أصبحت فرشاة الحمام رمزاً للاحتجاجات في روسيا، وليست فرشاة الحمام الرمز الوحيد الذي رفعه المتظاهرون المطالبون بالإفراج عن المعارض أليكسي نافالني، لكنه يعني الكثير بالنسبة للمتظاهرين والحكومة الروسية أيضاً. تعالوا لنعرف قصص أغرب الشعارات التي استخدمت في المظاهرات حول العالم.
فرشاة الحمام رمزاً للاحتجاجات في روسيا بجانب الملابس الداخلية الزرقاء!
فرشاة الحمام كانت رمزاً متكرراً في أكثر من تظاهرة بالاحتجاجات الروسية الأخيرة، واستخدمت لسببين، الأول هو تأكيد أن التظاهرات سلمية، وهي رسالة موجهة للقوى الأمنية التي تعاملت بقمع واعتقالات عشوائية مع المشاركين، والسبب الثاني هو الإشارة إلى تحقيق نافالني الذي أظهر أن هناك فرشاة مرحاض قيمتها 800 دولار أمريكي في قصرٍ يعود للرئيس بوتين.
لكن فرشاة الحمام ليست أغرب رموز تظاهرات روسيا، ففي ديسمبر/كانون الأول 2021، علق المحتجون الروس ملابس داخلية زرقاء على اللافتات، ونشروا صوراً لهم وهو يرتدون ملابس داخلية زرقاء فقط، كدعم لزعيم المعارضة الأكثر شهرة في البلاد، والذي زعم أنه تعرض لهجوم بغاز الأعصاب من عملاء من جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) في صيف 2020، حيث وضعوا الغاز له في بطانة ملابسه الداخلية الزرقاء.
أيضاً، الملابس الداخلية الزرقاء ارتداها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الطقوس الأرثوذكسية للاحتفال بمعمودية يسوع المسيح في يناير/كانون الثاني 2021، من خلال غمس نفسه في الماء المثلج مرتدياً سروال سباحة أزرق، حينها مزح مؤيدو نافالني ساخرين من بوتين بأنه كان يرتدي الملابس الداخلية لخصمه، وفق إذاعة Voice of America الأمريكية.
"ثورة المظلات" في هونغ كونغ
"ثورة المظلات" كانت سلسلة من اعتصامات الشوارع بهونغ كونغ في الفترة من 26 سبتمبر/أيلول إلى 15 ديسمبر/كانون الأول 2014، وقد بدأت بعد أن أصدرت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب (NPCSC) قراراً بشأن الإصلاحات المقترحة لنظام الانتخابات في هونغ كونغ، إذ تطلب اللجنة الدائمة أن تكون هناك لجنة ترشيح تقوم بانتخاب ثلاثة مرشحين للانتخابات الشعبية على الأكثر قبل إجراء التصويت الشعبي، وبعد الانتخابات، سيُعيَّن الرئيس التنفيذي المنتخب رسمياً من قحبل الحكومة المركزية قبل توليه منصبه رسمياً، لكن اعتُبر القرار شديد التقييد، وهو يرقى إلى الاختيار المسبق الذي قام به الحزب الشيوعي الصيني (CCP) لمرشحي الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ.
لذلك، تظاهر عشرات الآلاف واعتصموا بالشوارع مطالبين بالحق في انتخابات حرة بالكامل، واستخدموا المظلات حينها لحماية أنفسهم من الغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه الشرطة، وفق شبكة BBC البريطانية.
حركة السترات الصفراء
في احتجاجات شعبيّة كبيرة شهدتها فرنسا في شهر مايو/أيار 2018، ثم زادت شهرتها وقوّتها خلال أشهر العام نفسه، وامتدت أيضاً إلى دول الجوار في والونيا وأجزاء من بلجيكا، اختارت الحركة السترة الصفراء كرمزٍ مميز يعترضون به على ارتفاع أسعار الوقود، وارتفاع تكاليف المعيشة، ثم امتدت مطالِبها لتشملَ إسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنّتها الحكومة، أما اختيار السترات الصفراء، فيعود إلى سن القانون الفرنسي الذي يفرضُ منذ عام 2008 على جميع سائقي السيارات، حمل سُترات صفراء داخل سياراتهم عند القيادة كإجراء وقائي في حالة اضطرار السائق إلى الخروج من السيارة، وهو ما فعله السائقون حينما خرجوا من سيارتهم للتظاهر قبل أن ينضم لهم آخرون!
