يعتبر الكاتب البرازيلي باولو كويلو بلا شك من أكثر المؤلفين نجاحاً في الآونة الأخيرة، حيث باع أكثر من 100 مليون كتاب في 150 دولة على الأقل على مستوى العالم. كما تمّت ترجمة كتبه على نطاق واسع إلى عدد من اللغات، مما أكسبه رقماً قياسياً مرموقاً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر كتب مترجمة لكاتب على قيد الحياة.
قد يكون كويلو صاحب رواية الخيميائي بمثابة قدوة للكثيرين حول العالم، لكنَّ في الوقت ذاته لديه ماضٍ مليء بالسحر الأسود والمخدرات.
اقرأ أيضاً
من هو باولو كويلو؟
وُلد باولو كويلو في 24 أغسطس/آب 1947 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، ومنذ طفولته كان يحلم بأن يصبح كاتباً، لكنّ حلمه لطالما كان يتصادم مع رغبة والدته بأن يسير على خطى والده الذي كان مُهندساً.
اقرأ أيضاً
عاش 4 أعوام في مصحة عقليّة
حلمه الواسع ورفض والدته الصارم أوديا به إلى مصحة عقلية وهو في سنّ الـ16 فقط، وذلك بعد أن عبّر لوالديه عن رغبته في أن يصبح كاتباً يعبر عن آرائه ويبتعد عن المسار التقليدي الذي يتوجب عليه لعيش الحياة.
قلق والديه عليه جعلهما يسجلانه في مصحة عقلية هرب منها 3 مرات وفي كل مرة كان يعاد بعد إلقاء القبض عليه، وأطلق سراحه أخيراً عندما كان في العشرين من عمره.
ورغم ذلك فإن كويلو يرى بحسب ما ذكره موقع Famous Authors أنّ والديه عندما أودعاه المصحة كان بدافع النية الحسنة.
تخلى عن حلم الكتابة لفترة من الزمن
بعد خروجه من المصحة العقلية، وافق كويلو على دخول كلية الحقوق من أجل والديه تاركاً توقه للكتابة وكان ذلك في عام 1970، لكنه في النهاية غادر البلاد ليبدأ حياة طيش الشباب.
عاش حياة "الهيبيز"
بما أنَّ دراسته في كلية الحقوق لم تنجح فقرر كويلو أن يفعل شيئاً يتوق إليه كل رجل في العالم، وهو "السفر".
الهيبيز
الهيبيز هي ظاهرة اجتماعية كانت في الأساس حركة شبابية أمريكية المنشأ في ستينيات القرن الماضي، لكنها فيما بعد انتقلت إلى العديد من الدول اللاتينية والأوروبية.
ويحارب الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من "الهيبيز" القيم الرأسمالية ويطالبون بعالم تسوده الحرية والحب والسلام والمساواة، في الوقت الذي يجدون في موسيقى الروك والمخدرات والجنس طريقة تعبير عن تمردهم على القيم.
يتميز الهيبيزيون بشعورهم الطويلة وملابسهم الفضفاضة وتنقلهم الكثير بين دول العالم.
كانت ذروة الهيبيز مزامنة لفرقة الروك الشهيرة The Beatles التي استطاعت أن تستقطب ملايين الشباب، لكن فيما بعد انخفضت شعبية الهيبيز بشكل كبير.
يوضح كويلو أنّ الفترة التي عشاها مثل "الهيبيز" كانت ممتعة جداً ومليئة بالفرح، فقد سافر فيها حول العالم على قدم وساق، لكنه أكد لصحيفة The Guardian أنه لم يستطِع البقاء على هذه الحالة إلى الأبد.
عمل في كتابة الأغاني والتمثيل والصحافة
أمضى عشرينيات وثلاينيات عمره وهو يكتب الأغاني لراؤول سيكساس، وهو واحد من أشهر نجوم موسيقى "الروك آند رول" في البرازيل وأيضاً إليس ريجينا وبلغ عددها نحو 60 أغنية، إضافة إلى شروعه بتعاطي المخدرات في تلك الفترة.
