كان تاريخ الحرب العالمية الثانية بل حتى تاريخ العالم، يمكن أن يتغير، لولا تلك الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق من البريطانيين ، والتي مات الزعيم النازي دون أن يعلم عنها شيئاً.
قصة الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق هي فصل شديد السرية من تاريخ الحرب العالمية الثانية، رُفعت عنه السرية مؤخراً في المملكة المتحدة، ولكن ما زال الأرشيف الإسباني صامتاً بشأنها، حسب تقرير نشره موقع BBC Mundo الإسباني، كتبه مراسل رويترز السابق جول ستيوارت الذي عاش في إسبانيا لمدة 20 عاماً.
الرجل الذي جعل هتلر يرغب في تحطيم أسنانه
كان أدولف هتلر في مزاج سيئ للغاية، بعد ظهر يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 1940.
إذ كان يمشي غاضباً على رصيف السكة الحديدية في بلدة إنداي الفرنسية، بالقرب من الحدود مع إسبانيا، واضعاً ذراعيه بعصبية في جنبيه.
قد تم تأجيل موعد وصول قطار الجنرال فرانكو، الدكتاتور الذي يحكم إسبانيا، والذي كان هتلر سبباً في وصوله للسلطة عبر المساعدة التي قدّمها له خلال الحرب الأهلية الإسبانية.
أكد هذا التأخير شكوك الوفد الألماني بأن الإسبان عديمو الفائدة في هذه الحرب، حسب وصف التقرير.
ولكن عندما خرج الجنرال السمين حاد الصوت من سيارته، أزالت الابتسامة على وجه هتلر انطباعه بأنه كان في طريقه إلى لقاء يشوبه التوتر.
في حديث بين هتلر وحليفه الزعيم الإيطالي موسوليني بعد بضعة أيام، قال الفوهرر: "أفضل أن أفقد أربع أسنان على التعامل مع ذلك الرجل مرة أخرى".
إذ إنه خلال اللقاء بين هتلر وفرانكو الذي استمر لمدة سبع ساعات حاول الزعيم الألماني عبثاً إقناع نظيره الإسباني أن مدريد يجب أن تشارك في الحرب.
ولكن الزعيم الإسباني المحنك متردد، وكان يعلم أنه ليس لديه الكثير ليخسره من خلال تقديم طلبات سوف يرفضها هتلر بالتأكيد.
سأحارب إلى جانبك بالتأكيد أيها الفوهرر، ولكن فيما بعد
أكد فرانكو للفوهرر خلال اللقاء، أنه سينضم مستقبلاً إلى قوى المحور، ولكنه لم يحدد موعداً.
كان وزير خارجية هتلر يواخيم فون ريبنتروب حاضراً اللقاء، بالإضافة إلى نظيره الإسباني رامون سيرانو سونير.
المشكلة أن ما طلبه فرانكو في المقابل كان باهظاً.
ولكن فرانكو تجنَّب طرح مطلبه الأهم على هتلر
كان فرانكو يريد في مقابل انضمامه للمحور الحصول على مستعمرات شمال إفريقيا والكاميرون الفرنسية، بالإضافة إلى نيل إمدادات ألمانية من الأسلحة والمواد الغذائية لشعبه، الذي عانى من أضرار بالغة بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية.
ولكن أجّل فرانكو مطلبه الأهم حتى النهاية؛ نقل جبل طارق إلى السيادة الإسبانية عندما تُهزم بريطانيا العظمى.
لم يكن كلاهما يعلم شيئاً عن خطط بريطانيا بشأن الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق وأفشلت الخطط الألمانية لتغيير مسار الحرب.
جبل طارق.. لم تهنأ إسبانيا بها كثيراً بعد انتزاعها من المسلمين
يبدو أن تاريخ هذه المنطقة كان دوماً شائكاً.
فقد خسر المسلمون منطقة جبل طارق في عام 1462 على يد النبيل القشتالي خوان ألونسو دي غوزمان قبل السقوط النهائي لمملكة غرناطة آخر معاقل العرب في الأندلس عام 1492.
