مصر على أعتاب كشف تاريخي مهم
اكتشف علماء الآثار العاملون في مصر، بقايا معبدٍ يوناني روماني استثنائي، يضم أجزاءً من أساساته، والمدخل الرئيسي، والفناء الأمامي.
وبحسب موقع Science Alert، عُثر على هذا الكشف الأثري الهام بالقرب من واحة سيوة، في صحراء مصر الغربية، في مكان يُعرف باسم "السلام"، يَبعد قرابة 200 ميل (321.87 كيلومتر) جنوب البحر المتوسط، وتمثَّل في آنيةٍ فخارية، وعملات معدنية، ونحت لرأس رجل، وأعمدة جدارية زُيِّنت برسوم تعود لتلك الحقبة الزمنية، وتمثالين من الأحجار الكلسية على هيئة أسدين، لم يُعثر على رأس أحدهما حتى الآن.
ويقول الخبراء الذين يعملون في التنقيب، إنه من المتوقع العثور على المزيد مع استمرار عمليات الحفر.
وصرَّحت سارة باركاك، عالمة الآثار، لإلينا زاكوس من ناشيونال جيوغرافيك: "المدهش في الأمر، أنك لا تسمع كلَّ يوم عن اكتشاف معبد أثري في مصر"، وأضافت: "سوف يُسلِّط ذلك المزيدَ من الضوء على تاريخ واحة سيوة".
واحة سيوة المنسية
تُعد واحة سيوة إحدى أكثر الأماكن عزلةً في مصر؛ إذ تقع بين منخفض القطارة وبحر الرمال العظيم، على بُعد 560 كيلومتراً تقريباً عن القاهرة، وهي تتبع محافظة مرسى مطروح، وتسكن بها قبائل أمازيغية، يبلغ تعداد سكانها 30 إلى 35 ألف شخص.
لا يُعد الخطُّ التاريخيُّ للواحة واضحاً بشكل كبير، إلا أن ثمة اعتقاد سائد بأن البشر عاشوا هناك منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد. بينما يعود المعبد المُكتشف حديثاً للفترة ما بين عام 200 قبل الميلاد، و300 ميلادية.
ورغم أن مصر خضعت للحكم الهلنستي، ثم الحكم الروماني، فإن العمارة والديانات المصرية القديمة بقيت مزدهرة جداً، ويمكن رؤية التأثيرات التقليدية والمعاصرة في مباني تلك الحقبة، بما في ذلك المعبد الأثري المُكتشف في منطقة السلام.
لكن لسوء الحظ، لا تزال آثار هذه الحقبة قليلة جداً، وهو ما يجعل هذا الاكتشاف أكثرَ إثارةٍ.
وخلال زيارتك لسيوة ستجد بقايا قلعة شالي، التي بُنيت في القرن الثالث عشر، كما ستجد معبد أمون أو معبد النبوءات، الذي يقول عنه المؤرخين إنه المكان الذي استقبل الإسكندر الأكبر، فور وصوله أرضَ مصر، العام 331 قبل الميلاد، حيث التقى كاهن المعبد "أمون"، وسأله "هل سأحكم العالم"، وكانت إجابة الكاهن "نعم ستحكمه"، ثم توج الإسكندر مَلِكاً على مصر، بعد النبوءة بفترة قصيرة.
واستُخدِمت المعابدُ في تلك الأزمنة كأماكن للتجارة، واللقاءات الاجتماعية، فضلاً عن إقامة الفعاليات الدينية، وكانت أيضاً المكان الذي يعيش فيه الكهنة. وربما يكون منزل الكاهن من بين الاكتشافات القادمة مع استمرار أعمال التنقيب.
وبالعودة إلى الاكتشاف الأثري الجديد، يُتوقع أن يستمر العمل في الموقع حتى نهاية العام على أقل تقدير، لذا، نتطلع لاكتشاف المزيد من القطع الأثرية تحت الأنقاض.
ربما يستشف الخبراء أثناء أعمال التنقيب المزيدَ عن الأنشطة السائدة في واحة سيوة خلال تلك الفترة، فضلاً عن كيفية احتلال الحكام الأجانب لهذه الأراضي، وعدد السكان الذين عاشوا في هذه المنطقة آنذاك.
يُعد هذا الاكتشاف الذي أعلنت عنه وزارة الآثار المصرية، مجردَ أحد الاكتشافات العديدة التي عُثر عليها في مصر، خلال السنوات القليلة الماضية. ففي وقت سابق من هذا العام، اكتُشفت شبكةٌ سريةٌ من المقابر في مكان جنوبي القاهرة، عمرها أكثر من ألفي عام.
وفي العام الماضي، اكتُشفت مقبرةٌ أثريةٌ يرجع تاريخها إلى 3500 عام، تحتوي على مومياء محنطة بكامل محتوياتها.