شعارهم يضمّ خريطة فلسطين والأردن وينادي بتوسّع اسرائيل.. كل ما تُريد معرفته عن عصابات الإرغون المسلّحة وعمليّاتها ضدّ الفلسطينيين

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/23 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/23 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
مناحيم بيغن مخطّط العمليات الإرهابية لعصابات الإرغون - المصدر: الشبكات الاجتماعية

يُصادف اليوم 22 تموز/يوليو 2024 ذكرى تفجير فندق الملك داوود في مدينة القدس في فترة الانتداب البريطاني التي تم تنفيذها في 22  يوليو لسنة 1946. قام أعضاء من جماعة الإرجون الصهيونية بتنفيذ هذا الهجوم ضد الحكومة البريطانية في فلسطين آنذاك، حيث أن حكومة الانتداب جعلت من هذا الفندق مركزا لها.

ومنظمة الإرغون، المعروفة أيضا باسم "أتسل"، هي منظمة عسكرية سرية صهيونية نشأت خلال فترة الانتداب البريطاني في فلسطين  واستمرت حتى نكبة 1948 وقيام دولة إسرائيل. تُعرف هذه المنظمة بارتباطها الوثيق بعدد من الأحداث الدموية الهامة، بما في ذلك مجزرة دير ياسين، وتفجير فندق الملك داوود في القدس. 

كما ارتكبت الإرغون العديد من العمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين، ما جعلها واحدة من أبرز المنظمات المثيرة للجدل في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي.

تاريخ عصابات أرغون  

تأسيسها وشعارها

وفقاً لموسوعة britannica  تأسست عصابات الإرغون عام 1931 بقيادة "أبراهام تيهومي"، واختارت شعاراً يتمثل في يد تمسك بندقية وتحتها عبارة "هكذا فقط"، مع خلفية تتضمن خريطة فلسطين التاريخية والأردن، وتعني باللغة العبرية"المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل"، كما تُعرف أيضاً باسم "أتسل" اختصاراً. 

شعار الإرجون يبين هدفه بالحصول على جميع أراضي الانتداب البريطاني على فلسطين- المصدر: ويكيبيديا
شعار الإرجون يبين هدفه بالحصول على جميع أراضي الانتداب البريطاني على فلسطين- المصدر: ويكيبيديا

وفي عام 1931، انفصلت عصابة الإرغون عن منظمة الهاغاناه، التي كانت واحدة من المنظمات العسكرية الصهيونية في فلسطين. كان أحد الأسباب الرئيسية لهذا الانفصال هو استياء الأعضاء المنشقين من القيود البريطانية التي كانت مفروضة على الهاغاناه في مواجهتها للثوار الفلسطينيين، وكذلك القيود التي فرضتها بريطانيا على الهجرة اليهودية في بعض الفترات لتهدئة الغضب الفلسطيني.

أهدافها 

 كان  زئيف فلاديمير جابوتنسكي  الأب الروحي لهذه المنظمة من الداعين إلى تنفيذ عمليات هجرة غير شرعية لليهود إلى فلسطين بدءاً من عام 1932. ورغم دعوته للتنظيمات العسكرية الخاضعة له أو المتبنية لأفكاره لعدم مواجهة القوات البريطانية أثناء ثورة فلسطين، إلا أنه عاد ودعا عصابة الإرغون لتنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية ضد المواقع والمؤسسات البريطانية.

كما نادى جابوتنسكي بإنشاء جيش عبري ضمن الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، بهدف التعاون في مواجهة النازيين والحد من أفعالهم ضد اليهود في ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا.

ملصق دعائي لمنظمة إرجون الصهيونية- المصدر: الشبكات الاجتماعية
ملصق دعائي لمنظمة إرجون الصهيونية- المصدر: الشبكات الاجتماعية

ابتداءً من عام 1936، تلقت إرغون دعماً سرياً وسخياً من بولندا. كان هذا الدعم نتيجة رغبة الحكومة البولندية في تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين، وكذلك رغبتها في التخلص من المجموعات اليهودية الأكثر فقراً في البلاد.

