في مصر القديمة بنيت معظم الأهرامات لتكون بمثابة ضريح يضم رفات الفرعون وممتلكاته الشخصية وكنوزه الثمينة التي سينقلها معه إلى العالم الآخر، وفي أماكن أخرى من العالم، مثل المكسيك، بنيت الأهرامات لأغراض مشابهة أيضاً فبعضها كانت بمثابة مقابر للحكام وبعضها الآخر كان بمثابة معابد تمارس فيها الطقوس الدينية الخاصة بالحضارات القديمة، لذا لا عجب أن تحتوي تلك الأضرحة الضخمة على العديد من الأشياء الغريبة التي تكشف لنا أسرار تلك الحقبة الزمنية.
دلائل على تناول لحوم البشر… أغرب ما وجد داخل الأهرامات
قبل 1500 عام، بنى سكان أمريكا الأصليين هرماً يدعى اليوم باسم La Quemada والذي يقع على بعد حوالي 670 كيلومترًا شمال غرب مكسيكو سيتي في المكسيك.
وقد كان هذا الهرم في الأساس مكاناً للعبادة، ويعتقد العلماء أن شعب الأزتيك استقروا في منطقة الهرم لفترة من الزمن، وربما كانت تلك المنطقة هي ذاتها Chicomostoc الأسطورية التي يعتقد أنها الموطن الأصلي لحضارة الأتك.
بطبيعة الأحوال، ما يثير الاهتمام حقاً في هذا الهرم، هو اكتشاف بقايا بشرية من الواضح أنها كانت وجبة طعام لأحدهم، وقد بينت الدراسات أن سكان هذه المنطقة القدامى اعتادوا تناول لحوم أعدائهم، ثم تعليق جماجمهم وعظامهم لعرضها في المعبد (أو الهرم).
ثلاث أهرامات في هرم واحد في تشيتشن إيتزا
ننتقل إلى هرم آخر يوجد في المكسيك أيضاً لكن هذه المرة في المجمع الأثري تشيتشن إيتزا. كان هذا الهرم بمثابة معبد لإله المطر لكن الأمر الغريب الذي اكتشفه العلماء هو وجود ثلاث أهرامات في هرم واحد.
فقد كشفت عملية التصوير المقطعي للهرم أنه صمم ليكون مثل دمية الماتريوشكا الشهيرة، وهي دمية تفتحها لتجد داخلها دمية أصغر مطابقة لها بالشكل وعندما تفتحها تجد دمية أخرى أصغر وهكذا.
ووفقا للخبراء، فإن ارتفاع الهرم الداخلى الثالث يصل إلى 10 أمتار، فى حين أن الهرم الثانى يرتفع بنحو 20 مترا، والأول وهو الظاهر أو الخارجى، يرتفع عن سطح الأرض بنحو 30 مترا.
ويرجع تاريخ بناء الهرم الثالث الصغير إلى ما قبل 550 إلى 800 سنة أما الهرم الثانى الذى كان اكتشف فى العقد الثالث من القرن الماضى، يعود تاريخ بنائه إلى ما بين 800 و1000 سنة مضت، بينما يعود تاريخ بناء الهرم الخارجى إلى ما بين 1050 و1300 سنة.
هرم الثعبان ذي الريش في تيوتيهواكان
يُعرف هذا الهرم أيضًا باسم معبد Quetzalcoatl ،ويقع في المكسيك كذلك وفي حين يبلغ عمره حوالي 1800 عام لم تبدأ أسراره في الانكشاف إلا مؤخراً. ففي عام 1980 ، تم اكتشاف بقايا بشرية التي تبدو قديمة قدم الهرم نفسه.
وفي عام 2003 اكتشف نفق سري داخلي يحتوي على منظر طبيعي جبلي صغير به برك صغيرة من الزئبق السائل ، وكلها مضاءة بمجرة من النجوم الذهبية على الجدران المحيطة. كما تم العثور على بلورات على شكل عيون وأسنان تمساح مصنوعة من الحجر الأخضر ومنحوتات يعتقد أنها تُركت كقرابين للآلهة.
تابوت الجيزة
في عام 1907 اكتشف العلماء وجود تابوت صغير من خشب الأرز يبلغ طوله 44 سم فقط في أهرامات الجيزة، ويعود تاريخ هذا التابوت إلى حوالي 664-525 قبل الميلاد.
في داخل التابوت كان هناك جنين بشري صغير محنط في عمر ستة عشر إلى ثمانية عشر أسبوعًا فقط من الحمل.وقد تم تشبيك ذراعي الجنين ، و تقييدها بعناية.
ولا يعرف العلماء تحديداً لمن يعود هذا التابوت لكن نظراً إلى العناية التي تم إيلاؤها لهذا الجنين فلا بد أنه كان ابن أحد الشخصيات الهامة في مصر القديمة.
مومياء موتشي
والآن ننتقل إلى البيرو وتحديداً إلى هرم موتشي حيث اكتشف العلماء بداخله مومياء أطلق عليها اسم "مومياء موتشي" وهي تعود لسيدة عاشت قبل حوالي 1750 عامًا .
تم اكتشاف هذه المومياء عام 2006. وقد تم تحنيطها ، ولكن عن طريق التجفيف بدلاً من اتباع الطقوس المتعارف عليها في التحنيط ، وقد غطت الوشوم جسد هذه السيدة إذ رسم على جسدها صور الثعابين وسرطان البحر وعناكب ومخلوقات خيالية.
ودُفن مع مومياء موتشي كذلك أسلحة ومجوهرات، وهي أمور كانت حكرًا على الرجال الأقوياء في العصور القديمة، مما دفع البعض إلى التكهن بأنها ربما كانت كاهنة ذات مقام مرموق. وقد تم العثور على مومياء موتشي جنبًا إلى جنب مع جثة أنثى أخرى ، ربما تكون قد قُتلت كنوع من الطقوس إذ يجب من المفترض أن ترافق السيدة المحنطة في رحلتها إلى الحياة الآخرة.