عندما بدأ الأوروبيون الإبحار عبر المحيط الأطلسي لأول مرة، كانوا يبحثون عن طرق جديدة للوصول إلى الصين والشرق، لكنهم وجدوا أكثر مما تخيلوا أنهم سيجدون، لقد وجدوا العالم الجديد.
لنتعرف معاً على المزيد حول بعض أشهر المستكشفين في التاريخ واكتشافاتهم الثورية، وفقاً لموقع Biography.
ماركو بولو
كان ماركو بولو مستكشفاً من مدينة البندقية ومعروفاً بكتاب رحلات ماركو بولو، الذي يصف رحلته إلى آسيا وتجاربه فيها. وارتحل بولو على نطاق واسع مع أسرته، فقد سافر من أوروبا إلى آسيا من 1271 إلى 1295، وبقي في الصين لمدة 17 عاماً خلال تلك السنوات. ومع مرور السنين، ارتقى بولو في المراتب، وشغل منصب حاكم مدينة صينية. وفي وقت لاحق، عينه قوبلاي خان كمسؤول في المجلس الملكي الخاص. وفي وقت من الأوقات، كان مفتش الضرائب في مدينة يانتشو.
وفي عام 1292، غادر الصين، بصفته رفيقاً لأميرة مغولية على طول الطريق أُرسلت إلى بلاد فارس. وفي القرون التي تلت وفاته، تلقى بولو الاعتراف الذي فشل في الوصول إليه خلال حياته. فقد تحقق الباحثون والأكاديمون والمستكشفون الآخرين مما زعم أنه شاهده. وحتى لو كانت رواياته قد أتت من مسافرين آخرين قابلهم على طول الطريق، فقد ألهمت قصة بولو عدداً لا يحصى من المغامرين الآخرين للانطلاق واستكشاف العالم.
كريستوفر كولومبوس
كان كريستوفر كولومبوس مستكشفاً وملاحاً إيطالياً. وقد ذهب كولومبوس لأول مرة إلى البحر عندما كان مراهقاً، وشارك في العديد من الرحلات التجارية في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة. وكانت إحدى هذه الرحلات إلى جزيرة خيوس، التابعة لدولة اليونان حالياً، وجعلته أقرب ما يكون إلى آسيا.
وفي عام 1492، أبحر عبر المحيط الأطلسي من سانتا ماريا في إسبانيا، بسفن بينتا ونينيا، على أمل العثور على طريق جديد إلى الهند.
وبين عامي 1492 و1504، ارتحل أربع مرات إجمالاً إلى منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، ونسب إليه الفضل- وأُلقي عليه اللوم- في فتح الأمريكتين للاستعمار الأوروبي. وربما يكون قد مات بسبب التهاب المفاصل الحاد بعد إصابته في 20 مايو/أيار 1506، ولا يزال يُعتقد أنه اكتشف طريقاً أقصر إلى آسيا.
أمريكو فسبوتشي
سميت قارة أمريكا على اسم أمريكو فسبوتشي، وهو ملاح ومستكشف فلورنسي لعب دوراً بارزاً في استكشاف العالم الجديد.
في 10 مايو/أيار 1497، بدأ فسبوتشي رحلته الأولى، منطلقاً من قادش مع أسطول من السفن الإسبانية. وفي مايو/أيار 1499، أبحر فسبوتشي تحت العلم الإسباني، وشرع في بعثته التالية، كملاح تحت قيادة ألونسو دي أوخيدا. وعبرا خط الاستواء، وسافرا إلى ساحل ما يعرف الآن بغيانا، حيث يُعتقد أن فسبوتشي ترك أوخيدا وذهب لاستكشاف ساحل البرازيل. وخلال هذه الرحلة، يقال إن فسبوتشي اكتشف نهر الأمازون وكابو دي سانتو أغوستينو.
في رحلته الثالثة والأكثر نجاحاً، اكتشف ما يعرف في الوقت الحاضر بريو دي جانيرو وريو دي لا بلاتا. ومن منطلق اعتقاده أنه اكتشف قارة جديدة، أطلق على أمريكا الجنوبية اسم العالم الجديد. وفي عام 1507، سميت أمريكا باسمه. وقد توفي بسبب الملاريا في إشبيلية، إسبانيا، في 22 فبراير/شباط 1512.
