تحدث الزلازل نتيجة لحركة الصفائح التكتونية للأرض، وهذه الحركة إما أن تكون متباعدة عن بعضها أو مصطدمة مع بعضها أو منزلقة عبر حدودها، ويتم تحديد قوة الزلزال حسب القوة التي تحركت بها الصفائح التكتونية، وتعرف النقطة التي تحدث فيها هذه الحركة بالبؤرة الزلزالية.
في حالة المنطقة المغاربية، ورغم أنّ بعض الدول في المغرب العربي تصنّف على أنها مناطق معتدلة في النشاط الزلزالي، مع ذلك، المنطقة عرضة للتعرض إلى الزلازل المدمّرة نتيجة تقارب يحدث بين القارتين الإفريقية والأوروبية، خصوصاً الجزائر والمغرب اللتين شهدتا زلازل عنيفة في تاريخهما.
وتقع الجزائر والمغرب في منطقة توافق التقاء الصفيحة التكتونية الأورو آسيوية والصفيحة التكتونية الإفريقية، ما يجعلهما أكثر تعرضاً للزلازل.
بالنسبة إلى تونس وليبيا وموريتانيا، فغالباً لا تتعدى الهزات الأرضية التي تحدث في هذه الدول مستوى 5.5 على مقياس ريختر، وذلك بسبب وقوع هذه الدول داخل الصفحات التكتونية الإفريقية.
وفيما يلي أبرز الزلازل التي ضربت منطقة المغرب العربي في تاريخها.
الزلازل الأخطر في تاريخ المغرب
كان المغرب منذ الفترات القديمة منطقةً غير مستقرة زلزالياً، بحيث حدثت العديد من الأنشطة الزلزالية في تاريخ المغرب، منها ما كان عنيفاً وقتل الآلاف، ولعلّ أبرز الزلازل القوية التي ضربت المغرب ما يلي:
زلزال جبل طارق سنة 818
كان الزلزال الذي وقع في 28 مايو/أيار 818م، والذي ضرب ضفتي مضيق جبل طارق بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا، هو أوّل زلزال يرصد في المصادر التاريخية بالمغرب.
تسبب هذا الزلزال في تدمير الأبراج والمنارات الواقعة في شمال المغرب، فيما لقي العديد من الأشخاص مصرعهم تحت الأنقاض.
زلزال 1522
في سبتمبر/أيلول من عام 1522م ضرب زلزال عنيف المغرب، وتسبب في خسائر بمدينة تطوان، ودمار مدينة فاس.
زلزال لشبونة العظيم
في نوفمبر/تشرين الثاني 1755، شهد العالم واحداً من أعنف الزلازل في التاريخ، وذلك بعد أن ضرب مدينة لشبونة البرتغالية زلزالٌ مدمر بلغ 9 درجات بمقياس ريختر.
وصلت قوة هذا الزلزال إلى السواحل المغربية التي تأثرت بحجم هذه الكارثة، خصوصاً مدينة طنجة التي تدمرت بشكلٍ كبيرٍ بوقع الزلزال الذي خلّف مقتل 10 آلاف شخص في المغرب فقط.
زلزال تطوان 1909
في 29 من يناير/كانون الثاني 1909، دمر زلزال عنيف فاق 7 درجات مدينة تطوان المغربية، مخلفاً مقتل 100 شخص وتدمير المدينة المغربية.
زلزال أكادير الكبير
في 29 من فبراير/شباط 1960، شهدت مدينة أكادير المغربية، زلزالاً دمر المدينة بأكملها وحولها إلى ركام.
وعلى الرغم من أن الهزة الأرضية كانت متوسطة إذ بلغت 5.7 درجة على مقياس ريختر، إلا أنها خلفت حوالي 15 ألف قتيل، ما يمثل ثلث عدد سكان مدينة أكادير في ذلك الوقت.
وعلاوة على الخسائر الكبيرة في الأرواح، فإن الزلزال أدّى إلى جرح 12 ألف شخص، وتشريد ما لا يقل عن 35 ألفاً آخرين. وبهذا يعتبر "زلزال أكادير" الأعنف في تاريخ المغرب.
زلزال الحسيمة سنة 2004
في 24 فبراير/شباط 2004، اهتزت مدينة الحسيمة على وقع زلزال قوي بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر، مخلفاً أكثر من 628 قتيلاً و926 جريحاً وأكثر من 15230 متضرراً.
زلازل مدمّرة ضربت الجزائر
كانت الجزائر عرضةً للعديد من الزلازل المدمرة عبر التاريخ، راح ضحيتها الآلاف من الأشخاص، إذ تشير التقديرات إلى أنّ الجزائر شهدت 22 زلزالاً مدمراً في تاريخها، أبرز هذه الزلازل:
زلزال الجزائر 1716
يعدّ هذا الزلزال الأعنف في تاريخ الجزائر، ووقع في 3 فبراير/شباط عام 1716، وبلغت شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه الجزائر العاصمة.
تسبب هذا الزلزال القوي في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، كما دمّر مدينة القصبة التاريخية.
زلزال وهران 1790
في 9 أكتوبر/تشرين الأوّل 1790، تعرضت مدينة وهران الواقعة في أقصى الغرب الجزائري إلى زلزال عنيف خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، ودمّر ثلثي المدينة، بما فيها عدد كبيرٌ من المنشآت التاريخية والأثرية خلال تلك الفترة.
زلزال الأصنام 1954
في 9 سبتمبر/أيلول سنة 1954، ضرب زلزالٌ بلغت شدته 6.5 درجة على مقياس ريختر مدينة الأصنام الجزائرية التي صارت تعرف اليوم باسم مدينة الشلف، وخلّف هذا الزلزال مقتل 1234 شخصاً وإصابة الآلاف وتدمير نحو 20 ألف مسكن، وحوّل هذا الزلزال المدينة إلى كومة من الحطام.
كما تأثرت عدة مناطق أخرى من هذا الزلزال، أبرزها مدينة شرشال الأثرية.
زلزال بجاية 1960
بعد 4 سنوات من زلزال الأصنام، تعرضت مدينة بجاية في الشرق الجزائري إلى هزة أرضية عنيفة في 12 فبراير/شباط 1960، بلغت شدتها 5.6 على مقياس ريختر، وبلغ عدد ضحايا هذا الزلزال 264 قتيلاً، وتحطم ألف مسكن.
زلزال الأصنام الثاني
في 10 ديسمبر/كانون الأول 1980، وقع الزلزال المروّع والأشهر في تاريخ الجزائر الحديث، والذي أصاب مدينة الأصنام مرّة ثانية بعد الزلزال الذي وقع بها سنة 1954، بسبب هذا الزلزال قامت السلطات الجزائرية بتحويل اسم المدينة من مدينة الأصنام إلى مدينة الشلف.
تسبب هذا الزلزال في تدمير المدينة، وتوفي نحو 2633 شخصاً، وجرح 8369، وفقد 348، وشرد أكثر من 6 ملايين، وتحطمت 70% من مساكن المدينة.
كما تصدعت مدينة شرشال الأثرية المجاورة، والتي يعود تاريخها إلى العهد الروماني بشكلٍ كبير.
زلزال بومرداس 2003
في 22 مايو/أيار 2003، ضرب زلزال عنيف بلغت شدته 6.7 على مقياس ريختر مدينة بومرداس والضواحي الشرقية لمدينة الجزائر العاصمة، ليتسبب في مقتل أكثر من 2000 شخص، كما ناهز عدد الجرحى 8 آلاف.