وقامت منظمة أرغون على المبادئ الأيديولوجية والعسكرية التي وضعها فلاديمير جابوتنسكي في حركته الصهيونية التصحيحية، والتي أسماها حركة الشبيبة بيتار. تأسست هذه الحركة عام 1923 في "ريغا"، عاصمة لاتفيا، والتي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفيتي.

وتعتبر العصابة أن "العنف السياسي والإرهاب" هما "أداتان مشروعتان في النضال القومي اليهودي من أجل أرض إسرائيل"  نتيجة لذلك، وضعتها الحكومة البريطانية على قوائم المنظمات الإرهابية عام 1931 بسبب عملياتها التي استهدفت عدداً من الجنود والضباط البريطانيين.

وفي عام 1943، تولى مناحيم بيغن قيادة المنظمة، والذي أصبح فيما بعد رئيساً لوزراء إسرائيل ، حلّت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة آنذاك جميع العصابات العسكرية لتكوين "جيش الحرب الإسرائيلي" وكانت الإرجون أحد تلك العصابات.

مناحم بيغن 

وُلد مناحم بيغن في عام 1913 في بولندا ودرس الحقوق في جامعة وارسو، حيث أصبح محامياً. انضم في شبابه إلى حركة "هشومير هتسعير" ثم إلى حركة "بيتار" وهي منظمة شبيبة الصهيونيين التصحيحيين، أسسها زئيف جابوتنسكي، عُين مندوباً لـ"بيتار" في بولندا في مارس 1939. 

عند اندلاع الحرب، هرب إلى الاتحاد السوفيتي حيث اعتقل وسُجن ثماني سنوات، لكنه أُطلق سراحه في 1941 كونه مواطناً بولندياً.  ثمّ انضم مناحم   إلى جيش الجنرال أندروس وشارك في الوصول إلى فلسطين في مايو 1942، وتولى قيادة "الإيتسل" بعد إقناع أندروس بإطلاق سراحه.

فيما يتعلق بجماعة الإرغون، كان مناحيم بيغن مسؤولًا عن تنظيم وتخطيط الأعمال الإرهابية، دون أن يشارك في تنفيذها شخصياً، وعند إعلان قيام دولة إسرائيل وبدء الاعتراف الدولي بها ككيان مستقل، أشار بيغن إلى أن إسرائيل قد أُقِيمت، لكن الوطن لم يُحرّر بالكامل، وهو تعبير عن إيمانه بمشروع "إسرائيل الكبرى" الممتد من النيل إلى الفرات.

مناحم بيغن يُنادي بقيام دولة اسرائيل- المصدر: الشبكات الاجتماعية
مناحم بيغن يُنادي بقيام دولة اسرائيل- المصدر: الشبكات الاجتماعية

في الأول من يونيو 1948، توصل بيغن إلى اتفاق مع مندوب الحكومة المؤقتة في تل أبيب لنزع أسلحة جماعات الإرغون وتحويلها إلى حركة سياسية ضمن القانون العبري في إسرائيل، والتي أُطلق عليها اسم "حيروت" (أي الحرية).

تفجير جماعة الإرغون لفندق الملك داود 

أصدر مناحيم بيغين، الذي أصبح لاحقاً رئيس وزراء إسرائيل، الأوامر لتنفيذ عملية تفجير فندق الملك داوود في مدينة القدس عندما كان رئيساً لجماعة الإرغون. طلب بيغين من عناصر العملية التظاهر بزي عربي وإخفاء المتفجرات في أوعية الحليب.

تفجير فندق الملك داود- المصدر: ويكيبيديا
تفجير فندق الملك داود- المصدر: ويكيبيديا

أسفرت العملية عن مقتل 91 شخصاً، منهم 41 فلسطينياً، و28 إنجليزياً، و17 يهودياً، وخمسة من جنسيات أخرى. كما أصيب 45 شخصاً بجروح متفاوتة. 

