يطل قمر دامٍ في السماء الليلة في معظم أنحاء العالم حينما يتحرك القمر نحو ظل الأرض في أطول خسوف في القرن الحادي والعشرين.
يتوقع أن يستغرق الخسوف الكلي ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن سيسبقه ويتلوه خسوف جزئي، مما يعني أن القمر سيقبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض.
سيقلب الناس وجوههم في السماء بحثاً عن القمر الدامي الذي يظهر باللون البرتقالي أو البني أو الأحمر القرمزي مع اختراق أشعة الشمس للغلاف الجوي للأرض.
ويحدث الخسوف التام في الساعة 2022 بتوقيت غرينتش ويمكن رؤيته في أوروبا وروسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ومعظم أنحاء آسيا وأستراليا.
ويطلق عليه القمر الدامي؛ لأن أشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقها إلى القمر، ويحول الغلاف الجوي للأرض الأشعة إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب.
وفي الوقت نفسه يقترب المريخ من الأرض؛ لذلك يتوقع أن يشاهد المتابعون ما يبدو أنه نجم يتراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي الذي سيكون في الواقع الكوكب الأحمر (المريخ)، حسب وكالة رويترز.
وقال روبرت ماسي، نائب المدير التنفيذي للجمعية الملكية البريطانية لعلماء الفلك: "إنها مصادفة غير مألوفة بالمرة أن يحدث خسوف كامل للقمر، بينما يكون المريخ في الجانب المقابل خلال نفس الليلة".
اقتران الأحمرين.. ما الجديد في خسوف القمر الليلة؟
سيكون خسوف القمر الدموي في يوليو/تموز 2018 أطول خسوف قمري لأن القمر سيكون في أبعد نقطة من الأرض في مداره. هذا سيجعل القمر يبدو أصغر من المعتاد، وأصغر بكثير مما يبدو خلال فترة القمر الكبير (عندما يكون القمر عند أقرب نقطة في مداره من الأرض)، كما سيمر القمر في الخسوف وسط ظلال الأرض، مما يعني أنه سيقضي أقصى وقت في الظلام، مما يُسهم في طول فترة الخسوف.
أبعد نقطة للقمر الصغير وأقرب نقطة للمريخ الكبير
سيتزامن اليوم الجمعة أطول خسوف قمري في هذا القرن مع أقرب مسار للمريخ إلى الأرض خلال 15 عاماً. بالنسبة لنصف العالم تقريباً، سيكون "القمر الدموي" جزئياً أو كلياً داخل ظل الأرض بدءاً من مرحلة شبه الظل بدءاً من الساعة 8:15 مساء بتوقيت الأردن وفلسطين، ويبدأ الخسوف الجزئي في 9:24 مساء، على أن يبدأ الخسوف الكلي في 10:30، ويصل ذروته الساعة 11:22، وينتهي الخسوف الكلي في 12:00 منتصف الليل بتوقيت القدس.
في نفس الوقت، سوف يحوم المريخ بالقرب من القمر في سماء الليل، ويمكن رؤيته بالعين المجردة. سيظهر الكوكب كبيراً ومشرقاً على نحو غير عادي، على بعد 35.9 مليون ميل من الأرض على مداره الإهليجي حول الشمس.
يحدث خسوف القمر الكلي عندما تأخذ الأرض موقعها في خط مستقيم بين القمر والشمس. وفي وقت سابق من هذا العام، شاهد العالم لمحة من خسوف القمر الكلي في 31 يناير/كانون الثانير. كما ظهر "القمر الدموي الأزرق" وكان متزامناً مع سوبرمون، وهو القمر الذي يبدو كبيراً جداً ومشرقاً، وأزرق اللون، وهو القمر الثاني الكامل خلال الشهر القمري.
كيف تشاهد الخسوف القمري؟
يمكنك مشاهدة الخسوف بالعين المجردة، ولا توجد خطورة على عينيك من النظر إليه مباشرة، ويمكنك استخدام التليسكوب الخاص، أو بإمكانك الذهاب لأقرب مرصد فلكي ومتابعته من هناك عبر التلسكوبات التي تعطيك صورة رائعة من الخسوف.
