من السيجار والشاي، إلى المظلة المسمومة.. أغرب طرق الاغتيالات التي حدثت عبر التاريخ

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/26 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/26 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تويتر/ اغتيالات بطرق غريبة

يبدو أننا عندما نذكر كلمة اغتيالات يخيل إلى أذهاننا عمليات الطعن مثلما حصل مع يوليوس قيصر أو عن طريق إطلاق الرصاص، كما حصل مع أبراهام لينكولن، أو حتى عن طريق التفجيرات كما حصل مع رفيق الحريري.

لكنّ الأمر ليس كذلك وحسب، بل إنّ هناك الكثير من محاولات الاغتيال الغريبة التي حصلت بطرق قد لا تخطر ببال أحد.

اغتيالات بطرق غريبة

من تسميم السيجار الكوبي والشاي إلى التعرف على أغرب طرق الاغتيالات حول العالم.

ألكسندر ليتفينينكو عن طريق شاي البولونيوم

في اليوم الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2006، أصيب العميل السابق في جهاز الأمن الاتحادي الروسي KGB ألكسندر ليتفينينكو بالمرض بعد ساعات من تناوله الشاي مع اثنين من زملائه من العملاء السابقين في فندق ميلينيوم الفاخر قرب العاصمة البريطانية لندن.

وعندما نُقل السيد ليتفينينكو إلى المستشفى، أكد الأطباء أن ليتفينينكو تعرض للتسمم من خلال الشاي الذي يحتوي على مادة البولونيوم 210 السامة.

بعد أيام من إصابته، اتهم العميل المنشق عن روسيا الرئيس فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن عملية تسميمه، كما أضاف وفقاً لشبكة BBC أنّه كان يحقق في اغتيال الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا عندما تعرض للهجوم.

في هذه الأثناء، بدأ شعر العميل الروسي في التساقط وبدأت أعضاؤه تضمر شيئاً فشيئاً، فيما لم يتمكن أطباء مستشفى كلية لندن الجامعية من إيجاد علاج له، فتوفي في الـ23 من الشهر ذاته.

وتعتبر مادة البولونيوم- 210 مادة عالية التسمم، وخطرها على جسم الإنسان يفوق مستوى التسمم الموجود في غاز السيانيد بـ2500 مرة.

وبمجرد دخول البولونيوم- 210 إلى جسد الإنسان، سواء عبر التنفس أو الأكل أو اللباس أو الجروح، فإنه يقوم بتخريب الـ DNA ويتسبب في حالة مرضية إشعاعية.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أي ترياق لبولونيوم -210، لذلك فإن كمية ضئيلة جداً من البولونيوم قادرة على أن تتسبب بوفاة الشخص.

جورجي ماركوف عن طريق مظلة مسمومة

كان المنشق البلغاري جورجي ماركوف ينتظر حافلة على جسر واترلو في العاصمة البريطانية لندن في 7 سبتمبر/أيلول 1978 عندما شعر بطعنة في فخذه.

نظر ماركوف الذي كان يبلغ من العمر 49 عاماً، إلى الوراء ليرى رجلاً يركض حاملاً مظلة لها رأس حاد، قبل أن يستقل سيارة أجرة ويهرب.

لم تكن الطعنة التي تعرض لها ماركوف ذات خطورة، فلم يعرها انتباهاً وذهب ليكمل عمله في شبكة BBC، وعندما عاد إلى منزله الواقع جنوب لندن في نهاية اليوم شعر بالمرض الشديد فذهب إلى المستشفى.

بعد 4 أيام تماماً من الطعنة التي تلقاها توفي ماركوف المعارض للحكومة البلغارية الشيوعية آنذاك في المستشفى، بعد أن أكد المسؤولون البريطانيون أن وفاته كان بسبب تسممه بمادة الريسين التي يبدو أنه تم حقنها في فخذه بواسطة المظلة.

لم يتم اتهام أي شخص بقتله، وهي واحدة من أكثر الجرائم شهرة خلال فترة الحرب الباردة، لكن السيد ماركوف كانت لديه نظرياته الخاصة، حيث أخبر الأطباء أنه يعتقد أن المخابرات السوفييتية لعبت دوراً في الهجوم عليه.

كيم جونغ نام عن طريق رش السم

في الـ13 من فبراير/شباط 2017، هاجمت امرأتان إحداهما فيتنامية والأخرى إندونيسية، الأخ الأكبر غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن طريق مسح وجهه بمادة كيماوية سامة، بينما كان يستعد لركوب طائرة إلى مكاو في مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا، ليتوفى في وقت لاحق من اليوم ذاته.

في حين قالت تحقيقات للشرطة الماليزية إنّ المرأتين استخدمتا غازاً للأعصاب يدعى VX وهو مادة كيماوية مدرجة على قائمة الأمم المتحدة لأسلحة الدمار الشامل.

