عندما نذكر الحضارة المصرية القديمة، يخطر ببالنا على الفور الأعمال العظيمة التي قام بها المصريون القدماء، فقد بنوا الأهرامات التي لا تزال لغزاً محيراً إلى اليوم، وتمكنوا من تحنيط موتاهم بتقنيات شديدة الفاعلية، لكن ما لا يعلمه معظمنا أن هناك العديد من الابتكارات التي نستخدمها حالياً في حياتنا اليومية وندين بوجودها إلى المصريين القدماء الذين كانوا أول من ابتكروها.. نقدم لكم في هذا التقرير 8 من أبرزها:
ابتكارات المصريين القدماء
1. التقويم
قبل عصر المصريين القدماء لم يعرف العالم التقويم المستخدم في يومنا هذا والذي يقسم السنة الواحدة إلى 365 يوماً.
اخترع المصريون التقويم في الأساس ليكون وسيلة تساعدهم على تحديد وتعقب مواسم الزراعة، ونظراً لأن النيل كان يفيض سنوياً، أتاح هذا التقويم لهم توقع موعد فيضان ضفتي النهر وفقاً لما ورد في موقع World Atlas الكندي.
كذلك قُسمت السنة إلى 12 شهراً، لكن الاختلاف بين التقويم المصري والتقويم المعاصر أن كل شهر في التقويم المصري كان يضم 30 يوماً فقط، وكانت الأيام الخمسة المتبقية تُجمع في نهاية العام، بدلاً من توزيعها على الأشهر مثلما هو الحال الآن في ظل وجود أشهر تتكون من 30 يوماً وأخرى من 31 يوماً.
2. أوراق البردي والحبر
الحبر هو إحدى الأدوات التي لم تستخدم قبل عصر المصريين القدماء كذلك. كان المصريون مهتمين بتوثيق تاريخهم، لذلك بحثوا عن طريقة لتدوين قصصهم، وهكذا استحدثوا أول حبر عرفه التاريخ باستخدام مزيج من علكة نباتية وسخام وشمع العسل.
وبالمثل، استحدثوا أول أنواع الأوراق التي تعرف بأوراق البردي، والتي كانت تُصنع عن طريق ضغط وعصر لباب النبات (وهي عملية تشبه ما يحدث اليوم، لكن الورقة الحديثة صارت أرق وأنعم بعد تعديل العملية).
ولا تزال هذه الوثائق المكونة من هذه النوعية من الورق وهذه النوعية من الحبر موجودة حتى يومنا هذا.
3. الأدوات الجراحية
لا يخفى على أحد أن المصريين القدماء كانوا مهتمين جداً بالتحنيط، وكان لديهم بالطبع معرفة كبيرة بكل ما يتعلق بهذا الأمر.
لذلك كان المصريون القدماء أول من اخترع بعض الأدوات الجراحية التي كانت مفيدة بالتأكيد في 2500 قبل الميلاد، ولا يزال من الممكن العثور على بعض هذه الأدوات معروضاً في مطار القاهرة الوطني وفقاً لموقع Scoop Empire.
4.المكياج
مع أن المكياج قد يبدو بدعةً معاصرة، إلا أن تاريخه يعود إلى المصريين القدماء.
ابتُكر مكياج العيون لأول مرة في عام 4000 قبل الميلاد تقريباً، واستخدم تقنيات تشبه للغاية ما تستخدمه شركات صناعة المكياج في العصر الحالي.
كان السخام يُمزج مع معدن الغالينا لتشكيل مادة سوداء تُعرف بالكحل، التي كانت تستخدم آنذاك لتحديد العيون. يشبه هذا بدرجة كبيرة أقلام تحديد العيون (الآيلاينر) المستخدمة في يومنا الحالي، حتى إنها تحمل نفس الاسم.
إضافة إلى ذلك، كان المكياج الأخضر يُصنع من خلط معدن المالاكيت، وهو عبارة عن صخرة معدنية لونها أخضر، مع معدن الغالينا.
