 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/04 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
المطبخ التركي

كثيراً ما يُعتقد أن حمية البحر الأبيض المتوسط تعد أحد أصح أشكال الأكل اليوم. وغالباً ما يدمج عشاق الطعام الصحي زيت الزيتون والأسماك والضأن والزبادي في وجباتهم الغذائية بشكل منتظم. ويتباهى الطهاة المتخصصون في مطبخ الشرق الأوسط بالمزايا الصحية لأطعمتهم.

ولكن، تعود الكثير من الأطباق التي يتم تناولها في جميع أنحاء العالم اليوم إلى تأثير الأتراك العثمانيين على المطبخ في الشرق الأوسط.

تأثير الأتراك العثمانيين

خلال حوالي 600 عام من حكم العثمانيين، بدأ المطبخ التركي في التبلور، فقد كان السلاطين ببساطة مهووسين بالطعام. المحفوظات التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر أوضحت بالتفصيل الولائم التي كانت تقدم للعائلة المالكة، وكبار الشخصيات.

وفي ذروة الإمبراطورية العثمانية، من حوالي 1453 إلى 1650، لم يسيطر العثمانيون على الشرق الأوسط فقط، ولكنهم امتدوا خلال حكمهم عبر مصر وأوروبا الشرقية وآسيا الداخلية.

في حين أن العديد من هذه الدول تفضل التركيز على ثقافاتها وتاريخها، تظل الحقيقة هي أن العثمانيين كان لهم تأثير كبير على الأطعمة التي يتم تناولها في العديد من المناطق.

التشابه في مطبخ الشرق الأوسط

يفسر انتشار النفوذ العثماني عبر البلدان التي حكموها قدراً كبيراً من أوجه التشابه في مطبخ الشرق الأوسط. تتباهى مناطق الدول المختلفة دائماً بوصفاتها الخاصة وطرق طبخها، لكن تبقى أوجه التشابه بين الأطعمة والتوابل والتقنيات بين الثقافات.

ومن الأشياء التي يمكن ملاحظتها وجود بعض الاختلافات الإملائية للأطباق المتشابهة مثل حلوى الفيلو التي تسمى في العديد من الثقافات Baklava، في حين تطلق عليها بعض الدول الأخرى Baklawa.

البقلاوة التركية

أثناء الحكم العثماني، أحضر الأتراك العديد من الأطباق وطرق الأكل إلى بلدان مختلفة، مثل استخدام زيت الزيتون في السلطات، وطبخ لحم الحمل، كذلك نشروا التأثيرات التي اكتسبوها من بلدان أخرى.

فعلى سبيل المثال، فالقهوة التركية لها جذور عربية، ولكن انتشارها في الثقافات الأخرى يعود إلى التأثير العثماني في تلك الثقافات.

ومن بين الأطعمة الأخرى التي تأثرت ونشرها العثمانيون البقلاوة، وأوراق العنب، وكرات لحم الضأن، وأطباق الباذنجان، والفستق، والزبادي.

المطبخ التركي متنوع في حد ذاته

المطبخ التركي متنوع في حد ذاته، ففي بعض المدن مثل إسطنبول وإزمير يكثر استخدام التوابل في الطعام، ويقدم الأرز إلى جانب الخضراوات المطهية، والأسماك، والمحشي، وهذا تمسكاً بالتقاليد العثمانية.

أما بالنسبة لمنطقة البحر الأسود، فقد تأثرت بالمطبخ الأوروبي، وتعتمد بكثرة على الأسماك، في حين يتشابه الجنوب الشرقي في تركيا مع المطبخ العربي، ويشترك معه في البقلاوة، والكنافة، والكباب.

أما غرب تركيا، فيكثر فيه استخدام زيت الزيتون في طهي الطعام، حيث تزرع هناك أشجار الزيتون.

المطبخ التركي لا يعتمد على عنصر واحد مثل المطابخ الأخرى

كتب عدد من المؤرخين في مجال الأغذية أن معظم المطابخ الأساسية تعتمد على عنصر أساسي واحد مثل المعكرونة، والتي تشكل جوهر الطعام الإيطالي بينما المطبخ الفرنسي، يعتمد على الصلصات. ومع ذلك، يتميز المطبخ التركي بالعديد من أنواع الأطعمة، ومجموعة متنوعة لا حصر لها من الطرق في تحضيرها.

