رغم أنه لا يمكن مقارنته تماماً بالعام 2020، فإن العام 2021 شهد بدوره كوارث طبيعية لا تقل في مساوئها عن العام السابق، فتخللتهُ موجات حر قاتلة، وفيضانات جرفت الأخضر واليابس، وحرائق لم تترك وراءها سوى بقع سوداء هائلة.
أسوأ الكوارث الطبيعية في 2021
إليكم قائمةً بأبرز الكوارث الطبيعية التي شهدها العام 2021، وحجم الأضرار التي خلَّفتها وراءها.
عاصفة أوري في الولايات المتحدة- فبراير
على مدار أسبوع كامل، وتحديداً من 13 إلى 17 فبراير/شباط 2021، ضربت عاصفة شتوية سُميت "أوري" معظم الولايات المتحدة الأمريكية، ووصلت إلى ولاية تكساس، المعروفة بطقسها الدافئ، والواقعة جنوباً على حدود المكسيك.
وأضرَّت العاصفة الشتوية بشبكة الكهرباء، في الولاية غير المعتادة على مثل هذه الأجواء، كما دفعت السكان الذين تجمَّدت أنابيب مياههم إلى غلي الثلج على الغاز للحصول على ماء الشرب.
وقُدرت الأضرار التي تسببت بها العاصفة بنحو 15 مليار دولار، إضافة إلى وفاة ما لا يقل عن 176 شخصاً، بينهم أشخاص أصيبوا بتسمم بأول أكسيد الكربون من السيارات والمولدات الكهربائية التي استُخدمت داخل المنازل بغرض التدفئة.
موجات انتشار الجراد في إفريقيا- فبراير
التهمت أسراب الجراد في فبراير/شباط 2021، محاصيل مهمة في كل من إثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندا وجنوب السودان.
وقدَّرت منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو)، أن أعداد الجراد تقارب 360 مليار جرادة، لتعتبر أسوأ موجة انتشار للجراد في إفريقيا منذ موجة 1989.
وقال المسؤول عن رصد الجراد في منظمة الفاو، كيث كريسمان، إن ما يلتهمه الجراد في يوم واحد يعادل كمية الغذاء التي يأكلها سكان ولايات نيوجيرسي ونيويورك وبنسلفانيا مجتمعة.
في حين قال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، إن 13 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و10 ملايين منهم يعيشون في المناطق المتضررة بسبب الجراد.
وتعود أزمة الجراد الصحراوي هذه إلى مايو/أيار 2018، عندما مر الإعصار ميكونو بصحراء جنوب شبه الجزيرة العربية، وتسبب بملء الفراغات بين الكثبان الرملية ببحيرات سريعة الزوال، وسمح للجراد بالتكاثر بطريقةٍ لم تُكتشف.
عاصفة رملية في الصين- مارس
في مارس/آذار 2021، شهدت العاصمة الصينية بكين أسوأ عاصفة رملية منذ عشر سنوات، بلغ ارتفاعها نحو 100 متر، وحوّلت سماء العاصمة إلى اللون البرتقالي، وتسببت بإيقاف حركة الطيران.
وتسببت العاصفة في ارتفاع غير مسبوق في قياسات تلوث الهواء، حيث بلغت مستويات التلوث في بعض المناطق 160 ضعف الحد المقبول.
وبحسب "غلوبال تايمز"، فقد بلغ التلوث في 6 مناطق مركزية بالصين "أكثر من 8100 ميكروغرام لكل متر مكعب".
موجة حر شديدة في كندا وأمريكا- يونيو
في نهاية يونيو/حزيران 2021، ضربت موجة حر غير مسبوقة غرب كندا، ناجمةً عن ضغط مرتفع يحبس الهواء الساخن.
وسجلت قرية ليتون في مقاطعة كولومبيا الواقعة على بعد حوالي 150 ميلاً إلى الشمال الشرقي من فانكوفر درجات حرارة قياسية مرات عدة، بلغ آخرها 49,6 درجة مئوية، في 30 يونيو/حزيران.
كما ضربت موجة الحر ذاتها شمال غرب الولايات المتحدة، المطلة على المحيط الهادئ، وأدت إلى تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، وبخاصة في أجزاء من ولايتي واشنطن وأوريغون.
ووصفت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية في الولايات المتحدة موجة الحر بأنها "تاريخية"، وقد أدت موجة الحر هذه إلى وفاة عشرات الأشخاص في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
في حين ضربت موجة حر ثانية غرب الولايات المتحدة وكندا، في العاشر من يوليو/تموز، أشارت مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية إلى أن الحرارة في لاس فيغاس شهدت أعلى مستوى لها على الإطلاق مع 47,2 درجة مئوية.
