عندما تشاهد القبعات الطويلة لحراس الملكة إليزابيث ربما تتساءل عن سر اختيارها، وما إذا كانت الأناقة والرسمية فقط هي وراء اختيار هذا الزي، لكن بالرجوع للتاريخ سنجد كيف كانت تلك القبعات من ضمن الأدوات الأساسية في المعارك التي تخوضها المملكة المتحدة ضد أعدائها خلال القرن التاسع عشر.
سر اختيار القبعات الطويلة لحراس الملكة إليزابيث
قد يصعب تصديق ذلك، لكن كان يفترض بهذه القبعات إخافة جيوش العدو. إذ يقول ريتشارد فيتزويليام، خبير الشؤون الملكية المقيم في لندن: "كان الغرض منها إظهار الجنود أطول قامة وبالتالي أكثر إثارة للخوف. كانت هذه القبعات تلبي حاجة عملية لجنود المشاة في المعارك".
بينما يعود تاريخ نشأة كتائب حراس الملكة إليزابيث إلى عام 1656، فإن قبعاتهم الشهيرة تعود إلى حروب نابليون، التي دارت بين الإمبراطورية البريطانية والفرنسية، حيث حاربت بريطانيا نابليون وحلفاءه لمواجهة صعود الإمبراطور الصغير، وقد سجل التاريخ استخدام هذه القبعات للمرة الأولى أثناء قتال الفرنسيين في حروب نابليون.
في الواقع، كان الحرس الإمبراطوري لنابليون يرتديها أيضاً، ويقال إن البريطانيين التقطوا القبعات من بين جثث الفرنسيين الذين سقطوا، واعتبروها جائزةً لانتصارهم المذهل على الجيش الفرنسي، خصوصاً أنها كانت تصن من فراء الدببة، كما أشارت شبكة The Mighty Networks.
وقد ارتدى الجنود القبعات الطويلة من جلد الدب ليجعلوا أنفسهم يبدون أطول وأكثر رعباً، لذلك خصصت هذه القبعات للفرق الأعلى رتبة في الجيش الإمبراطوري. واختير لهذه القبعات البالغ طولها 46 سم، اللون الأسود الذي كان يصنع من فراء الدببة الأمريكية (Ursus americanus).
أما حالياً، فإن استخدام القبعات يقتصر على إضافة القليل من البهاء والعظمة إلى زي الجيش البريطاني حين يؤدي جنوده واجبات احتفالية، مثل تغيير الحرس في قصر باكنغهام أو العرض السنوي للاحتفال بعيد ميلاد الملكة الرسمي. لكن من يرتدون قبعات جلد الدب يرتدون أيضاً الزي الرسمي التقليدي حين تستدعي الظروف، ولهم أدوار أخرى بعيدة عن الاحتفالات في الجيش البريطاني.
إذ يقول فيتزويليامز لموقع Live Science: "الاعتقاد بأن حراس الملكة يؤدون واجبات احتفالية فقط خاطئ تماماً. فجميعهم جنود نشطين يؤدون أدوار عسكرية وأنشطة أخرى بالتناوب".
وماذا عن السترات الحمراء؟
أما عن السترات الحمراء، التي يرتدونها خلال أشهر الصيف (يرتدون معاطف رمادية طويلة خلال فصل الشتاء)، فثمة شائعة قديمة تقول إن البريطانيين اختاروها لتكون باللون القرمزي لأنه يخفي بقع الدم، التي تخفض الروح المعنوية ولها مظهر قبيح.
لكن فيتزويليامز لا يعتقد ذلك، ويقول إن السبب الأول هو التوفير، لأنه كان أقل الصبغات ثمناً وأكثرها توفراً.