المناضلة الفلسطينية "زكية شموط" هي أول أسيرة فلسطينية تلد داخل سجون الاحتلال، بعدما اعتقلت وهي حامل في شهرها السادس، وأنجبت مولودتها "نادية" داخل السجن.
في هذا التقرير نروي قصة كفاحها ضد الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من وضعها الصحي، لتكون إحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ النضال الفلسطيني.
مسيرة من النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي
المناضلة زكية شموط "أم مسعود"، كانت من أوائل الفلسطينيات اللواتي نفذن عمليات فدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات، وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكماً بحقها بـ12 مؤبداً، كما حُكم على زوجها المناضل محمود مسعود بالسجن مدى الحياة.
أمضت زكية 15 عاماً في سجون الاحتلال، وتم الإفراج عنها وعن زوجها المناضل الفلسطيني محمود مسعود في صفقة تبادل للأسرى تدخل لإتمامها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ليتم إبعادها بعد ذلك عن فلسطين وتعيش في المنفى إلى حين وفاتها بسبب المرض.
من هي؟ وكيف بدأت المقاومة؟
وُلدت زكية شموط في مدينة حيفا عام 1945، والتحقت بالعمل الفدائي المقاوم عام 1968؛ وكانت آنذاك تبلغ من عمرها 23 عاماً، لتكون بذلك من أوائل الفدائيات الفلسطينيات اللواتي نفذن عمليات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
بلغ عدد العمليات التي نفذتها 7 عمليات، وذلك في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات؛ ما أسفر عن سقوط عشرات الإسرائيليين بين قتيل وجريح، قبل أن يتم اعتقالها وزوجها وأفراد عائلتها وهي حامل في شهرها الخامس أو السادس تقريباً.
أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكماً بسجنها 12 مؤبداً (1188 سنة)؛ بينما حكم على زوجها بالسجن مدى الحياة.
أنجبت زكية طفلتها نادية في 18 فبراير/شباط عام 1972، وذلك داخل سجن "نيفي ترتسيا" الإسرائيلي في منطقة الرملة، في زنزانة انفرادية، لتكون بذلك هي أول فلسطينية أسيرة موثقة تنجب مولوداً داخل سجون الاحتلال.
وفي عام 1985 تدخل ياسر عرفات لإطلاق سراحها في عملية تبادل الأسرى بين الثورة الفلسطينية وإسرائيل، وأبعدت إلى الجزائر حيث أمضت ما تبقى من عمرها هناك بعدما حُرمت من العودة لوطنها.
وقد توفيت المناضلة زكية شموط بتاريخ في منتصف سبتمبر/أيلول عام 2014 عن عمر يناهز 69 عاماً إثر مرض عضال بمستشفى "عين النعجة" العسكري، وتم دفنها بمقبرة زرالدة بالجزائر.
أبرز عملياتها ضد الاحتلال
ومن أبرز العمليات الفدائية التي نفذتها زكية شموط وضع عبوة ناسفة داخل بطيخة كبيرة مفرغة من محتواها، وارتدت معطفاً محشواً بالديناميت وحملت ابنها ذا الأشهر التسعة على يدها، والعبوة داخل سلة باليد الأخرى، قبل ترك السلة والمعطف للتمويه، وهناك انفجرت القنبلة بسيرك بلغاري في حيفا، ما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وسقوط عشرات من الجرحى.
كما نفذت عملية تفخيخ أخرى لشاحنة محملة بتفاح جولاني كانت يجرى مزاد عليها لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى الإسرائيليين.