إعصار نادر في التشيك- يونيو
تسبب إعصار نادر الحدوث في اقتلاع أسقف البنايات والإطاحة بالسيارات في الهواء في التشيك، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة المئات، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.
واجتاح الإعصار مدناً وقرى في منطقة هودونين التشيكية، على الحدود مع سلوفاكيا والنمسا، ووصلت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار إلى نحو 332 كيلومتراً في الساعة.
فيضانات أوروبا- يوليو
في 14 و15 يوليو/تموز 2021، قتلت فيضانات كبيرة 224 شخصاً على الأقل في ألمانيا وبلجيكا، عندما اجتاحت السيول عشرات المناطق المأهولة.
كما تسببت الفيضانات بأضرار أقل في دول أخرى مثل لوكسمبورغ وهولندا وسويسرا.
وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فقد هطلت أمطار خلال يومين فقط تعادل الكمية التي تسجّل عادة على مدى شهرين.
وفي الوقت الذي ربط البعض هذه الأمطار الغزيرة بالتغير المناخي، فإن كاي شروتر، عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام قال: "في الوقت الحالي لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ، لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت أكثر تواتراً وأكثر احتمالاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
وتسببت هذه الفيضانات في أوروبا في خسائر اقتصادية بقيمة 40 مليار دولار وأضرار مؤمنة بقيمة 13 مليار دولار.
فيضانات الصين والهند في يوليو
وفي الصين، ضربت وسط البلاد فيضانات في مطلع يوليو/تموز 2021، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص وفقاً للسلطات الصينية.
وفي خلال 3 أيام فقط سقطت على تشنغتشو أمطار توازي معدل أمطار سنة بأكملها، وهو أمر غير مسبوق بحسب سجلات الأرصاد الجوية.
في حين أودت الأمطار الموسمية الغزيرة في الهند بحياة أكثر من 230 شخصاً، وتسبّبت بفيضانات وانزلاقات للتربة في الشهر ذاته.
حرائق اليونان وتركيا في يوليو وأغسطس
في اليونان وتركيا اندلعت حرائق عديدة، بداية من نهاية يوليو/تموز واستمرت حتى أغسطس/آب، وأجَّجها نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة، لا سيما في جنوب تركيا وفي جزيرة رودوس اليونانية.
في تركيا وحدَها اندلع نحو 130 حريقاً خلال 6 أيام فقط في جميع أنحاء تركيا، تسببت بوفاة 8 أشخاص وإجلاء مئات السياح والسكان، لا سيما من المدن السياحية الساحلية، وهي أنطاليا وبودروم ومرمريس.
في حين تقدر اليونان احتراق مساحة 56655 هكتاراً من الأراضي بحسب نظام معلومات الحرائق الأوروبي، إضافة إلى وفاة عدد من الأشخاص.
حرائق الجزائر في يوليو وأغسطس
بدأت حرائق الجزائر في بداية يوليو/تموز 2021، وتحديداً من جهة الشرق في غابة عين ميمون، في ولاية خنشلة، فالتهمت عشرات الهكتارات من الغابات، خاصة في منطقة الأوراس.
وفي 11 أغسطس/آب، اندلعت موجة ثانية من الحرائق طالت 18 ولاية، تسببت في مقتل 69 شخصاً، من بينهم 28 عسكرياً و41 مدنياً، وإصابة ما لا يقل عن 12 آخرين، بالإضافة لاحتراق عشرات المنازل، واحتراق غابات الزيتون، مصدر رزق أهالي ولاية تيزي وزو.
إعصار إيدا في الولايات المتحدة الأمريكية- أغسطس
كان الإعصار إيدا هو الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة لشركات التأمين في الولايات المتحدة هذا العام، حيث أدى إلى فيضانات في نيويورك قُدرت أضرارها المؤمنة بين 30 و32 مليار دولار.
بدأ الإعصار بضرب جنوب شرقي الولايات المتحدة، في 29 أغسطس/آب 2021، وتحوّل إلى الدرجة الرابعة، ليودي بحياة ما لا يقل عن 60 شخصاً، بينهم 13 في لويزيانا، و27 في نيوجيرسي، و17 في نيويورك.
كما أحدث الإعصار دماراً في المناطق الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة، وشل حركة إنتاج النفط والغاز الأمريكي في خليج المكسيك، وأدى إلى تسرّب نفطي هائل في الخليج، تم اكتشافه في صور الأقمار الصناعية.