وأيضاً يمكنك المتابعة عبر التلفاز أو الإنترنت، وسيكون هذا الرابط فعالاً ببث مباشر للحدث مع بداية الخسوف القمري، فابقَ معنا متابعاً
لا تحتاج سوى النظر لأعلى..
يمكنك أن تستمع بهذه الظاهرة الفريدة عبر النظر مباشرة للأعلى من مكان مفتوح، في الأوقات المحددة حسب مدينتك.
نعم بالفعل، أنت لا تحتاج لتلسكوب وأدوات خاصة بالضرورة، يمكنك إذا كنت في مدينة مزدحمة أن تصعد على سطح منزلك أو تذهب للحديقة أو ساحة مفتوحة لتنظر مباشرة إلى الأعلى وتتمتع باختفاء القمر تدريجياً ثم عودته للظهور، وتذكر أن الأماكن المفتوحة هي أفضل أماكن الرصد الممكنة.
ويمكنك اصطحاب تليسكوبك الخاص، أو نظارتك المكبرة الخاصة، أو كاميرتك المزودة بالعدسات اللازمة لتضفي على تجربة الخسوف ميزات رائعة.
متى تشاهده إذاً؟
في عمان والقدس سيبدأ الخسوف الكلي الساعة 10.30 ويستمر قرابة 52 دقيقة، لكن يمكنك ملاحظة الخسوف الجزئي قبل وبعد هذا التوقيت بساعة تقريباً.
وفي القاهرة يبدأ الخسوف الكلي الساعة 9.30 ويستمر لنفس المدة.
وفي مكة المكرمة سيبدأ الساعة الثامنة والربع بالتوقيت المحلي، وفي أبوظبي قرابة الحادية عشرة والنصف.
بينما يبدأ الخسوف الكلي في طرابلس الليبية في التوقيت 8.24 وكذلك في الرباط المغربية، وفي تونس بعد السابعة والثلث، بينما في الجزائر في الثامنة إلا تسع دقائق تقريباً.
ولا تنسَ الكوكب الأحمر الجميل، كيف يمكنك ملاحظته؟
سيقترب المريخ من أقرب مسار له للأرض لهذا العام في 31 يوليو/تموز، حيث سيصل إلى 35.8 مليون ميل (57.6 مليون كيلومتر). وهذا يعني أن موقعه وقت الخسوف واختفاء ضوء القمر سيوفر أفضل فرصة لرؤية الكوكب الأحمر يتألق بأكبر وألمع وجه له حتى عام 2035.
وحدث أفضل لقاء سابق قبل 15 عاماً، عندما كان المريخ يحطّم الرقم القياسي بمسافة 35 مليون ميل (56 مليون كيلومتر) ولن يحدث هذا اللقاء الملحمي مرة أخرى حتى عام 2287.
وربما لاحظ الكثير من المتفرجين بالفعل أن الكوكب الناري أصبح أكثر إشراقاً في سمائنا الليلية خلال الأشهر القليلة الماضية، مما يجعل من السهل اكتشاف التغيرات عليه بالعين المجردة.و لتعقب الكوكب لنفسك، اذهب إلى الخارج بعد الغسق في أي ليلة صافية وابحث عن منارة مشرقة ترتفع فوق الأفق الشرقي. وسترى أن المريخ سينزلق عالياً فوق السماء الجنوبية طوال الليل، وفي الغرب عند الفجر.
وتوجد فرصة مميزة لمراقبة المريخ حالياً بتلسكوب صغير يحتوي على مرآة قياس ست بوصات، حيث يكون قادراً على استنباط تفاصيل سطحية مثل الغطاء الجليدي الجنوبي (حيث قد يكون الفلكيون قد وجدوا بحيرة تحت الأرض) ومناطق مظلمة متميزة تكون رياحاً صخرية.
ومع ذلك، فإن عاصفة ترابية هائلة كانت مستعرة طوال الشهرين الماضيين على سطح المريخ، وقد غطت معظم الكوكب، مما يعني أن صور التلسكوب قد أُعيقت قليلاً. ولكن يمكنك أن ترى بوضوح تأثير كل هذا الغبار بالعين المجردة: يبدوا المريخ متألقاً بصبغة أكثر اصفراراً بدلاً من لونه البرتقالي الصافي المعتاد.