مظاهرات سكب الحليب!
في عام 2009، تجمع أكثر من 3000 مزارع بمدينة بروكسل البلجيكية، وتحديداً خارج مقر الاتحاد الأوروبي؛ للاحتجاج على انخفاض أسعار الحليب في المنطقة، وقتها بدأ أحد المزارعين بحلب بقرته في وسط الشارع، ورش الحليب مباشرة من ضرع البقرة على مجموعة من شرطة مكافحة الشغب.
وتطورت الفكرة إلى أن قاموا بإلقاء ملايين اللترات من الحليب في الشوارع والحقول المحيطة أو تم توزيعها مجاناً على الناس. وقد تكررت طريقة الاحتجاج في 2012، حين رش عدد كبير من المتظاهرين الحليب بخرطوم على مبنى البرلمان الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، حسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
واحتج المزارعون في الهند أيضاً على انخفاض أسعار الحليب في 2012، حيث صب المزارعون الغاضبون في نيودلهي الحليب على قادة شركات منتجات الألبان.
الأفاتريون يتظاهرون!
في صيف 2018، طَلَتْ مجموعة من الشبان الفلسطينيين، الذين يحتجون على حدود غزة مع إسرائيل، أجسادهم باللون الأزرق، ووضعوا شعراً مستعاراً مضفراً طويلاً، وأخذوا يلوِّحون بالعَلم الفلسطيني، مقلدين الشخصيات الخيالية لفيلم "أفاتار"، الذي يروي مغامرة خيالية في كوكب باندورا الخيالي حيث تسكن كائنات مسالمة زرقاء، ويظهر العالم من القمر السحري المثالي، حيث تعيش كائنات (نافي) الغريبة، قبل أن يغزوه البشر، في رسالة أراد بها المحتجون الفلسطينيون تشبيه واقعهم بوضع كوكب باندورا المحتل، وأنهم في صراع دائم في سبيل استعادة أرضهم.
مظاهرة المهرجين في المملكة المتحدة!
في المملكة المتحدة توجد حركة تعرف باسم المهرجين المناهضين للسلطة (CIRCA)، وهم مجموعة من الأشخاص الذين يحتجون على قضايا مثل العولمة والحرب، ومن أشهر أنشطة هذه المجموعة احتجاجاتها ضد غزو العراق عام 2003، خلال زيارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للمملكة المتحدة في العام نفسه. المجموعة تتبع مبادئ العصيان المدني في تظاهراتها بشكلٍ عام.
مظاهرة التماثيل تحت الماء!
في عام 2010، قام المدافعون عن البيئة في المكسيك بتركيب 400 تمثال بشري بالحجم الطبيعي تحت الماء قبالة سواحل المكسيك، ووُضعت التماثيل على عمق 9 أمتار تحت الماء، وتهدف إلى الإشارة إلى آثار الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب المياه، وقد كانت رسالة التركيب تستهدف بالأساس محادثات الأمم المتحدة حول المناخ في مدينة كانكون، وكان الهدف منها تشجيع الدول على التعهد بخفض انبعاثات الكربون.
أقفاص للبشر أيضاً!
منظمة "بيتا" المدافعة عن حقوق الحيوان حول العالم، قامت في 2010 بالاحتجاج أمام أحد معارض الفرو، بالمدينة الصينية هونغ كونغ، حيث جلسوا في الأقفاص تشبهاً بالحيوانات التي يتم قتلها وسلخ فرائها، منددين باستخدام الفرو الطبيعي للحيوانات في صناعة الأزياء، بوصفه تعذيباً لها ولا يجوز قتلها من أجل فرائها.