مثلهم مثل بقية الشعوب التي تعيش في الشرق الأوسط، لا يزال التركمان يحتفظون بجميع موروثاتهم الثقافية المرتبطة ببيئتهم الأصلية رغم اندماجهم في مجتمع جديد متأثرين بثقافته.
عادات وتقاليد التركمان
يلتزم التركمان 3 مدونات أساسية لقواعد السلوك لدى الأفراد لديهم، وهي:
- أدات (القانون العربي التركماني)
- الشريغات (الشريعة الإسلامية)
- إديب (قواعد الأدب والسلوك الصحيح)
حيث إن كثيراً من السلوك التركماني، وآداب السلوك يخرج من هذه الرموز، ولكن فُقدت بعض جوانب هذه التقاليد في فترة الاحتلال السوفييتي من 1924 إلى 1990، لبلدهم الأم "تركمانستان".
ومع ذلك، فإنها لا تزال مستمرة في تشكيل السلوك الاجتماعي حتى اليوم، وغالباً ما يشار إلى جوهر هذه التقاليد باسم "توركمنشليك".
وتشمل الرموز أساليب تفصيلية ودقيقة للتحية على أساس العمر والجنس، والضيافة واحترام كبار السن.
الأعياد التركمانية
يحتفل التركمان بالعديد من الأعياد، طبقاً للتقويمين الهجري والميلادي.
ويحتفل التركمان بعيدي "قوربان بيرم" و"بيراز اوراز"، وهما عيدا الأضحى والفطر على الترتيب.
كما يحتفلون بعيد رأس السنة الميلادية، وعيد نوروز الذي يصادف 21 مارس/آذار من كل عام، وهو عيد الربيع وموسم الزراعة لديهم.
هذا بالإضافة إلى العطلات الوطنية، وهي "عيد الاستقلال 27 أكتوبر/تشرين الأول" ونهاية الحرب العالمية الثانية 1945.
حياة التركمان البسيطة في القديم والحديث
كان التركمان قبل أن يندمجوا في المدن والمساكن الحديثة، يعيشون بمساكنهم التقليدية، وهي عبارة خيمة شَعرية تسمى دار الغارة (البيت الأسود).
وغالباً ما تسمى "يورت" في الأدب الغربي، ويمكن تجميع الخيمة أو إزالتها في غضون ساعة.
كما يمكن استخدامها في مناطق المراعي الصيفية أو التي شُيِّدت للترفيه أو العطلات.
أما في الوقت الحديث، فإن التركمان غالباً ما يعيشون بمنازل مكونة من طابق واحد مصنوعة من الطين والقش.
وكثيراً ما تقع هذه المنازل داخل فناء مسوَّر، يحتوي على قطعة أرض زراعية وماشية.
ويتواجد غالبية التركمان في شمال سوريا بمناطق حلب واللاذقية، ويسمّون ضمن السجلات العثمانية باسم "تركمان حلب"، وكان لهم وضع خاص لدى السلطان، ويُعتبرون تحت رعايته الخاصة، ما سهّل لهم أمورهم بشكل نسبي في تلك الآونة.
وعُرفوا بتنقّلهم على شكل مجموعات، حيث يتمركزون شتاءً في منطقة حلب، وصيفاً يتوجهون حتى منطقة "سيفاس" بتركيا.
ويقال "تركمان الشام" للتركمان الذين يقطنون دمشق، في حين أن من يقطنون حلب والرقة يقال لهم "تركمان جولاب".
أما تركمان منطقة اللاذقية، فيقال لهم "تركمان باير بوجاك"، نسبة إلى مرتفعات "بايربوجاك" (جبل التركمان) شمال اللاذقية.
كما يوجد عدد كبير من التركمان في العراق، حيث يقيمون بشكل أساسي في المناطق الشمالية بمحافظات كركوك ونينوى وأربيل وديالى، ويشاركون في علاقات ثقافية ولغوية وثيقة مع تركيا.
تراث التركمان الثقافي
لدى التركمان العديد من الشخصيات الثقافية والفنية التي تعتبر إرثاً بالنسبة لهم، وتعد أبرز الشخصية في التاريخ الثقافي التركماني الشاعر "ماجد مجولي" بالقرن الثامن عشر، والشاعر جهاد دامرجي.
ولا يوجد تركماني صغير أو كبير إلا وهو يحفظ بعض أشعارهما عن ظهر قلب.
كما أن للتركمان أيضاً ثقافة موسيقية فريدة من نوعها، وتتميز الموسيقى التركمانية بالهوتار ذي الوترين، وجيجاك (أداة تشبه الكمان)، يرافقها الغناء.
أبرز حرفة يدوية لدى التركمان
يعد السجاد اليدوي التركماني من بين أفضل أنواع السجاد في العالم، وبعض السجاد لديه ما يصل إلى 37.000 عقدة لكل قدم مربعة، أي 400.000 عقدة للمتر المربع الواحد.
وغالباً ما يُعرف هذا السجاد اليدوي باسم بوخاران أو السجادة "الشرقية".
ولدى العديد من القبائل التركمانية زخارف مميزة، وتقوم النساء تقريباً بجميع الأعمال المتصلة بالسجاد.
وفضلاً عن ذلك، تنسج النساء التركمانيات أيضاً مجموعة متنوعة من العناصر المرتبطة بحياة الرُّحَّل، مثل الخيمة، وأكياس التخزين، وأغطية الأبواب، وكذلك الأصناف المستخدمة للخيول والإبل، فهي الأكثر شيوعاً.
ورغم حركات الهجرة التي تعرَّضوا لها، فإنهم تمكَّنوا من الحفاظ على التقاليد والموروثات العامة التي ورثوها منذ نشأة دولتهم في جنوب غربي آسيا.
وبمعاشرتهم، تجدهم شعباً ذا سلوك مهذب، ومضيافاً، ومُحِباً للخير، محترماً كبار السن، وحريصاً على السلوك المهذب.