وظلَّت المنطقة تحت الحكم الإسباني لأكثر من 250 عاماً، إلى أن قامت حرب الخلافة الإسبانية.
هذه الحرب كانت حرباً أوروبية متعدِّدة الأطراف، اندلعت بسبب رغبة فرنسا في وراثة أحد أبناء أسرتها الملكية للعرش الإسباني.
وخلال مجريات الحرب، استولت قوة بحرية أنجلوـ هولندية عام 1704 على شبه جزيرة جبل طارق ، التي تبلغ مساحتها نحو ثلاثة كيلومترات مربعة فقط، ولكن تتحكم في مدخل البحر الأبيض المتوسط.
وتمت هذه العملية العسكرية التاريخية تحت قيادة السير جورج روكي، الذي قصف جبل طارق باسم الملكة آن، ملكة بريطانيا العظمى.
وبموجب معاهدة أوتريخت، التي وقعت في عام 1713، تم التنازل عن جبل طارق "إلى الأبد" لبريطانيا العظمى، مما سبَّب مشكلة أبدية لإسبانيا مازالت مستمرة حتى اليوم.
وحان الوقت لفرنسا أن تقوم بدورها لمحاربة بريطانيا لصالح الألمان
بعد اللقاء العصيب بين هتلر وفرانكو كانت المحطة التالية للزعيم النازي لقاءً آخر في عربة للسكك الحديدية في فرنسا، حيث كان سيوقع اتفاقية تعاون مع المارشال فيليب بيتان، رئيس حكومة فيشي، التي تحكم أجزاء من فرنسا تحت الهيمنة الألمانية، (بينما باقي أنحاء البلاد كانت تحت الحكم النازي مباشرة).
وقال هتلر بعد سقوط فرنسا (في يد الألمان ) إن "المهمة الأهم للفرنسيين هي الحماية الدفاعية والهجومية لمستعمراتهم الإفريقية ضد إنكلترا وحركة ديغول (حكومة فرنسا الحرة المعارضة للنازية والمعادية لحكومة فيشي الفرنسية)".
وكانت خطة هتلر هذه من شأنها أن تضمن مشاركة فرنسا في الحرب ضد بريطانيا، البلد الأوروبي الوحيد الذي لا يزال يقاوم آلة الحرب النازية.
ولكن هتلر مازال بحاجة إلى إسبانيا بعد فشل معركة بريطانيا
هتلر كان بحاجة إلى فرانكو بعد أن تبيَّن أنه ليس من الممكن هزيمة بريطانيا من خلال القصف الجوي (معركة بريطانيا).
وهذه الحقيقة كان على الفوهرر أن يقبلها، في منتصف سبتمبر/أيلول 1940، عندما أصبح من الواضح أن اللوفتوافه (سلاح الجو الألماني) قد فشل في التفوق الجوي في معركة مع بريطانيا.
ولذا كان لا بد للألمان من حصار البريطانيين للتقدم في المعركة، وهذا يعني ضرورة إغلاق مضيق جبل طارق الذي يتحكم في البحر المتوسط.
من هنا كان انتزاع جبل طارق من البريطانيين ضرورياً بالنسبة لهتلر
كانت هذه الخطوة ضرورية بالنسبة للألمان، حسبما أوضح البروفيسور والمؤرخ البريطاني هيو تريفور روبر (1914- 2003).
إذ يقول عن الأسباب التي كانت تدفع الألمان إلى محاولة انتزاع جبل طارق من البريطانيين: "كان من شأن انتزاع جبل طارق من البريطانيين قطع طريق جيوشهم إلى الشرق الأوسط، وبالتالي خسارة مسرح حرب مستقبلي. فهذه الخطوة كانت ستجعل دول المحور تسيطر على البحر الأبيض المتوسط بأكمله".
هل كان لدى تشرشل أي أمل في النصر؟ من جاء التفكير في هذه الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق .
فبسبب موقعها هي مفتاح الانتصار أو الهزيمة
لم يكن لدى هتلر أدنى شك في أن انتزاع جبل طارق من البريطانيين هو مفتاح الهزيمة الساحقة للندن.
وكان التطورات تحمل لهتلر مزيداً من خيبة الأمل في فرانكو، حليفه المفترض.
