بات جامع آيا صوفيا محط أنظار الناس حول العالم بعد قرار إعادته إلى مسجد بعدما تم تحويله إلى متحف منذ العام 1935.إحدى التفاصيل التي لفت بها آيا صوفيا الأنظار هي السجاد الذي تمّ مده على أرضيته.
فما هو نوع هذا السجاد، من اختار لونه، وماهو السر وراء اختيار هذا اللون تحديداً؟
سجاد مسجد آيا صوفيا
تمّ تصنيع السجاد ذات اللون التركوازي المميز في معمل تاريخي يتواجد بضاحية ديميرجي التابعة لولاية مانيسا غرب تركيا، وقد تناوب على صنعه 75 عاملاً عملوا على مدار الساعة ليلاً ونهاراً.
وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن المصنع الذي أوكلت إليه مهمة صنع سجاد مسجد آيا صوفيا يعود عمره إلى 108 سنوات، وهو أول مصنع سجاد آلي في تركيا.
يتكون السجاد من الصوف بنسبة 100%، ويبلغ وزن المتر مربع منه 5 كيلوغرامات، وأشرف على صنعه علماء آثار وأشخاص من وزارة السياحة والثقافة وشخصيات دينية من أجل اختيار النقوش التي سيتم وضعها على السجاد لتتناسب مع تصميم المسجد.
من جهته أكّد رئيس مجلس إدارة المصنع الذي تمّ صناعة السجاد به في مانيسا علي رضا أوزكول، "إنّ السجاد الذي سيتم مده على أرضة مسجد آيا صوفيا ليس ضار على الإنسان، فهو مصنوع بنسبة 100% من صوف الأغنام، كما أنه غير قابل للاشتعال ومقاوم للبكتيريا".
وأضاف لقناة NTV التركية أن المعمل استخدم تقنيات خاصة من أجل جعل عمر السجاد أطول، إضافة لاستخدام تقنية مختلفة في صباغة لون الصوف إلى التركوازي بحيث لا يتأثر لونها مع مرور الوقت.
أوزكول أوضح أيضاً أنه تمّ استخدام تقنية أخرى وهي معالجة ريش السجاد عن طريق البخار كي يكون مائلاً باتجاه القبلة، وبهذه الحالة لن يتم تخريب السجاد عند مكان سجود المصلين.
الرئيس أردوغان اختار لون سجاد آيا صوفيا
وعن لون السجاد التركوازي المميز الذي تم اختياره، قال أوزكول أنه عند طرح الخيارات المناسبة للون السجاد كان هناك 3 ألوان مقترحة وهي: البوردو، والكرزي، والتركوازي، "لكننا صنعنا اللون التركوازي بناءً على طلب الرئيس رجب طيّب أردوغان".
أمّا عن نوعية الصوف المستخدم، فقد كشف أوزكول أنّ المسجد كان متجهاً لاستخدام الصوف النيوزلندي كونه أفضل قليلاً من الصوف التركي، لكن رئيسنا قال إنه لا يحب استخدام المواد المستوردة ولذلك هو مع فكرة استخدام الصوف المحلي.
لماذا اختار أردوغان هذا اللون؟
كان لاختيار الرئيس أردوغان للون الفيروزي أو كما يسمى أيضاً بالتركواز رمزية تاريخية، فلهذا اللون ارتباط وثيق بالأتراك خاصة أنّ اسمه مشتق من كلمة "ترك".
وسبب تسمية هذا اللون جاء بحسب بعض الروايات، أنّ الفرنسيين المستشرقين سمو اللون الفيروزي بالــ "تورك – واز" أي الحجر التركي نسبة للأتراك، وذلك لأنه تم إحضار أحجار الفيروز لأول مرة إلى أوروبا عبر تركيا من مناجم خراسان في بلاد فارس.
إضافة لذلك فإن لهذا اللون ارتباط وثيق مع العثمانيين، فهم كانوا مولعين به لدرجة أنّ كثير من المساجد التي بناها العثمانيون ترى اللون التركوازي يزينها قببها وجدرانها وشبابيكها مثل جامعي السطان أحمد والسليمانية في اسطنبول، لكن استخدام هذا اللون أصبح أقل عندما استلم مصطفى كمال أتاتورك حكم البلاد.
وفي الألفية الجديدة، أعاد حزب العدالة والتنمية اللون التركوازي إلى الواجهة بعد تولّيه الحكم في تركيا، فباتت الكثير من مؤسسات الدولة الحكومية تستخدم اللون التركوزاي، حتى أنّ المنتخب التركي لكرة القدم استبدل لون زيه الاحتياطي من الأبيض والأحمر إلى التركوازي بجانب اللون الأحمر الأساسي والذي هو لون العلم التركي.
يشار إلى أن المحكمة العليا وهي أعلى سلطة قضائية في تركيا قررت في 10 يوليو/تموز 2020 بطلان القرار الصادر في العام 1934 والقاضي بتحويل آيا صوفيا إلى متحف، حيث جاء في حيثيات القرار أنّ آيا صوفيا مسجّل في وثيقة سند ملكية بوصفه مسجداً ولايمكن تغيير ذلك.