ويقال إن مطابخ العالم الكبرى نتجت عن بيئة مواتية أنتجت في نهاية المطاف وفرة من المواد الغذائية، وتقاليد اجتماعية طويلة، وتراث طهي إمبراطوري، وتلك العناصر الثلاثة يمتلكها الأتراك.

تاريخ المطبخ التركي وأصوله

يمكن إرجاع أصل المطبخ التركي إلى آسيا الوسطى، موطن الأتراك الأصلي. في القرون التالية، خلال هجرتهم البطيئة غرباً إلى آسيا الصغرى، واجهوا عدداً كبيراً من أذواق الطهي، والتي أخذوها على عاتقهم.

عندما كان الأتراك رعاة في آسيا الوسطى، كانوا مستهلكين للحوم والألبان ومنتجات الألبان. كان الحليب والقشدة طعام الإفطار المعتاد، وكذلك الحليب الذي تم تجفيفه وتخزينه كمسحوق للاستخدام في المستقبل. قبل كل شيء، كان الزبادي، وهو مساهمة تركية في العالم، منتج الألبان الأساسي في النظام الغذائي للشعب.

ورق العنب التركي

في مسيرة التاريخ، تسللت العديد من التأثيرات الأخرى إلى غذاء الإمبراطورية العثمانية الضخمة. كان للحضارات القديمة في الشرق الأوسط والعربية والفارسية والبيزنطية دور في إنشاء المطبخ التركي.

أهم مميزات المطبخ التركي ومكوناته

جمال المطبخ التركي يتمثل في اعتماده بشكل أساسي على المكونات الطازجة وأساليب الطهي البسيطة. يتم تقديم الأطباق ببساطة، وليس مخبأة تحت الصلصات أو العروض التقديمية المعقدة. يقال إن الأتراك يحضرون الباذنجان بأربعين طريقة وأن كل واحد من هذه الأطباق بسيط.

إلى جانب الحبوب مثل الحمص والعدس، البرغل، يوجد الأرز والمعكرونة محلية الصنع التي ورثها الأتراك عن الصينيين في القائمة اليومية. يتم استهلاك الفواكه والخضراوات الطازجة بكميات كبيرة، أما بالنسبة للدهون، فقد حل زيت الزيتون على مر القرون محل الزبد بشكل كبير.

الأسماك واللحوم تستخدم فيها العديد من التوابل، ومن أشهر أنواع التوابل والبهارات؛ القرفة والكمون والكزبرة والشبت والثوم والنعناع والخردل والبصل والبقدونس، وكذلك السماق والتوابل الحامضة.

الكباب التركي

بالنسبة للحلويات، يعتبر جميع أنواع المكسرات، وخاصة اللوز والبندق والفستق، ضرورياً عند إعداد الحلويات. غالباً ما تنتهي الوجبات في المنازل وبعض المطاعم بمجموعة مختارة من الفاكهة الموسمية مثل اللوز الأخضر والتفاح والكمثرى والخوخ والرمان والفراولة.

أشهر الأطباق المشتركة بين المطبخ التركي والشرق أوسطي

– البقلاوة: حلوى تركية شهيرة، انتقلت إلى العديد من البلدان.

– المزة التركية، وهي مجموعة من الأطباق الصغيرة التي تقدم كمقبلات قبل الطعام، انتشرت في عدة دول مثل لبنان وسوريا والأردن، ولكن كل دولة تغير فيها لتتكيف مع ذوقها الخاص.

الدولما (المحشو)، وهو الخضروات كالفلفل الأخضر، وأوراق الملفوف، وأوراق العنب المحشوة بالأرز المتبل، عبارة عن طبق لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. على سبيل المثال في المطبخ اللبناني يتبل الطبق بأوراق البقدونس، في حين يستخدم الشبت في المطبخ التركي.

– الكباب التركي، وهو من الوجبات الأساسية التركية المصنوعة من اللحم المتبل المشوي أو المطهي، واستعارت العديد من الدول فكرة الكباب بوضع اللحوم على سيخ وشوائها.

تحميل المزيد