يعرف داء الإسقربوط منذ العصور اليونانية والمصرية القديمة، وغالباً ما يتم ربطه بالبحارة من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر، عندما تسببت الرحلات البحرية الطويلة للمستعمرين في صعوبة الحصول على إمدادات ثابتة من المنتجات الطازجة، فمات الكثير منهم خلال تلك الرحلات.
ما هي قصة داء الإسقربوط التاريخية؟
قتل الإسقربوط أكثر من مليونَي بحَّار في الفترة الممتدة من رحلة كولومبوس عبر المحيط الأطلسي في القرن الـ18 حتى ظهور المحركات البخارية في منتصف القرن الـ19، وفقاً لما ذكره موقع Science History.
كانت المشكلة شائعة لدرجة أن مالكي السفن والحكومات افترضوا معدل وفيات بنسبة 50٪ من داء الإسقربوط للبحارة في أي رحلة كبرى.
ووفقاً للمؤرخ البريطاني ستيفن باون، فقد كان الإسقربوط مسؤولاً عن وفيات في البحر أكثر من العواصف وحطام السفن والقتال وجميع الأمراض الأخرى مجتمعة. لدرجة أن البحث عن علاج له في تلك الفترة أصبح ما يصفه باون بأنه "عامل حيوي في تحديد مصير الأمم".
لم يكن أي من المصير المحتمل الذي ينتظر البحارة ممتعاً، لا سيما الأعراض المبكرة التي كانت ترافقه، مثل الخمول الشديد لدرجة أن الناس اعتقدوا ذات مرة أن الكسل كان سبباً للمرض.
ويضيف باون: "يشعر جسدك بالضعف، مفاصلك تؤلمك، تنتفخ ذراعاك وساقاك، وتتعرض بشرتك للكدمات عند أدنى لمسة، مع تقدم المرض، تصبح لثتك إسفنجية ورائحة فم كريهة، وتتحلل أسنانك، ويؤدي النزيف الداخلي إلى ظهور بقع على جلدك، كما تفتح الجروح القديمة، وتنزف الأغشية المخاطية".
أما إذا تُركت دون علاج، فسوف تموت، على الأرجح، من نزيف مفاجئ بالقرب من قلبك أو دماغك.
فاسكو دا جاما فقد شقيقه بسبب الإسقربوط
أثر داء الإسقربوط على العديد من المستكشفين، إذ إن المستكشف البرتغالي فاسكو دا جاما فقد شقيقه باولو بسبب المرض، أثناء رحلته من أوروبا إلى الهند، كما أنّه عاد مع 54 فرداً من طاقمه فقط من أصل 170.
كما يقال إن المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان كان يقتل العديد من رجاله، الذين لم يكن لديهم ما يأكلونه.
وقال المؤرخ ستيفن باون عن تلك الرحلة: "البسكويت القديم تحول إلى مسحوق مليء باليرقات، والرائحة الكريهة من الأوساخ التي صنعتها الفئران عند تناول البسكويت الجيد، وهو ما أصاب هؤلاء الرجال بداء الإسقربوط".
ما هو داء الإسقربوط ؟
يُعرف داء الأسقربوط بنقص فيتامين C الحاد، وهذا الفيتامين أساسي لجسم الإنسان ويلعب دوراً في تطوير وتشغيل العديد من الهياكل والعمليات الجسدية، بما في ذلك:
- التكوين السليم للكولاجين، وهو البروتين الذي يساعد على إعطاء الأنسجة الضامة بنية وثباتاً.
- استقلاب الكوليسترول والبروتين.
- امتصاص الحديد.
- عمل مضاد للأكسدة.
- التئام الجروح.
- إنتاج النواقل العصبية مثل الدوبامين والأبينفرين.
ما هي أعراض الإسقربوط؟
يلعب فيتامين C العديد من الأدوار المختلفة في الجسم، ويسبب نقصه أعراضاً منتشرة، تبدأ علاماته وفقاً لـHealth Line الطبي الأمريكي بالظهور بعد 4 أسابيع على الأقل، وتبدأ بالنقص الحاد والمستمر في فيتامين C، فيما تستغرق الأعراض الأكبر 3 أشهر لتبدأ بالظهور.
