لا بد أنك سمعت مصطلح "أمريكا الوسطى" من قبل، وتساءلت عن الأسباب التي دفعت الجغرافيين لتسميتها بهذا الاسم. ببساطة سمّيت هذه المنطقة جغرافيّة بهذا الاسم لأنها تقع بين قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، وهي تفصل البحر الكاريبي عن المحيط الهادئ بينما يحدها من الشمال خليج المكسيك وتبلغ من الطول 1842 كم، بينما تبلغ مساحتها الإجمالية 508 كم مربع.
جغرافياً تعتبر المنطقة جزءاً من أمريكا الشمالية، وتضم وفقاً لتعريف الأمم المتحدة 8 دول، بينما يعرفها الاتحاد الأوروبي على أنها 6 دول فقط، ولكنها في الحقيقة مكونة من 7 دول!
فيما يلي 5 أشياء يجب أن تعرفها عن دول أمريكا الوسطى، وفقاً لما ذكره موقع World Atlas.
دول أمريكا الوسطى
تضم أمريكا الوسطى 7 دول هي: غواتيمالا، وبليز، والسلفادور، وهندوراس، ونيكاراغوا، وكوستاريكا، وبنما.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الأمم المتحدة المكسيك الدولة الثامنة في قائمة دول أمريكا الوسطى، فإن الاتحاد الأوروبي يستثني المكسيك وبليز من المنطقة.
من حيث السكان تعتبر غواتيمالا الأكبر؛ إذ يبلغ تعدادها نحو 18 مليون نسمة.
أما السلفادور، فهي أصغرها من حيث مساحة الأرض، لكنها الأكثر كثافة سكَّانية، حيث يبلغ عدد سكَّانها 6.4 مليون نسمة، بمعدّل نحو 400 شخص لكل كم مربع.
وكوستاريكا هي أحد أكثر البلدان استقراراً من الناحية السياسية في أمريكا الوسطى، علاوة على أن ليس لديها جيشٌ دائم.
جميع دول أمريكا الوسطى كانت مستعمرات إسبانية، عدا بليز التي كانت المنطقة الوحيدة التي استعمرها البريطانيون ولا تزال جزءاً من اتحاد دول الكومنولث، إضافةً إلى مستعمرةٍ سابقة تُسمَّى "ساحل البعوض" أصبحت الآن جزءاً من هندوراس ونيكاراغوا.
وبليز هي الدولة الوحيدة في المنطقة الناطقة بالإنجليزية، لكن سكَّانها في الغالب مُتعدِّدي اللغات ويتحدَّثون لغة الكريول، أو الإسبانية، أو لغة السكَّان الأصليين مثل اليوكاتيك أو الموبان، وهي لغات شعب المايا.
أمريكا الوسطى.. أرض إمبراطورية المايا
كانت إمبراطورية المايا {%} واحدةً من أكثر حضارات السكَّان الأصليين هيمنةً في أمريكا الوسطى قبل الغزو الإسباني في القرن الـ16.
في أمريكا الوسطى، وفي المكسيك الحديثة، يتحدَّث نحو 6 ملايين شخص أكثر من 25 لغة من لغات المايا التي لا تزال حية، كما يعيش أحفاد المايا في غواتيمالا وهندوراس وبليز والسلفادور، وحوالي 40% من الغواتيماليين هم من أصول تنتمي للمايا.
كما يعود تاريخ أقدم مستوطنات المايا إلى نحو 1800 عام قبل الميلاد، ولكنها بلغت ذروتها خلال الفترة الكلاسيكية التي بدأت نحو عام 250 بعد الميلاد.
وخلال هذه الفترة، نمت الحضارة إلى نحو 40 مدينة، وازدهر العديد منها، ووصل عدد سكَّانها إلى ما بين 5 آلاف إلى 50 ألف نسمة.
وفي أقصى عددٍ للسكَّان، زاد سكَّان المايا إلى نحو مليوني شخص.
