مع تواصل اجتياح قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي البري لقطاع غزة، تتردد أسماء عدة مناطق بصورة متكررة، نتيجة لما تشهده من أحداث.
إحدى هذه المناطق التي يتجدد ذكرها مراراً مع اندلاع كل حرب جديدة تقريباً على القطاع هي منطقة خزاعة، وذلك على الرغم من حجمها المحدود وعدد سكانها القليل نسبياً بالمقارنة بالبلدات الفلسطينية الأخرى.. فما قصة هذه المنطقة وأهميتها؟
تاريخ بلدة خزاعة وأهمية موقعها
خزاعة هي بلدة فلسطينية تقع في منطقة التقاء السهل الساحلي مع الأراضي الصحراوية جنوب شرقي مدينة خان يونس، على مسافة 6.8 كم عنها تقريباً. وقد بلغ عدد سكانها عام 1945 نحو 990 نسمة، ثم وصل عدد سكانها إلى 11 ألف نسمة في آخر التقديرات الحديثة، ويمثل لاجئو عام 1948 النسبة الأكبر من سكان خزاعة، سواء من شرق البلدة أو من مدينة يافا.
تُقدر مساحة أراضي البلدة بنحو 4 آلاف دونم، بعدما قسمت سلطات الاحتلال قرابة نصف مساحتها الأصلية في أراضي القرية المحاذية وخلف الخط الأخضر.
ويُعتقد أن تسمية المنطقة بهذا الاسم ربما ترجع إلى سكناها من بعض قبيلة بني خزاعة، التي كانت قد انضمت إلى صلح الحديبية مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بينما يُعتقد في روايات أخرى أن اسمها يعود إلى رجل يدعى بـ"إخزاع" أو "خزاع" كان يمر من هذه المنطقة في أثناء رحلات التجارة من شبه الجزيرة العربية، وكانت بمثابة الاستراحة لقوافله، قبل أن يستقر فيها بشكل دائم، ويتم إطلاق اسمه على المنطقة.
موقع مهم بسبب قربها من "الخط الأخضر"
وقد احتُلت خزاعة مثل باقي مدن وبلدات قطاع غزة على خلفية حرب النكسة في يونيو/حزيران عام 1967، قبل أن تتحرر بعد 38 عاماً بخروج قوات الاحتلال منها جزئياً عام 2005، ولا تزال أكثر من نصف أراضي القرية محتلة إلى اليوم.
وتعود أهمية البلدة وتجدد ذكر اسمها مع كل حرب إسرائيلية على قطاع غزة تقريباً؛ لقربها من الخط الأخضر والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
حيث تبعد بلدة خزاعة مسافة تقل عن 2 كم فقط عن الخط الأخضر، كما أن نصف أراضيها في الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية في يد سلطات الاحتلال، وهي تبعد عن مستوطنة "نير عوز" مسافة 3.7 كم شرقاً، و4.2 كم عن مستوطنة "نيريم" نحو الشمال الشرقي، ومسافة 7 كم عن مستوطنة "عين هب تسور" جنوب شرقي خزاعة.
تاريخ مستمر حتى اليوم من الاستهداف
ومنذ انطلاق انتفاضة الأقصى في 2005، دائماً ما وقعت خزاعة على خط النار في عمليات الاجتياح الإسرائيلية؛ وذلك نظراً إلى موقعها الجغرافي المتاح للقصف من قبل الاحتلال من الشمال والشرق.
كذلك دائماً ما كانت خزاعة نقطة تماس مباشر في معظم الجولات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، سواء خلال عمليات الاجتياح خلال الانتفاضة الثانية، أو خلال الحروب المتعاقبة، خاصةً حربي عام 2008 وعام 2014، وأخيراً خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد شهدت خزاعة مجزرة في يوليو/تموز عام 2014، إثر اقتحام وقصف إسرائيلي أدى إلى استشهاد العشرات وجرح المئات، ودمّر أكثر من ثلثي مساكنها.
حينها منعت القوات الإسرائيلية طواقم الإسعاف من دخول البلدة لنقل المصابين وانتشال الشهداء. وفي الأول من أغسطس/آب 2014، عُثر على عشرات الجثث من أبناء البلدة بعد أن جرت تصفيتهم بشكل جماعي.
وفي حرب الاحتلال الجارية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، توغلت قوات إسرائيلية في منطقة خزاعة بعد أن استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المنازل والمنشآت.
حيث تعرض مستشفى ناصر لضربات في محيطه بعد يوم من استهداف مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر القريبة من المنطقة.