جون كابوت
كان جون كابوت مستكشفاً وملاحاً من البندقية ومعروفاً برحلته إلى أمريكا الشمالية عام 1497 حيث قدم مطالبة بريطانية بالهبوط على الأراضي الكندية، ظناً منه أنها آسيا. ويعد الموقع الدقيق لهبوط كابوت محل جدل. فبعض المؤرخين يعتقدون أن كابوت هبط في جزيرة كيب بريتون أو البر الرئيسي لنوفا سكوشا. ويعتقد آخرون أنه ربما وصل إلى نيوفاوندلاند أو لابرادور أو حتى مين.
بعد الإبحار في مايو/أيار 1498 لرحلة العودة إلى أمريكا الشمالية، اختفى ولا يزال الغموض يكتنف الأيام الأخيرة لكابوت. ويُعتقد أن كابوت مات في وقت ما عام 1499 أو 1500، لكن مصيره لا يزال لغزاً. ففي فبراير/شباط 1498، كان كابوت قد مُنح الإذن للقيام برحلة جديدة إلى أمريكا الشمالية؛ وفي مايو/أيار من ذلك العام، غادر بريستول بإنجلترا بخمس سفن وطاقم من 300 رجل. وفي الطريق، تعطلت إحدى السفن وأبحرت إلى أيرلندا، بينما استمرت السفن الأربع الأخرى في رحلتها. ومن هذه النقطة، كل ما لدينا هو تكهنات فقط حول مصير الرحلة وكابوت.
فرديناند ماغلان
أثناء خدمته في إسبانيا، قاد المستكشف البرتغالي فرديناند ماغلان أول رحلة أوروبية للإبحار حول العالم. فعندما كان طفلاً، درس ماغلان رسم الخرائط والملاحة. وفي عام 1505، عندما كان ماغلان في منتصف العشرينات من عمره، انضم إلى أسطول برتغالي كان يبحر إلى شرق إفريقيا. وبحلول عام 1509، وجد نفسه في معركة ديو، التي دمر فيها البرتغاليون السفن المصرية في بحر العرب. وبعد ذلك بعامين، استكشف ملقا، الواقعة في ماليزيا الحالية، وشارك في غزو ميناء ملقا.
في عام 1519، وبدعم من الإمبراطور الروماني المقدس تشارلز الخامس، شرع ماغلان في إيجاد طريق أفضل إلى جزر التوابل. وفي مارس/آذار 1521، وصل أسطول ماغلان إلى جزيرة هومونهون على أطراف الفلبين بأقل من 150 رجلاً من أصل 270 رجلاً بدأوا الرحلة. وتاجر ماغلان مع راجا همابون، ملك الجزيرة، وسرعان ما تشكلت بينهما صداقة. وسرعان ما تورط الطاقم الإسباني في حرب بين همابون وزعيم منافس آخر وقتل ماغلان في معركة يوم 27 إبريل/نيسان 1521.
إرنان كورتيس
الكونكيستدور (وتعني الغازي أو الفاتح) إرنان كورتيس هو إسباني استكشف أمريكا الوسطى، وأطاح بمونتيزوما حاكم إمبراطورية الأزتك الشاسعة وضم المكسيك لتاج إسبانيا. وقد أبحر لأول مرة إلى العالم الجديد في سن الـ19. وانضم كورتيس لاحقاً إلى رحلة استكشافية إلى كوبا. وفي عام 1518، انطلق لاستكشاف المكسيك.
وقد صنع كورتيس تحالفات مع بعض الشعوب الأصلية التي واجهها في المكسيك، ولكن مع آخرين، واستخدم القوة المميتة لغزو المكسيك. وقد حارب محاربي تلاكساكان وتشولولا ثم وضع نصب عينيه السيطرة على إمبراطورية الأزتك. وفي معاركهم الدموية للسيطرة على الأزتيك، يُقدر أن كورتيس ورجاله قتلوا ما يصل إلى 100 ألف من السكان الأصليين. وقد عيّنه الملك تشارلز الأول ملك إسبانيا (المعروف أيضاً بالإمبراطور الروماني المقدس تشارلز الخامس) حاكماً لإسبانيا الجديدة في عام 1522.