وكان الرجال والنساء على السواء يضعون المكياج في عصور المصريين القدماء لأنه كان تعبيراً عن الوجاهة الاجتماعية، وكان كذلك يُستخدم لأغراض دينية.
كانت الطبقة العليا وأبناء الأسر الملكية يضعون كمية كبيرة من المكياج ومحدد العيون السميك، وقد اعتقد المصريون القدماء أن وضع مكياج العيون سوف يحميهم من الوقوع ضحية لعين الشر.
5. الكعب العالي وأمشاط الشعر
عندما يتعلق الأمر بعالم الجمال، لم يخترع المصريون القدماء المكياج فحسب، بل كانوا أول من استخدم الأمشاط والكعب العالي كذلك.
كانت الأحذية ذات الكعب العالي موجودة بالفعل عام 3500 قبل الميلاد؛ حيث كانت تستخدم لفصل الطبقة العليا من المجتمع عن الطبقة الدنيا التي يمشي أفرادها حفاة.
وكان يرتدي الكعب العالي الرجال والنساء على حد السواء في مصر القديمة، وكلما كان الكعب مرتفعاً أكثر دل ذلك على ارتفاع المكانة الاجتماعية أكثر.
6. النعناع لمكافحة رائحة الأنفاس
من أجل التخلص من رائحة الفم الكريهة، استحدث المصريون القدماء أول مسحوق نعناع معروف لرائحة النفس.
وكان يُصنع من دمج اللبان مع القرفة ونبات المر، وهو مزيج كان يُغلى مع العسل ويُشكَّل في صورة حبات، مثل النعناع الذي يباع في المتاجر اليوم للتخلص من رائحة الفم.
7. الحلاقة وقصات الشعر
كان المصريون القدماء من أوائل الشعوب المعروفة التي تحلق شعرها.
فقد اعتُقد أن الشعر الطويل غير صحي، وربما تسبب الطقس الحار في مصر على الأرجح في جعل إطالة الشعر أمراً غير مريح.
ونتيجة لهذا، صار الاتجاه العام حلق الشعر تماماً. كان الشعر يُقصر أو يُحلق تماماً، ويُعتقد أن الكهنة تمادوا في هذا النهج؛ لدرجة أنهم كانوا يحلقون كامل أجسادهم كل ثلاثة أيام.
كانت قلة الشعر في الجسم كذلك جزءاً من الوجاهة الاجتماعية، وكانت اللحية الخفيفة دليلاً على الطبقة الاجتماعية المتدنية.
قاد هذا النفور من الشعر- أو على وجه التحديد النفور من شعر الرأس- المصريين إلى ابتكار ما يُعتقد أنها أول شفرات حلاقة. صُنعت هذه الشفرات من حجارة حادة بُردت حتى صارت شفرات ووضعت في يد خشبية.
8. أقفال الأبواب
في عام 4000 قبل الميلاد، استُحدثت لأول مرة أقفال تشبه أقفال الأبواب الحالية.
تكونت هذه الأقفال من مسمار مجوف فيه أسنان يمكن رفعها مع وضع المفتاح. ومن خلال دفع المفتاح عكس اتجاه الأسنان، تتحرك بعيداً عن المسمار المجوف، مما يتيح سحب هذا المسمار وفتح الباب.
وبالتأكيد كانت الأقفال أكبر بكثير من أقفال العصر الحالي. فقد كان حجمها أكبر من نصف متر، وكانت ثقيلة ومُرهقة في الاستخدام.
9. البولينغ
من المثير للاهتمام أن نذكر أن المصريين القدماء ابتكروا منذ آلاف السنين لعبة البولينغ التي لا تزال تحظى بشعبية حتى يومنا هذا.
اكتشف العلماء بقايا غرفة تحتوي على مجموعة من المسارات، يصل طولها إلى حوالي 4 أمتار. واكتُشف مع هذه المسارات مجموعة من الكرات بأحجام متنوعة. وقد اعتُقد أن هذه الغرفة، التي عُثر عليها في نارموثيوس (وهي منطقة تقع على بعد حوالي 90 كيلومتراً عن القاهرة)، تقدم دليلاً على وجود صورة مبكرة من رياضة البولينغ.