ففي رسالة لاحقة إلى فرانكو، وبَّخ الزعيم النازي نظيرَه الإسباني لرفضه التحالف مع ألمانيا والسماح للفيرماخت (القوات الألمانية) بعبور إسبانيا من أجل انتزاع جبل طارق من البريطانيين.
كتب هتلر يقول: "الهجوم على جبل طارق وإغلاق المضيق كان سيغير وضع البحر المتوسط في ضربة واحدة، لو كان بوسعنا عبور الحدود الإسبانية سيكون جبل طارق في أيدينا اليوم".
كان الفوهرر على يقين تام بأن انتزاع جبل طارق من البريطانيين ، وبالتالي منعهم من الوصول إلى البحر المتوسط، كان من الممكن أن يساعد في تغيير تاريخ العالم.
ولذا قرَّر الزعيم النازي التحرُّك عبر الأراضي الإسبانية، حتى من دون تنسيق مع فرانكو، على أمل أنه لن يعترض، أو سيتواطأ.
ولكن الألمان لم يعلموا شيئاً عن تلك الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق من البريطانيين كما كان يخطط.
اختار الألمان اسماً رمزياً لهجومهم الذي يهدف إلى انتزاع جبل طارق من البريطانيين .
ولكن كان هناك عيب رئيسي واحد في خطة هتلر
كانت خطة الألمان كعادتهم دقيقة وفعّالة للغاية، ولكن كان هناك عيب رئيسي واحد بها.
إنه عدم تواطؤ الإسبان الذي افترضه هتلر أنه سيحدث من قبل حليفه فرانكو.
فقد توقَّع القادة النازيون المرور الآمن للقوات الألمانية عبر إسبانيا، في إطار احتجاج دبلوماسي رسمي مفتعل، كتمويه للرد على التهم البريطانية بأن فرانكو قد انتهك التزامه بالحياد.
بالطبع من المبالغة أن نتخيل أن فرانكو كان يمكن أن يقنع بريطانيا بأن إسبانيا قد تعرَّضت لانتهاك ضد سيادتها، كما يفترض هتلر.
فقد كانت المخابرات البريطانية على علم بخطة هتلر لإشراك إسبانيا في هجومه على جبل طارق.
وعرفت بريطانيا أن هتلر أراد أن يكسر فرانكو حياده ويسمح للألمان بعبور الأراضي الإسبانية لغزو جبل طارق.
هكذا سيسقط جبل طارق
تشير مذكرة تنفيذية خاصة بالعمليات فائقة السرية إلى نية ألمانيا استخدام السفن والسكك الحديدية الإسبانية لنقل الإمدادات المخففة في شكل واردات عادية، واستخدام المطارات الإسبانية من قِبل مقاتلي وقاذفات القنابل الألمانية.
وعندما عاد هتلر إلى برلين، في نوفمبر/تشرين الثاني 1940، أصدر تعليمات تحدد تفاصيل عملية فيليكس، بدءاً بمهام الاستطلاع التي قام بها العملاء الألمان لاستكشاف دفاعات مطار جبل طارق.
كانت مهمة الوحدات الخاصة التابعة لقسم الاستخبارات الخارجية الألمانية، بالتعاون السري مع الإسبان، أن تحمي المنطقة من المحاولات البريطانية لاكتشاف استعدادات الهجوم.
وكان الهجوم من المقرر أن يبدأ بعد 39 يوماً من دخول القوات الألمانية إلى إسبانيا.
وتضمَّنت الخطة حتى إمكانية احتلال البرتغال إذا دعت الحاجة
وضع هتلر استراتيجية معقَّدة لهذه المعركة الرامية إلى انتزاع جبل طارق من البريطانيين .
قامت الاستراتيجية على تجميع قوة هجوم تتألف من فيلقين من الجيش، أحدهما من القوات الخاصة، والآخر من سلاح الجو.
ويجب أن يكون الفيلق 39، الذي تحميه القوات الخاصة، على استعداد لغزو البرتغال في حالة وجود تهديد من قوات الحلفاء من ذلك الاتجاه، بينما سيحتل اللوفتوافه (سلاح الجو الألماني) 6 مطارات على ساحل المحيط الأطلسي وحوله، وذلك لقصف البحرية الملكية جوياً.