مذبحة دير ياسين

مذبحة دير ياسين هي عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها مجموعتا الإرغون وشتيرن الصهيونيتان في أبريل 1948 في قرية دير ياسين الفلسطينية غربي القدس. استهدفت المجزرة بشكل أساسي المدنيين.

كانت مذبحة دير ياسين عاملاً رئيسيًا في دفع الفلسطينيين إلى الهجرة إلى مناطق أخرى في فلسطين والبلدان العربية المجاورة، بسبب حالة الرعب التي أحدثتها المجزرة، وبحسب الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية فإنه بحلول نهاية سنة 1948، كان  قد هُجّر سكان أكثر من 400 قرية ودُرست منازل بعضها درساً. 

مجزرة دير ياسين علامة فارقة في تثبيت المشروع الصهيوني- المصدر: الشبكات الاجتماعية
مجزرة دير ياسين علامة فارقة في تثبيت المشروع الصهيوني- المصدر: الشبكات الاجتماعية

أمّا فيما يتعلق بقرية دير ياسين، فقد قررت الحكومة الإسرائيلية فيما بعد تحويل معظم مبانيها إلى مصحّ للذين يعانون أمراضاً عقلية فأحاطتها بالسياج وقيدت دخولها بإذن خاص.

هجمات عصابات الإرغون في فلسطين 1937 – 1948

خلال ثورة فلسطين 1936-1939 ضد الانتداب البريطاني، نفذت منظمة الإرغون الصهيونية أكثر من 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين العرب بالإضافة إلى هجماتها على قوات الاحتلال البريطاني. 

في فترة الحرب العالمية الثانية، شنت الإرغون سلسلة من العمليات الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينياً، فيما يلي قائمة بالعمليات الإرهابية التي نفذتها الإرغون خلال ثلاثينيات القرن العشرين، حيث ارتكبت أكثر من 60 عملية خلال هذه الفترة:

آذار/ مارس 1937: مقتل مواطنين عربيين فلسطينيين في مدينة بات يام الساحلية.

نيسان / أبريل 1938: مقتل شرطيين عربيين فلسطينيين وشرطيين بريطانيين بتفجير قنبلة داخل قطار في حيفا.

نيسان / أبريل 1938: مقتل مواطن عربي فلسطيني بتفجير قنبلة في مقهى في مدينة حيفا.

أيار / مايو 1938: مقتل شرطي عربي فلسطيني في هجوم على حافلة كان يستقلها على طريق القدس – الخليل.

24 أيار / مايو 1938: مقتل 3 مواطنين عرب فلسطينيين بالرصاص في حيفا.

23 حزيران / يونيو 1938: مقتل مواطنين فلسطينيين اثنين قرب تل أبيب.

26 حزيران / يونيو 1938: مقتل 7 مواطنين عرب فلسطينيين في انفجار قنبلة في يافا.

27 حزيران / يونيو 1938: قتل مواطن عربي في ساحة مستشفى في حيفا.

أواخر حزيران / يونيو 1938: قُتل عدد غير محدد من المواطنين الفلسطينيين بتفجير قنبلة ألقيت على سوق محتشد في القدس.

5 تموز / يوليو 1938: إطلاق الرصاص على مجموعة من الفلسطينيين العرب وقتل 7 منهم قرب تل أبيب.

5 تموز / يوليو 1938: قُتل 3 مواطنين فلسطينيين في إلقاء قنبلة على حافلة تقلهم في القدس.

5 تموز / يوليو 1938: قُتل مواطن عربي فلسطيني في هجوم آخر في القدس.

6 تموز / يوليو 1938: مقتل 18 مواطن عربي فلسطيني و 5 يهود في تفجير قنبلتين موقوتتين في سوق في حيفا.