السير فرانسيس دريك
الأدميرال الإنجليزي السير فرانسيس دريك، ثاني شخص يطوف حول العالم وكان أشهر بحار في العصر الإليزابيثي.
في عام 1577، اُختير دريك كقائد لبعثة استكشافية تهدف إلى المرور حول أمريكا الجنوبية، عبر مضيق ماغلان، واستكشاف الساحل الذي يقع خلفه. وقد أكمل دريك الرحلة بنجاح ومنحته الملكة إليزابيث الأولى لقب فارس عند عودته المظفرة في عام 1580. وفي عام 1588، شارك دريك في هزيمة الإنجليز للأرمادا الإسبانية، وبعد مهمة مداهمة فاشلة، أصيب في عام 1596 بمرض الزحار وتوفي نتيجة ذلك.
السير والتر رالي
كان السير والتر رالي مستكشفاً وجندياً وكاتباً إنجليزياً. في سن الـ17، قاتل مع الهوغونوتيين الفرنسيين ودرس لاحقاً في أكسفورد. وقد أصبح المفضل لدى الملكة إليزابيث الأولى بعد خدمته في جيشها في أيرلندا. وحصل على لقب فارس عام 1585، وفي غضون عامين أصبح قائداً لحرس الملكة.
سعى رالي، وهو من أوائل المؤيدين لاستعمار أمريكا الشمالية، إلى إنشاء مستعمرة، لكن الملكة منعته من ترك خدمتها. وبين عامي 1585 و1588، استثمر في عدد من الرحلات الاستكشافية عبر المحيط الأطلسي، في محاولة لإنشاء مستعمرة بالقرب من رونوك، على ساحل ما يعرف الآن بولاية نورث كارولينا، وتسميتها "فرجينيا" تكريماً للملكة العذراء، إليزابيث. في النهاية، اتهمه الملك جيمس الأول بالخيانة، وسجنه ثم أعدمه.
جيمس كوك
كان جيمس كوك قبطاناً بحرياً وملاحاً ومستكشفاً. بعد أن خدم كمتدرب، انضم كوك في النهاية إلى البحرية البريطانية، وفي سن الـ29، رُقي إلى رتبة ربان السفينة. وخلال حرب السنوات السبع (1756-1763)، تولى قيادة سفينة كانت قد استولت عليها البحرية الملكية. وفي عام 1768، تولى قيادة أول بعثة علمية إلى المحيط الهادئ.
في عام 1770، وعلى متن سفينته HMB Endeavour رسم كوك خريطة نيوزيلندا والحاجز المرجاني العظيم في أستراليا. واُعتبرت هذه المنطقة منذ ذلك الحين واحدة من أخطر المناطق في العالم للملاحة. وفي وقت لاحق، دحض كوك وجود تيرا أسترالي، وهي قارة جنوبية أسطورية. وقد ساعدت رحلات كوك في إرشاد أجيال من المستكشفين وقدمت أول خريطة دقيقة للمحيط الهادئ.
فرانثيسكو بيثارو
في عام 1513، انضم المستكشف والكونكيستدور الإسباني فرانثيسكو بيثارو إلى فاسكو نونيث دي بالبوا في مسيرته إلى "بحر الجنوب" عبر برزخ بنما. وخلال رحلتهم، اكتشف بالبوا وبيثارو ما يعرف الآن باسم المحيط الهادئ، ويُزعم أن بالبوا كان استطلع المحيط أولاً، وبالتالي ينسب له الفضل في أول اكتشاف أوروبي للمحيط.
وفي عام 1528 عاد بيثارو إلى إسبانيا وتمكن من الحصول على تفويض من الإمبراطور تشارلز الخامس لغزو الإقليم الجنوبي وإنشاء مقاطعة إسبانية جديدة هناك. وفي 1532، برفقة إخوته، أطاح بيثارو بزعيم الإنكا أتاوالبا وغزا بيرو. وبعد ثلاث سنوات، أسس العاصمة الجديدة ليما. وبمرور الوقت، تصاعدت التوترات على نحو متزايد بين الغزاة الذين احتلوا بيرو في الأصل وأولئك الذين وصلوا لاحقاً للمطالبة ببعض الأجزاء والحقوق في المقاطعة الإسبانية الجديدة. وأدى هذا الصراع في النهاية إلى اغتيال بيارو عام 1541.