قلم رصاص أنقذه من القصف الإسرائيلي.. قصة ناجٍ من مذبحة «بحر البقر» يحكيها بعد 50 عاماً

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/09 الساعة 09:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/09 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش
ناجون من مذبحة بحر البقر/ Social Media

في الثامن من أبريل/نيسان من العام 1970 كانت إسرائيل تنفذ ضربتها على مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، بعدما ألقت 5 قنابل من طائرات من طراز فانتوم أمريكية الصنع، على المدرسة التي كانت تضم 130 طفلاً ليلقى 30 منهم حتفهم ويصاب العشرات.

وفي ذكرى المجزرة أجرت "اليوتيوبر" بسنت نور الدين لقاء ونشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع أحد الناجين من المذبحة قبل نحو 50 عاماً، ليحكي واقعة غريبة كانت سبباً في نجاته من الموت أثناء القصف.

حكى أحمد الدميري، وهو من سكان محافظة الشرقية، أن القدر لعب لعبته معه لينجو من الموت، فقبل القصف بثوانٍ، سقط قلمه الرصاص أسفل المنضدة التي كان يجلس عليها، فنزل لالتقاطه لتقع القنابل على المدرسة في ذات اللحظة، وتحميه المنضدة التي اختبأ تحتها من الموت، رغم أن صديقه المجاور له لقي حتفه.

ويضيف الدميري أنه مازال يذكر صديقه أحمد عبدالعال الذي كان يجلس إلى جواره، وأنه كان أول من سأل عنه بعدما أفاق من غيبوبته؛ ليجد نفسه بالمشفى ليعرف أنه مات، لكنه لم ولن ينسى أن القنابل الإسرائيلية قتلت صديق طفولته.

https://www.facebook.com/Passant.Nur.El.Din.official/videos/2005554219750907/

مجزرة بحر البحر

ووقعت المجزرة في وقت أرادت فيه إسرائيل الضغط على الجيش المصري لقبول مبادرة "روجرز"، وهي مبادرة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على لسان ويليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي في عهد ريتشارد نيكسون، لعمل فترة وقف إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والقوات المصرية. لوقف الاستنزاف في أغسطس/آب من العام 1970.

وبررت حينها المجزرة بأن المدرسة كانت هدفاً عسكرياً، وأن الجيش استخدم الأطفال فيها كغطاء له ليقصف مواقع تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

المجزرة التي وقعت في حي الحسينية بمحافظة الشرقية كانت أيضاً رداً على تدمير قوات البحرية المصرية للمدمرة "إيلات" وخسائر إسرائيل المتوالية خلال حرب الاستنزاف.

الأمر الذي  دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة وتبعه إنشاء "حائط الصواريخ" الذي اعتمد على الصواريخ السوفيتية سام، فأرادت إسرائيل أن تضغط على مصر فكانت المجزرة.

حرب الاستنزاف

المجزرة وقعت أثناء حرب الاستنزاف، و "حرب الاستنزاف" اسم أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر على الفترة التي تبعت احتلال الأراضي المصرية في سيناء في العام 1967 أثناء النكسة، وكان الهدف من هذه الحرب هو استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي حتى استعادة الأجزاء المحتلة إلى السيادة المصرية.

ونفذت القوات الجوية وسلاح البحرية المصري أثناء الفترة من بين العام 1967 وحتى العام 1973 العديد من العمليات العسكرية التي انتهت بانتصار أكتوبر المجيد واستعادة سيناء.

تحميل المزيد