وليس من الواضح كيف انهارت هذه الإمبراطورية، لكن بحلول الوقت الذي وصل فيه المستكشفون الإسبان، كان السكَّان يعيشون في الغالب في قرى زراعية صغيرة، وليس في المدن الكبرى التي عاشوا فيها من قبل.
دول أمريكا الوسطى اتحدوا لفترة وجيزة
في عام 1823 اتحدت 5 دول لتشكل جمهورية أمريكا الوسطى الفيدرالية، وهي دولة قصيرة العمر لم تدم أكثر من 17 عاماً.
وتألفت الدولة من الهندوراس، ونيكاراغوا، وغواتيمالا، والسلفادور، كوستاريكا.
وبمجرد تشكيل هذه الدولة، اندلع قتالٌ داخلي بين الليبراليين والمحافظين أدَّى إلى حربٍ أهلية تسبَّبَت في تفكُّك الدولة في عام 1840، وانقسمت الجمهورية إلى البلدان التي تشكِّل اليوم أمريكا الوسطى.
بيدرو أرياس دافيلا.. رجلٌ لن تنساه أمريكا الوسطى
كان بيدرو أرياس دافيلا المعروف أيضاً باسم "بيدرارياس"، جندياً إسبانيا ومسؤولاً إستعمارياً قاد مهمة تشكيل مستعمرات إسبانية دائمة على أراضي أمريكا الوسطى، وكان يبلغ من العمر حينها 70 عاماً.
قاد دافيلا الحملة الكبيرة التي قدرت بـ19 سفينة و1500 رجل، وبنى الكثير من المستعمرات، كما أرسل بعض رجاله في حملات غزو لما يُعرَف الآن بكوستاريكا ونيكاراغوا.
وتشمل إنجازاته إنشاء مستعمراتٍ في بنما ونيكاراغوا الحالية، كما أسس مدينة بنما العاصمة وكان حاكماً لكلا البلدين حتى وفاته بسن الـ91 عاماً.
الطريق السريع للأمريكيتين غير مكتمل بسبب فجوة في أمريكا الوسطى
يبلغ طول الطريق السريع الذي يصل بين أقصى شمال أمريكا الشمالية بأقصى جنوب أمريكا الجنوبية -الذي يبدأ من ألاسكا نحو جنوب الأرجنتين نحو 30 ألف ميل أي نحو 48 ألف كيلومتر تقريباً، ويمتد من ألاسكا إلى طرف الأرجنتين.
ولكن في المنقطة الواقعة من بنما حتى كولومبيا، توجد فجوةٌ في الغابات الإستوائية المطيرة البرية تُسمَّى فجوة دارين، ولا يمكن للطريق السريع المرور خلالها.
عندما يصل المسافرون إلى مدخل الفجوة في بنما، يتعيَّن عليهم تحميل سياراتهم على عبَّارة للدخول إلى كولومبيا.
وتُعرَف "فجوة دارين" بأنها واحدةٌ من أخطر الأماكن في نصف الكرة الغربي بسبب تضاريسها القاسية، ومخلوقاتها السامة، ودوريات العصابات المُسلَّحة المتواجدة فيها.
ولم تنجح محاولات بناء طريقٍ بسبب جغرافية الفجوة وتعارض ذلك البناء مع رغبات السكَّان الأصليين الذين يعيشون في المنطقة.
أخيراً تمثِّل أمريكا الوسطى، التي هي ليست أمريكا الشمالية تماماً، وليست أمريكا الجنوبية أيضاً، عالماً كاملاً بمفردها، مع معالم تاريخية تعود إلى زمنٍ أبعد من أوروبا، وبنفس القدر من الثراء الثقافي.
كما أنها توفِّر فرصاً لا حدود لها للمستكشفين، من السير إلى الشواطئ وعبر المعالم التاريخية، وإذا قررت زيارة أحد تلك البلدان يوماً ما فلا تنسَ إحضار سترة المطر معك لأن موسم الأمطار هنا لا يتوقف على مدار العام.