كما أنه انخرط فيما بعد في مجموعة مسرحية للعمل كممثل ومخرج، إضافة إلى عمله في مجال الصحافة فأسس مجلة أطلق عليها اسم "2001".
تعرض للسجن
في عام 1974 وبسبب أنشطته التقدمية، تم اختطاف كويلو وتعذيبه من قبل مجموعة شبه عسكرية برازيلية، ومن ثمّ تم وضعه خلف القضبان بسبب قصائده الغنائية التي وقعت تحت أنشطة "تخريبية" بحسب الحكومة.
ويعترف الكاتب البرازيلي بأنه تعرض للتعذيب بالصدمات الكهربائية وطالت أعضاءه التناسلية، مؤكداً أنّ التجربة كانت مؤلمة لكنه لا يأسف على شيء.
نقطة تحول من غريب أعادته إلى الكتابة
حدثت نقطة التحول الرئيسية في حياة باولو كويلو عندما التقى بشخص غريب في أحد مقاهي العاصمة الهولندية أمستردام، وقد أخبره هذا الشخص بأن يقوم بالحج الروماني الكاثوليكي التقليدي إلى سانتياغو دي كومبوستيلا في شمال إسبانيا.
يقول كويلو في كتابه الحج إنه بدأ رحلته في عام 1986 وقد سار خلالها أكثر من 500 ميل، وطوال الطريق كان لديه يقظة روحية وفقاً لـ CliffsNotes.
كانت رحلته هذه الحدث الذي غيَّر حياته وألهمته لكتابة أشهر رواياته "الخيميائي" التي كتبها في عام 1988 أي بعد عام واحد من كتابة رواية "الحج".
لم يؤمن بمصادفات الحياة فمارس السحر
يقال إنّ الكاتب البرازيلي قد مارس السحر والتنجيم لبعض الوقت لكنَّ ذلك الأمر لا يمكن تأكيده سوى من باولو كويلو نفسه.
تقول الادعاءات إنه عندما بدأ كويلو في ممارسة حياة "الهيبيز"، بدأت فكرة العودة للكتابة تعود إلى خاطره، فشارك في العديد من مسابقات القصة القصيرة لكن لم ينجح في أي منها.
في تلك الفترة تعرف كويلو على السحر والتنجيم وقد اقتنع بجدواه كونه لا يؤمن بوجود مصادفات الحياة، فقرأ- وفقاً لما ذكرته مكتبة Ebrary الرقمية- العديد من كتب السحر، وأصبح مهووساً بمحاولة تطبيق السحر العملي مثل استدعاء الريح أو لكسر منفضة السجائر بالأفكار.
وعندما شعر كويلو بأنه لا يزال شخصاً مجهولاً قرر عقد اتفاق مع الشيطان الذي سماه "أمير الظلام" ونص الاتفاق بأن يعطي الشيطان روحه إذا حقق له أحلامه، لكنه قام بإلغاء الاتفاق بعد ساعة فقط.
كما يشاع أيضاً بأن الكاتب البرازيلي مارس السحر الأسود مدة عامين، وانضم إلى طوائف شيطانية، حتى إنّه شاهد ظاهرة غريبة في غرفته بدت له كسحابة سوداء قيل له فيما بعد إنها كانت ظاهرة أولية من إحدى الطوائف الشيطانية التي انضم إليها، مما أصابه بالذعر، فعاد إلى كل معتقداته الدينية الطفولية.
رأى لحظات ما بعد ولادته مباشرة
وأخيراً تعتبر رؤيته للحظات ولادته من أغرب الأمور البشرية على الإطلاق، إذ أكّد الكاتب البرازيلي في تصريح لصحيفة The Guardian أنه يتذكر اللحظات التي تلت ولادته مباشرة.
وقال: "أتذكر اللحظات التي تلت ولادتي. دخل أحدهم الغرفة وقلت لنفسي: هذه جدتي. لا أحد يصدقني، لقد سألت الأطباء عما إذا كان ذلك ممكناً- الإجابة دائماً هي لا-، لكنني أعرف تماماً ما رأيته في ذلك اليوم".