وتتضمن علامات الإنذار المبكر من داء الإسقربوط ما يلي:
– ضعف ووهن غير مبرر.
– قلة الشهية.
– التهيج.
– آلام في الرجلين.
– حمى منخفضة.
الأعراض بعد 3 أشهر من الإصابة بداء الإسقربوط
تشمل الأعراض الشائعة للإسقربوط غير المعالج بعد 3 أشهر ما يلي:
– فقر الدم.
– التهاب اللثة التي تنزف بسهولة,
– نزيف جلدي أو نزيف تحت الجلد.
– نتوءات بارزة تشبه الكدمات في بصيلات الشعر.
– مساحات كبيرة من الكدمات ذات اللون الأزرق المحمر إلى الأسود، غالباً على الساقين والقدمين.
– تسوس الأسنان.
– تورم المفاصل.
– ضيق في التنفس.
– ألم صدر.
– جفاف وتهيج ونزيف في بياض العين (الملتحمة) أو العصب البصري.
– انخفاض التئام الجروح والصحة المناعية.
– الحساسية للضوء.
– عدم وضوح الرؤية.
– تقلب المزاج، والتهيج والاكتئاب في كثير من الأحيان.
– نزيف الجهاز الهضمي.
– صداع الرأس.
– إذا تُرك داء الإسقربوط دون علاج، فقد يتسبب في حدوث حالات تهدد الحياة.
مضاعفات خطيرة
تشمل الأعراض والمضاعفات المرتبطة بالإسقربوط على المدى الطويل وغير المعالج ما يلي:
– اليرقان الشديد، وهو اصفرار الجلد والعينين.
– ألم معمم وتورم.
– انحلال الدم، وهو نوع من فقر الدم حيث تتحلل خلايا الدم الحمراء.
– حمى.
– فقدان الأسنان.
– نزيف داخلي.
– اعتلال الأعصاب، أو تنميل وألم عادة في الأطراف السفلية واليدين
– تشنجات.
– هذيان.
– غيبوبة.
– الموت.
عوامل خطر وأسباب الإسقربوط
عند الإصابة بالمرض لا يمكن لجسمك أن يصنع فيتامين C، وهذا يعني أنه يجب عليك تناول كل فيتامين C الذي يحتاجه جسمك من خلال الطعام أو المشروبات، أو عن طريق تناول المكملات.
يفتقر معظم المصابين بمرض الإسقربوط إلى الفواكه والخضراوات الطازجة، أو لا يتبعون نظاماً غذائياً صحياً، لذلك يؤثر المرض على الكثير من الناس في الدول النامية.
تتضمن أسباب الإصابة الإسقربوط ما يلي:
– أن تكون طفلاً أو تبلغ من العمر 65 عاماً أو أكثر.
– استهلاك الكحول اليومي.
– استخدام العقاقير المحظورة.
– العيش وحيداً.
– النظم الغذائية التقييدية أو المحددة.
– قلة الحصول على الأطعمة المغذية.
– كونك بلا مأوى أو لاجئاً.
– الذين يعيشون في مناطق ذات وصول محدود إلى الفواكه والخضراوات الطازجة.
– اضطرابات الأكل أو الحالات النفسية التي تنطوي على الخوف من الطعام.
– الظروف العصبية.
– إعاقات.
– أشكال مرض التهاب الأمعاء بما في ذلك متلازمة القولون العصبي أو مرض كرون، أو التهاب القولون التقرحي.
– أمراض الجهاز الهضمي.
– أمراض المناعة.
– العيش في مكان يتكون فيه النظام الغذائي الثقافي بالكامل تقريباً من الكربوهيدرات مثل الخبز والمعكرونة والذرة.
– الإسهال المزمن.
– العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
– غسيل الكلى والفشل الكلوي.
الوقاية من الإسقربوط
تستخدم العديد من أنواع الفواكه والخضار، لا سيما الحمضية مثل البرتقال والليمون كمكونات وقائية من مرض الإسقربوط وتشمل هذه المنتجات: (فلفل حلو، الجوافة والبابايا، الخضار الورقية الداكنة، اللفت، السبانخ، السلق، البروكلي، كيوي، برتقال، ليمون، توت، أناناس، مانجو، فراولة، شمام، بازلاء، بطاطا، قرنبيط).