كشفت وثائق صادمة إلى أن الامريكيين استخدموا الأطفال السود طُعماً لاصطياد التماسيح في عصر العبودية وحتى القرن العشرين.
وأفادت التقارير أنَّ الصيادين البيض الباحثين عن الربح استخدموا "أطفال الرقيق" السود لجذب التماسيح من المستنقعات، ومن ثم قتلها واستغلال جلودها.
ادعى كثير من الناس، بمن فيهم أولئك الذين يقيمون في بلدة تدعى تشيبلي في فلوريدا حيث وردت التقارير، أنَّ المقالات التي تتحدث عن استخدام الأطفال كطعم التماسيح مزيفة وسخيفة.
ومع ذلك، فإنَّ الوثائق المجمعة من مقالات الصحف في متحف جيم كرو للعنصرية يبدو أنَّها تؤكد وقوع هذا الفعل الشنيع.
أطفال السود طعم للتماسيح
في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان صيد التماسيح مربحاً للغاية حيث استُخدمت جلودها في صناعة الحقائب والأحزمة والأحذية وغيرها من الأشياء، إلا أنَّ هؤلاء الصيادين البيض غالباً ما فقدوا أذرعهم وأحياناً أرواحهم "وهم يتسللون في مياه المستنقعات ليلاً في محاولة لسحب التماسيح إلى البر".
وهكذا فعلوا ما لا يمكن تصوره: استخدموا أطفال الرقيق السود المستعبدين كطُعم.
في مقال لصحيفة Washington Times بتاريخ 3 يونيو/حزيران 1908، أرسل أحد حراس حدائق حيوانات نيويورك طفلين أسودين في حاوية تضم أكثر من 25 تمساحاً عادياً واستوائياً.
طاردت الزواحف الجائعة الأطفال، وفي أثناء ذلك، أُقتيدت التماسيح خارج بيت الزواحف الذي أمضوا فيه الشتاء، ونُقِلوا إلى بركة حيث يمكن رؤيتهم خلال فصل الصيف.
وورد في المقال ما يلي:
"حدث وأن أُلقي بطفلين صغيرين في بيت الزواحف وسط حشود الزائرين، وزُجَّ بهم في الخدمة. تحركت التماسيح بكل سرعتها وراء الطفلين اللذين اندفعا في جميع أركان البركة في الوقت الذي سقطت فيه هذه الوحوش المطاردة في الماء وهي تُهمهم بأصوات توحي بالغم والكآبة. وهكذا تم استدراج التماسيح إلى مأواهم الصيفي باستخدام "الأفارقة الصغار ممتلئي الجسم".
ظنَّ حارس الحديقة أنَّ التماسيح الاستوائية والعادية كانا لديهما "ولع مترف بالإنسان الأسود".
لم يذكر المقال ما إذا كان حارس الحديقة المذكور قد تعرض للعقاب، مما يؤكد الاعتقاد بأنَّ حياة هؤلاء الرضع والأطفال ربما لم تكن تستحق ذلك.
غير أنَّ حارس الحديقة لم يكن وحيداً في هذا الأمر، إذ قيل إنَّ هذه الممارسات غير الإنسانية قد حدثت في منطقة إيفرجليدز التي تحوي المستنقعات العشبية في الطرف الجنوبي من ولاية فلوريدا الأمريكية.
أكثر من صيحفة توثق الممارسة
الرواية نفسها أكدتها مجلة Time، التي نشرت عام 1923 أنَّ "الأطفال الملونين كانوا يستخدمون كطعم للتماسيح" في تشيبلي في فلوريدا.
"كان يُسمح للأطفال الرضع باللعب في المياه الضحلة بينما كان يراقبهم رجال السلاح المحترفون من مكان قريب متَخَّفي. وعندما يقترب التمساح من هذه الفريسة، يطلق الصياد النار عليه".
ووفقاً لمقال نشرته صحيفة Miami New Times، كان صائدو التماسيح أطفالاً باكين لم يكن بمقدورهم المشي على حافة الماء.
كانوا يربطون الحبل حول رقاب الأطفال وخاصرتهم، بينما كانوا يصرخون حتى "تهاجم التماسيح أحدهم".
لم يقتل الصيادون التمساح إلا بعد أن يكون الطفل بين فكيه، وطبعوا كروت بريدية وصور وحُلي لتخليد ذكرى هذه الممارسة.
تزعم مقالات أخرى أنَّ الرضع السود لم يُستخدموا بانتظام كطُعم للتماسيح فقط بل كانوا "يُسلخون أحياء" تحضيراً لذلك.
الأدلة في الصور والبطاقات والأغاني
موقع face2faceafrica.com جمع هذه الوثائق، معززا إياها بمعروضات متحف جيم كرو للتذكارات العنصرية في ميشيغان.
"في رفوف المتحف تقبع صور كاريكاتورية للأطفال السود (وأحياناً البالغين السود) إلى جانب العديد من الصور النمطية عن "البيكانينيز" (تمويه عنصري يُطلق على الشباب الأمريكيين من أصل أفريقي) وهم يتحدثون الإنجليزية المكسورة، ويأكلون البطيخ، ويصطادون الأبوسوم الذي يشبه الفأر، وما إلى ذلك، وتجسدهم وهم طعم رخيص لا قيمة له يُقدم للتماسيح، بحسب الروايات.
ويمكن التعرف على فعل استخدام الأطفال السود "كطعم للتماسيح" في الصور المتحركة والأغاني الشعبية مثل أغنية الأطفال " Mammy's Little Alligator Bait"، من تأليف هنري وايز وسيدني بيرين في عام 1899.
ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأشخاص، لا يوفر وجود هذه الوثائق أدلة كافية على استخدام الأطفال السود كطُعم للتماسيح.
أياً كانت الطريقة التي ينظر بها المرء إلى هذا الماضي المظلم، فهذه الأخبار تعزز الروايات الخاصة بكيفية النظر إلى السود على أنهم "غير آدميين" والذين غالباً ما تم تصويرهم على أنَّهم "مخلوقات وحشية لا قيمة لها".
هذا الخبر يذكر الجميع بالجرائم التي ارتكبت ضد السود والبشاعة العنصرية التي سادت في ذلك الوقت.