خطَّطت القيادة العليا النازية لعملية فيليكس بدقة متناهية؛ أربعة مدافع لحماية الجناح الشرقي، وأربعة أخرى للجنوب، وهجوم من ثلاثة جوانب على المدينة، وشحن 13 ألف طن من الذخيرة، و7500 طن من الوقود، و136 طناً من الطعام يومياً لإطعام القوات.
والبريطانيون أنفسهم كانوا متأكدين من نجاح خطة هتلر
لم يكن لدى المخابرات البريطانية شك حول نجاح العملية، فقد كانت قوة المدفعية الألمانية هائلة، وقد تم القضاء على معظم الأسلحة الثقيلة للبريطانيين، وتدمير مدافعهم المضادة للطائرات.
لكن ما حدث أن عملية فيليكس لم تتم أصلاً، والسبب هو فرانكو، الذي لم يقبل قط بفكرة حتمية انتصار دول المحور.
ومع ذلك، ظلَّت لندن قلقةً للغاية بشأن احتمالات قيام الألمان بعملية من أجل انتزاع جبل طارق من البريطانيين.
واعترف ونستون تشرشل بأن أكبر مخاوفه في هذه المرحلة من الحرب كانت خسارة جبل طارق وهجمات الغواصات على سفن الأطلسي.
حتى أن تشرشل قرر التحرك خوفاً من غزو النازيين لإسبانيا
خشي تشرشل أن يفقد النازيون صبرهم مع فرانكو، وأن يرسلوا جيشاً عبر جبال البرانس في أي وقت، بعد أبريل/نيسان عام 1941، من أجل انتزاع جبل طارق من البريطانيين.
مع أن فرانكو كان سيصمد أمام هجوم الجيش الألماني المحتمل هذا، حسب رأي كاتب التقرير.
وكان رأي تشرشل هو أن جبل طارق لم يكن مجهزاً لمواجهة الحصار الألماني، وكان الحل هو منع حدوثه من الأساس.
فلجأ إلى الطرق الخلفية.. حان وقت الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق
استعان تشرشل بواحدٍ من أكثر الأساليب السياسية جرأة في الحرب؛ بناءً على اقتراح الملحق البحري للسفارة البريطانية في مدريد، آلان هيلجارث.
فقد قرَّر توزيع رشاوى بقيمة 13 مليون دولار على القيادات الهامة في الجيش الإسباني.
إذن لقد حان وقت اللجوء إلى الطرق الخليفة عبر هذه الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق .
بهذه الطريقة يمكن لتشرشل التأكد من أن فرانكو سوف يحافظ على التزامه بالحياد، وأنه سيحقق هدفه بمنع انتزاع جبل طارق من البريطانيين ، حتى لو عن طريق انقلاب عسكري إذا لزم الأمر.
وبالفعل، بدأت الأموال تتدفق في صيف عام 1940، حتى قبل الاجتماع المحبط بين هتلر وفرانكو.
ولكن كيف سيقنع البريطانيون الجنرالات الإسبان بقبول الرشاوى؟
كان يجب أن يبقى مصدر هذه الأموال سراً بأي ثمن، حتى يتحقق للنجاح لهذه الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق.
فلم يكن لأي جنرال إسباني أن يقبل تلك الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق مستقبلاً، إذا علم أنها من البريطانيين.
وكان الوسيط هو خوان مارش، وهو مصرفي داهية، كان يتمتع بثقة فرانكو.
كان مارش في ذلك الوقت سادس أغنى رجل في العالم وممول الجنرال فرانكو الرئيسي خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي أوصلته للحكم.
ولعب مارش دور عميل مزدوج في الحرب العالمية الأولى.
وبالتالي كان مدرباً تدريباً عالياً على مثل تلك الأنشطة السرية.
كما كان مؤيداً للنظام الملكي الإسباني ووريثه المستنير "دون خوان دي بوربون"، الذي كان ضابطاً سابقاً في البحرية الملكية البريطانية.
