يعرف الكثير منا رامي السهام البطل في التراث الإنجليزي الذي كان يسرق من الأثرياء ويعطي الفقراء، لكن الحقائق حول شخصية روبن هود لا تزال قليلة رغم كل الحكايات التي قيلت عنه.
ووفق موقع History Extra، نستعرض في هذا المقال 7 أساطير أشيعت حول روبن هود:
1. روبن هود كان شخصاً حقيقياً
أطلق الاسم المستعار "روبن هود" على المجرمين الصغار بداية من منتصف القرن الثالث عشر، وقد لا يكون من قبيل الصدفة أن اسم روبن يشبه الكلمة الإنجليزية "robbing" التي تعني السرقة.
وصحيح أن روبن هود صور في التراث الإنجليزي على أنه شخصية غير واقعية، إلا أنه بطل حقيقي شهدت حياته الكثير من التحولات بين النجاحات والإخفاقات.
وكان هناك رجال كثير ينتهجون نفس نهجه في توزيع الثروات وفق مفهومهم، وكانوا محل إعجاب كبير لدى الطبقة المضطهدة من الفلاحين والعمال، لكن الشخص الذي ألهمت أعماله وسرقاته أسطورة "روبن هود" لم يكن يطلق عليه هذا الإسم في الحقيقة وخلال حياته، فقد كانت شخصية حقيقية باسم مستعار.
2. عاش في عهد ريتشارد قلب الأسد
كان روبن هود يُصور غالباً على أنه عدو للأمير الطموح جون وحليف شقيقه، ريتشارد الأول المسجون (1189-1199). لكن كتَّاب أسرة تيودور في القرن السادس عشر كانوا هم أول من سطروا هذه الرواية.
وربطوا هود -وهو ربط غير مقنع على الإطلاق- بواحد من الأشخاص الكثيرين الذين أطلق عليهم اسم "روبن هود"، وقُتل هذا الشخص في مدينة إيفيشام الإنجليزية عام 1265، إلا أن هود الحقيقي لم يكن بينه وبين هؤلاء الملوك خصومة.
ما يمكننا قوله بالفعل هو أن روبن الخارج على القانون قد ظهر بالفعل في الأساطير الشعبية بعدما كتب وليام لانغلاند كتاب "The Vision of Piers Plowman" في عام 1377. وفي الكتاب، يقول القسيس سلوث: "لا يمكنني أداء الصلوات إلى الرب بإتقان في ظل أن القس هو من يؤديها، لكني أستطيع نظم القوافي على اسم روبن هود".
3. كان فاعل خير، يسرق من الأثرياء ليعطي الفقراء
كتب المؤرخ الإسكتلندي جون ميجور في عام 1521: "لم يكن روبن يسمح بأن يحدث أي ضرر للمرأة، ولا يستولي على سلع الفقراء، بل ساعدهم بسخاء عن طريق ما كان يأخذ من رؤساء الدّير".
كان روبن مستعداً لإقراض كل من يمر بأزمة مالية عن طريق توزيع الأموال بين الفلاحين أو عن إعادة تنظيم المجتمع لصالحهم.
4. كان رجلاً نبيلاً محروماً من حقه، وكان إيرل هنتنغتون
أشيع عن روبن أنه كان من صغار الملاك، ومواقفه نابعة من طبقته الاجتماعية، ونشأت هذه الفكرة من جون ليلاند، الذي أشار إلى ثلاثينيات القرن السادس عشر، إلى روبن باعتباره من الشخصيات النبيلة ولكنه خارج عن القانون، بمعنى أنه في كل الاحتمالات كان يتمتع بمبادئ سامية.
وفي عام 1569، زعم المؤرخ ريتشارد غرافتون أنه وجد دليلاً في "كتيب عتيق" على أن روبن "قد ترقى إلى منزلة إيرل "وهو لقب كان يمنح للنبلاء" بسبب "رجولته وشهامته"، وهي فكرة انتشرت في وقت لاحق من قبل أنتوني مونداي في مسرحيتيه "The Downfall of Robert, Earl of Huntington"، و "The Death of Robert, Earl of Huntington"، وكلتاهما كتبت في عام 1598.
وفي عام 1632 ذكر الفنان مارتن باركر في أغنيته "A True Tale of Robin Hood"، أن "الخارج عن القانون الشهير، روبرت كان "إيرل هنتنغتون"، وهنتنغتون هي مدينة تقع في مقاطعة سيباستيان بالولايات المتحدة.
ولكن إيرل هنتنغتون، الذي كان بمثابة الحاكم الذي عاش في هذه الفترة كان ديفيد أمير إسكتلندا، وتوفي في عام 1219 ومن بعد وفاته لم يعد هناك إيرل لهنتنغتون حتى مُنح اللقب لوليام دي كلينتون بعد مرور قرن.
5. تزوج من الخادمة ماريان في كنيسة القديسة ماري في ريف إدوينستو
تعد الخادمة ماريان الآن جزءاً من قصة روبن هود، ولكنها في الأصل كانت موضوعاً لسلسلة منفصلة من القصص والقصائد. والغريب أن روبن والخارجين عن القانون في أقدم القصص لم يبدو أن لديهم زوجات أو عائلات.
وربما أدرجت ماريان في الحكايات في هذا الوقت لتوفير تركيز على الإناث. وبالتأكيد تبع ذلك "زواج" روبن وماريان.
6. دُفن في دير Kirklees السيسترسي في مقاطعة يوركشاير الإنجليزية ويمكن رؤية قبره هناك اليوم
وفقاً للأسطورة، ذهب روبن إلى دير كيركليس بريوري لتلقي العلاج الطبي (وتاريخ ذلك ليس معروف)، وقد تعمدت رئيسة الدير جعله ينزف الكثير.
رمى روبن سهماً يشير إلى المكان الذي يريد أن يدفن فيه وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة، ومع ذلك
يُعتقد أن رئيسة الدير دفنت روبن على جانب الطريق في مقابر قطاع الطرق والسارقين.
وعلى قبره، وضعت رئيسة الدير حجراً حفرت عليه أسماء روبرت هود، وويليام غولدسبورو، وغيرهما. والسبب وراء دفنها له هناك أنها أرادت أن تجعل موته عبرة ليراه الغرباء والمسافرون ويعرفون أنه مدفون هناك وأن أسطورة السرقة قد انتهت، فيشعرون بالأمان ويكملون طريقهم.
شُيد حجر على شكل صليب على طرفي القبر يمكن رؤيته حتى اليوم، وانتقلت ملكية دير كيركليس لعائلة أرميتاج بعد حل الأديرة في القرن السادس عشر.
وفي القرن الثامن عشر أمر السير صموئيل أرميتاج بحفر الأرض تحت قبر هود بعمق ثلاثة أقدام، خوفاً من أن تكون جثته قد سُرقت، ووجد ما كان يخاف منه وهو أن مكان القبر لم يحفر من قبل وأن النصب التذكاري موضوع على أرض لم تستخدم كقبر بالأساس.
تعرض الحجر للهجوم بانتظام من قبل صائدي النصب التذكارية، ثم حاوطت عائلة أرميتاج الموقع بجدار من الطوب تعلوه قضبان حديدية، وما زالت بقاياه ظاهرة حتى اليوم.