رغم أنه كان سبباً في سيطرة الدولة الأموية على إسبانيا، وحكمها لشبه الجزيرة الأيبرية نحو 800 عاماً، فإن دولة جبل طارق تحتفي بالقائد الإسلامي طارق بن زياد، إلى درجة وضع صورته على إحدى عملاتها الرسمية، شأنه شأن الملكة إليزابيث الثانية – ملكة بريطانيا -.
ودولة جبل طارق هي دولة ذات حكم ذاتي تابعة للتاج الملكي البريطاني، وتقع تحديداً على البحر المتوسط جنوب غرب إسبانيا. ويقطنُ فيها ما يُقارب 30 ألف نسمة، وتتشكَّل الغالبيّة العُظمى من السكان من أصول إيطاليّة وبرتغاليّة وإسبانيّة ومالطيّة.
لماذا وضعت صورة طارق بن زياد على العملة؟
قد لا يبدو قرار وضع صورة طارق بن زياد على العملة منطقياً، بحكم أن غالبية سكان الدولة الصغيرة من المسيحيين، إلا أنّ المبرر الوحيد هو أن اسم القائد المسلم جزءٌ من اسم الدولة نفسها.
كما يُحسب لابن زياد مهارته العسكرية، إذ استطاع مع قلة من رجاله وجنوده فتح الأندلس لنشر الإسلام بعد هزيمة جيوش الدولة القوطية خلال الحكم الإسلامي في المغرب.
وذلك عندما أرسله موسى بن نصير، والي أفريقيا في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، لفتح الأندلس وعينه حينها قائداً لجيش يبلغ عدده 12 ألف مقاتل.
ولا يزال جبل طارق المسمّى باسمه شاهداً إلى اليوم على تاريخ الرجل كونه الموضع الذي وطأه جيشه في بداية فتحه الأندلس.
حاملاً سيفه وإلى جانبه قوس إسلامي ونجمة خماسية
ويظهر على يمين وجه الورقة النقدية صورة للقائد طارق بن زياد حاملاً سيفه، وفي الخلفية قوس إسلامي، ونجمة خماسية.
وتحت الصورة اسم طارق بن زياد بالأحرف اللاتينية، وعلى يسار العملة، "القلعة الحرةٌ" التي تعود إلى العصر الأموي، ولا تزال موجودة حتى وقتنا هذا في دولة جبل طارق.
يذكر أنّ دولة جبل طارق عضوة في الاتحاد الأوروبي، إلا أنّ عملتها الوطنية هي الجنيه الإسترليني المحلي.
وينقسم جنيه جبل طارق إلى 100 بنس ويجري صرف جنيه جبل طارق بالتماثل مع الجنيه الإسترليني في جبل طارق، لكن بنوك المملكة المتحدة تفرض رسوماً على تحويل جنيه جبل طارق إلى الجنيه الإسترليني.
دولة جبل طارق؟
تعتبر المنطقة مأهولة بالسكان منذ القدم، إذ كان الفينيقيون أول الشعوب التي استوطنت في المنطقة حوالي 950 قبل الميلاد.
بعد الفينيقيين أسس الرومان فيها مستوطنة صغيرة استمرت حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية، بعد ذلك تعاقب على دولة جبرلتار كما يطلق عليها الإسبان والبريطانيين، الفاندال ومن ثم جرى ضمها إلى المملكة الإسبانية حتى الفتح الإسلامي في العام 711 ميلادي.