في حين يقول خبراء إنّ غاز VX من بين الأسلحة الكيماوية الأشد فتكاً وتكفي 10 مليغرامات فقط منه أو ما يعادل قطرة واحدة للقتل في دقائق.

وأضافوا- وفقاً لما ذكره لموقع دويتشه فيله الألماني– أنه غاز عديم الطعم والرائحة ومحظور بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، ويمكن تصنيعه في صورة سائل أو كريم أو رذاذ، وليس لهذه المادة الكيماوية أي استخدامات تجارية.

فيدل كاسترو عن طريق سيجار مسموم

تشير التقديرات إلى أنّ الزعيم الكوبي فيدل كاستروا تعرض خلال حياته إلى أكثر من 600 محاولة اغتيال أكثر من أي إنسان آخر في التاريخ، من بينها العديد من المحاولات المجنونة.

أغرب تلك المحاولات كانت من خلال اللجوء إلى ما يحبه كاسترو، وهو السيجار الكوبي الذي كان لا يفارق أصابعه.

وتقول شبكة NBC الأمريكية إنه في العام 1960 قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتسميم صندوق من السيجار المفضل لدى الزعيم الكوبي.

ووضعت الوكالة في السيجار مادة البوتولينوم القوية والكافية لقتل أي شخص يستنشق نفساً واحداً منها فقط.

وفي العام 1961 قامت الوكالة بإرسال هذا الصندوق عن طريق شخص لم يتم الإفصاح عن هويته من أجل إيصالها إلى الزعيم الكوبي، ولكن يبدو أنّ هذا الشخص لم يسلم السيجار إلى كاسترو الذي بدوره أعلن إقلاعه عن التدخين في العام 1985.

iStock/ سيجار
iStock/ سيجار

غريغوري راسبوتين عن طريق كل شيء تقريباً!

يعتبر الراهب الروسي غريغوري راسبوتين أو كما يسمى "عشيق ملكة روسيا" واحداً من أكثر الشخصيات التي عرفتها البشرية غموضاً، فقد كان معالجاً روحياً استطاع خلال فترة قصيرة تحويل حياته من فلاح بسيط فقير إلى شخص صاحب نفوذ ورأي في العائلة الملكية وصديق للقيصر نيكولا الثاني ألكسندرا وزوجته، كما استطاع غريغوري معالجة العديد من الأشخاص من بينهم ابن القيصر، الذي عالجه من النزيف حين كان مصاباً بالناعور.

تعرض غريغوري للكثير من محاولات الاغتيال لكنه كان ينجو منها بطرق لا تصدق، حتى جاء عام 1916 عندما جاءته دعوة من الأمير فيلكس يوسوبوف في سانت بطرسبورغ ليتم العثور على جثمانه بعدها بأيام في نهر نيفا المتجمد.

 أشهر روايةٍ لأحداث اغتياله جاءت من الأمير يوسوبوف نفسه في مذكراته بعنوان "Lost Splendour"، الذي قال إنه قدم له كعكاً ونبيذاً مسممين بمادة سيانيد البوتاسيوم.

ولكن عوضاً عن فقدان وعيه في غضون ثوانٍ، كما هو الأثر المتوقع لتناول جرعةٍ ضخمةٍ من السيانيد، واصل راسبوتين ارتشاف النبيذ برباطة جأش، كما تجرَّع الراهب كأساً مسمومةً ثانيةً دون أثرٍ واضحٍ عدا صعوبةٍ بسيطةٍ في البلع.

وعندما وجد الأمير والمجموعة التي ترافقه أنّ السم لن يجدي مع الراهب فقرروا إطلاق النار عليه.

وعندما أطلقوا رصاصة اخترقت جسده بالقرب من قلبه، ظنوا أن الموت سيكون محتوماً عليه، لكنه سرعان ما فتح عينيه، وانقضَّ عليهم، فوقع عراكٌ محتدمٌ قبل أن يتمكَّن الأمير من الإفلات والهروب صاعداً سلَّم القبو.

وفي النهاية خرجت الجماعة إلى فناءٍ، حيث صُوِّبت أربع رصاصاتٍ أخرى نحو جسد راسبوتين قبل أن يسقط أرضاً.

ولضمان ألا يزعجهم مجدداً، لفَّ المغتالون جثته وربطوها بقطعة من الكتان الثقيل، ووضعوها في عربةٍ، وأخذوها إلى جزيرة بتروفسكي حيث أُلقِي بها في النهر المتجمِّد أسفل أحد الجسور.

ورغم كل محاولات الاغتيال تلك فإنّ تشريح جثته سبب صدمة واسعة للأمير فيلكس، بسبب العثور على مياه في الرئتين، ما يعني أن راسبوتين كان ما زال حياً عندما ألقي به في النهر، ولكن برودة الماء تسببت بوفاته وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

تحميل المزيد