وعلى الرغم من ميوله اليمينية، عارض مارش دخول الإسبان إلى الحرب العالمية.
والسبب أنه كان يعلم جيداً أن هتلر لم يكن لديه تعاطف كبير مع قضية الملكية الإسبانية.
إذ كانت الملكية الإسبانية قد ألغيت عام 1931 على يد الجمهورية التي قضى عليها فرانكو في نهاية الحرب الأهلية الإسبانية، ولكن يكن فرانكو قد أعاد الملكية بعد،
فضلاً عن تأثير وريث العرش دون خوان وعقله المتفتح على مارش.
والمفارقة أن النقود انتقلت إلى جيوب أقرب الناس إلى فرانكو
عمل مارش كقناة لنقل دفعة قدرها 10 ملايين دولار أميركي إلى مؤسسة البنك السويسري في نيويورك، التي تم استكمالها بعد ذلك بمبلغ إضافي قدره 3 ملايين دولار أميركي.
وصل مليونان من هذه الدولارات إلى جيب شقيق فرانكو الأكبر، نيكولاس، الذي استفاد منها لبناء إمبراطورية تجارية كبيرة بعد الحرب.
وكان فالنتين غالارزا وزير داخلية إسبانيا أحد كبار المستفيدين من سخاء البريطانيين.
وكان تعيينه في هذا المنصب قد مثَّل ضربة لصهر فرانكو، رامون سيرانو سونير، الذي كان يتولى المنصب من قبل، وهو مؤيد شديد لهتلر ويتمتع بمظهر نجم سينمائي.
ورغم أن سونير عُين وزيراً للخارجية بعد أن احتل غالارزا منصبه كوزير للداخلية، فإن غالارزا خسر نفوذه السابق، بعد أن كان يمارس السيطرة الفعلية على الشرطة.
والآن انتقل هذا الدور إلى غالارزا، وبالتالي أمكن للبريطانيين الاعتماد على الأخير لإحباط معركة سونير المؤيدة للنازية.
إجمالاً، انضم إلى العملية 8 من كبار المسؤولين وعدد من المسؤولين ذوي الرتب الأقل.
واليوم رفعت لندن السرية عن هذه الرشاوى لكن الوثائق الإسبانية اختفت
قامت وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً برفع السرية عن المراسلات السرية المتعلقة بالرشاوى.
لكن في المقابل، يبدو أن البرقيات في الأرشيف الإسباني بشأن الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق من البريطانيين قد اختفت.
وفي النهاية، نجحت خطة تشرشل، وتمكن البريطانيون من تحييد الإسبان في المعركة، وآتت الرشوة التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق أُكلها.
وبحلول منتصف عام 1941، حوَّل هتلر آليته الحربية شرقاً، وتمَّكن تشرشل من التقاط أنفاسه أخيراً بفضل الرشوة التي منعت هلتر من انتزاع جبل طارق من البريطانيين.
ولكن ماذا كان سيحدث لو نجحت خطة هتلر؟
في حال استيلاء النازيين على جبل طارق، كانت بريطانيا ستحاول الاستيلاء على جزر الكناري لتأمين قاعدة بحرية، حسب كاتب التقرير.
ولكن بعد تحوّل ألمانيا لغزو روسيا، وضع تشرشل هذه الخطة الاحتياطية في الأرشيف.
وقبل أسابيع قليلة من وفاته، قال هتلر لسكرتيره الخاص، مارتن بورمان: "كان أسهل شيء هو انتزاع جبل طارق من البريطانيين باستخدام القوات الخاصة، وبتواطؤ من فرانكو، دون أي إعلان للحرب من جانب إسبانيا على لندن".
وتابع: "كان هذا من شأنه أن يغير الوضع في البحر المتوسط بضربة واحدة".
لم يكن الفوهرر ولا فرانكو على علم بالقوى التي كانت تعمل في السر لتجنب الوصول إلى تلك النتيجة.
إذ مات كلاهما وهما لا يعلمان شيئاً عن تلك الرشوة، التي منعت هتلر من انتزاع جبل طارق من البريطانيين، والتي ظلَّت سراً محفوظاً في الأرشيف البريطاني.