8 تموز / يوليو 1938: قتل 4 مواطنين فلسطينيين بقنبلة في القدس.

16 تموز / يوليو 1938: قُتل 10 مواطنين عرب فلسطينيين بتفجير قنبلة في سوق بالقدس.

25 تموز / يوليو 1938: قتل 53 مواطن فلسطيني بتفجير قنبلة في سوق بحيفا.

26 آب / أغسطس 1938: قُتل 24 مواطن عربي فلسطيني بتفجير قنبلة في سوق في يافا.

27 شباط/ فبراير 1939: قُتل 33 مواطن عربي فلسطيني خلال هجمات متعددة، سقط 24 منهم بتفجير قنبلة في منطقة السوق في حيفا، وسقط 4 آخرون في تفجير قنبلة بسوق الخضار في القدس.

29 أيار / مايو 1939: قتل 5 مواطنين عرب فلسطينيين بتفجير لغم أرضي قرب سينما (Rex) في القدس.

29 أيار / مايو 1939: إطلاق النار وقتل 5 مواطنين عرب فلسطينيين في غارة على قرية بيار عدس قضاء يافا.

2 حزيران / يونيو 1939: قتل 5 مواطنين عرب فلسطينيين بانفجار قنبلة قرب باب يافا في القدس.

12 حزيران /يونيو 1939: تفجير مكتب البريد في القدس، ومقتل خبير متفجرات بريطاني أثناء محاولته إبطال مفعول القنبلة.

16 حزيران / يونيو 1939: مقتل 6 مواطنين عرب فلسطينيين في هجمات متفرقة في القدس.

19 حزيران / يونيو 1939: مقتل 20 مواطناً عربياً فلسطينياً بتفجير شحنة من المتفجرات محملة على حمار في سوق مدينة حيفا.

29 حزيران / يونيو 1939: مقتل 13 فلسطيني في هجمات إطلاق نار متفرقة خلال ساعة واحدة.

30 حزيران / يونيو 1939: مقتل مواطن عربي فلسطيني في سوق مدينة القدس.

30 حزيران / يونيو 1939: إطلاق النار على مواطنين إثنين فلسطينيين في قرية لفتا شمال القدس.

3 تموز / يوليو 1939: مقتل مواطن عربي فلسطيني بتفجير قنبلة في سوق مدينة حيفا.

4 تموز / يوليو 1939: مقتل مواطنين فلسطينيين إثنين في هجومين منفصلين في القدس.

20 تموز / يوليو 1939: مقتل مواطن عربي فلسطيني في محطة قطار في يافا.

20 تموز / يوليو 1939: قتل 6 فلسطينيين في هجمات عدة قرب تل أبيب.

20 تموز / يوليو 1939: قتل 3 فلسطينيين قرب بلدة رحوفوت.

27 آب / أغسطس 1939: مقتل ضابطين بريطانيين إثنين بانفجار لغم في القدس.

27 أيلول / سبتمبر 1944: ما يقارب 150 من عناصر منظمة الإرغون، يشنون هجوماً مركزاً للشرطة البريطانية، أسفر عن عدد غير محدد من القتلى.

29 أيلول / سبتمبر 1944: اغتيال رئيس قسم الاستخبارات الجنائية في الشرطة البريطانية في مدينة القدس.

22 تموز / يوليو 1946: تفجير فندق الملك داوود في القدس وسقوط 91 قتيلاً أغلبهم من المدنيين، وبينهم 41 فلسطينياً، 17 يهودي، و15 بريطاني.

31 أكتوبر 1946: تفجير سفارة بريطانيا في روما.

29 سبتمبر 1947: تفجير مركز للشرطة في حيفا – 10 قتلى.

29 ديسمبر 1947: إلقاء قنبلة يدوية على مقهى بالقدس – 13 قتيل.

9 أبريل 1948: الإرجون وجماعة شتيرن ترتكب مذبحة دير ياسين – 360 قتيل.

تحميل المزيد