من المنتظر أن توقع فرنسا والسعودية، الثلاثاء 10 أبريل/نيسان 2018، اتفاقاً ينص على تطوير سياحي وثقافي لمنطقة العلا (شمال غربي المملكة) المسجلة ضمن المواقع الأثرية باليونيسكو.
المدير العام للهيئة الملكية للعلا – التابعة إدارياً لمنطقة المدينة المنورة – عمرو المدني، قال إن "المنطقة المعنيّة بالاتفاق السعودي – الفرنسي تمتد على مساحة نحو 22 ألف كيلومتر مربع". وتضم المنطقة، التي تعتبر وادياً خصباً، نخيلاً وشجر فواكه ومياهاً جوفية بين جبلين كبيرين.
والعلا منطقة سعودية غنية بالآثار القديمة، مثل مدائن صالح وبقايا حضارة الأنباط، ومناظر صحراوية خلابة.
ويوجد بالعلا مواقع أثرية مثل مدينة الحجر (مدائن صالح) أو دادان (الخريبة)، علماً بأن المنطقة تشتهر بأن النبي محمد نزل فيها في طريقه إلى "غزوة تبوك"، وبها أيضاً مسجد بُني في مكان يُعتقد أن النبي صلّى فيه ووضع حدوده بالعظام.
ويقضي الاتفاق، الذي تبلغ مدته 10 سنوات، بإنشاء وكالة مثل هيئة "متاحف فرنسا" التي رعت إقامة متحف اللوفر أبو ظبي، كما قال جيرار ميستراليه رئيس مجلس إدارة مجموعة إنجي للطاقة وموفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنطقة العلا.
وقال ميستراليه إن الاتفاق "غير مسبوق"، خصوصاً في المجالات التي يشملها، من الآثار إلى الثقافة والفنون والبنى التحتية والطاقة والنقل والتأهيل، و"كل ما يمكن لفرنسا أن تقدمه في مجال إبراز قيمة التراث".
قبلة أثرية في شمال السعودية
وقال عمرو المدني إنه سيكون من الممكن استقبال أوائل السياح في المنطقة "خلال 3 إلى 5 سنوات". وأضاف المسؤول السعودي أن المنطقة التي تضم مطاراً حالياً، ستستقبل بعد تجهيزها بين 1.5 و2.5 مليون زائر سنوياً، مع احترام معايير البيئة والتنمية المستدامة.
آثار العلا.. حضارة قديمة وقصور حجرية
كانت العلا "دادان" مركزاً تجارياً بارزاً على طريق القوافل القديم، كما عُرفت بنشاطها الزراعي.
وكانت التجارة القادمة من إفريقيا وآسيا وجنوب شبه الجزيرة العربية التي تحمل التوابل والعطور والبخور، تتجمع في العلا القديمة.
ولموقعها المميز، خضعت العلا لسيطرة 4 حضارات قديمة؛ هي: دادان، ولحيان، ومعين، والأنباط، في تاريخ يمتد إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتركت هذه الحضارات آثاراً لا يزال بعضها باقياً حتى الآن.
تضم العلا منطقة الحجر أو مدائن صالح والتي تعتبر متحفاً مفتوحاً، يضم آثاراً حجرية قديمة تمثل أماكن العبادة ونقوشاً صخرية، وهي آثار تُنسب لقوم ثمود والحضارة النبطية، وتوجد فيها مدافن مدائن صالح التي يعود بعضها لما قبل الميلاد، وتضم كذلك قصوراً صخرية مميزة ومعبداً نبطياً منحوتاً في الصخر أيضاً.
وفي العلا أيضاً مجموعة من الآثار، بعضها يعود للحقبة العثمانية، مثل قلعة الحجر التي بُنيت 1375، وسكة حديد الحجاز التي كانت تربط الحجاز بالشام وصولاً إلى عاصمة الدولة العثمانية إسطنبول.
وتوجد كذلك قلعة موسى بن نصير التي أقام فيها القائد العسكري الأموي، وتعتبر أقدم مباني العلا، حيث أنشأها الأنباط في القرن السادس قبل الميلاد.
وفوق هضبة صحراوية بالعلا، توجد البلدة القديمة المبنية بالحجر والطين، وتعتبر حالياً منطقة أثرية خالية من السكان، لكن لا تزال تحتفظ ببيوتها القديمة ومنازلها ومساجدها وأسواقها القديمة.
وتعتبر الساعة الشمسية "الطنطورة" أحد معالم العلا التي تُستخدم لحساب الوقت اليومي وتمييز الفصول الأربعة، ولا تزال صالحة للاستخدام حتى اليوم.