"مدائن صالح التي تقع في شمال السعودية ليست مقر قوم ثمود ومكان عذابهم كما يردد الناس، ولكنها مقابر للأنباط" بهذا التصريح أثار الباحث السعودي لؤي الشريف، المتخصص في اللغات والحضارات القديمة، الجدل بعد مقابلة له عبر شبكة MBC.
? لؤي الشريف @lalshareef في تصريح قد يصدمك:
الموجود في الحِجْر مقابر الأنباط، وليس لها علاقة بثمود. (فيديو) https://t.co/bRX6ObIGsc— مروان المريسي (@almuraisy) ٧ مايو، ٢٠١٧
رأي الشريف المربك وَضَعَه أمام اتهامات عديدة، أخطرها، حيث أكد الباحث السعودي أنها وصلت حد التكفير .
@halimamuthffar الله يقويك على التكفير الذي سيصيبك، مازال باعتقاد البعض انها مساكن ثمود ويكفرون من قال بعكس ذلك، بضاعتهم تكفير من خالفهم ✌?️
— لؤي الشريف (@lalshareef) ٢٧ مايو، ٢٠١٦
بِمَ استدل؟
الشريف، البالغ من العمر 34 عاماً أكد أنه يجب على الجميع معرفة هذه الحقائق التاريخية، وأضاف في تصريح لـ"عربي بوست"، إن هذه المعلومة يفترض ألا تكون غريبة لدى الناس، لأن الباحثين والمؤرخين في الحضارات والتاريخ يعرفونها جيداً.
صورة تخيلية لكيفية بناء العرب الأنباط المقابر على الجبال قبل ٢٢٠٠ سنة وهي الواجهات الصخرية الحالية في #مدائن_صالح والتي لا علاقة لها بثمود pic.twitter.com/srL4ExJWZj
— لؤي الشريف (@lalshareef) ٧ مايو، ٢٠١٧
وحول ما استند إليه، أشار الباحث السعودي إلى أن "كثيراً من المراجع التي تتحدث عن التاريخ والحضارات أكدت ذلك، إضافة إلى اعتراف رسمي من قبل هيئة السياحة والآثار في السعودية".
@lalshareef @om_m23 @belmokhtasartv طيب استاذ لؤي الآية وعاداً وثمودَ وقد تبين لكم من مساكنهم.أليست دليل على وجود مساكنهم في زمن النبي وشاهدها الناس.أين هي الآن؟
— الموادع (@500500500500hw) ٥ مايو، ٢٠١٧
وأوضح لؤي الشريف، أن أساتذة جامعات وفلاسفة كانوا قد أيَّدوا ما قاله، مضيفاً: "ثمة دليل آخر، فالأنباط هم مَن أسَّس مدينة البتراء الواقعة في الأردن، بعد ذلك أتوا إلى هنا في السعودية وقاموا بتشييد هذه المدائن، وهي ما تعرف حالياً بمدائن صالح".
@MohammdMathkour @koke20023 @almuraisy @lalshareef المحققون أكدوا أنها لثمود بنصوص الكتاب والسنة وبالنقوش والآثار
اما من تبعوا المستشرقين ممن اجتهدوا في التشكيك بصحة القرآن , فلا يعنيني أمرهم— أحمد التويجري (@Atw384) ٧ مايو، ٢٠١٧
ويرى الشريف أن الرابط بينهما، هي "الخطوط والنقوش التي كتبت في البتراء، والتي كتبت في مدائن صالح".
كيف ردَّ على معارضيه؟
الشريف ردَّ على الآراء المعارضة قائلاً: "على الجميع أن يدركوا حقيقة البحث والعلم والحقائق مع الزمن، وليس عيباً أن نعترف بأخطائنا".
@almuraisy @lalshareef @Rooble2009 شاهد كيف يستسقي معلومات التاريخ في الاثار وليس الدين!
— Abdy Adam (@freshabdi) ٨ مايو، ٢٠١٧
واستدلَّ الباحث بآية من القرآن، لإقناع معارضيه أن قوم ثمود ليست هذه مدينتهم التي عُذبوا بها، وقال يكفي قوله تعالى: "فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا"، ويرى الشريف أن "هذه آية توضح أن الأرض التي عُذِّب بها قومُ ثمود لم تُعرف بعدُ، ولم تُذكر بعدُ؛ حيث ذكر الله "فسواها"، وهي مجهولة".
يذكر أن السعوديين لا يزورون جزءاً من مدائن صالح، إذ يعتقدون أنها أرض عذاب تحرُم زيارتها والقرب منها. ويظن الكثيرون أنها الأرض التي عَذَّب بها اللهُ قومَ ثمود، وهو ما نفاه الشريف قائلاً: "هي ليست أرضَ عذاب كما يشاع، بل هي مقابر للأنباط".
تاريخ ثمود والأنباط
الأنباط هم عبارة عن عرب بدو تحضَّروا وشيَّدوا مملكةً لهم، وهي مدينة البتراء، وكان هذا في العام 168 قبل الميلاد، ثم نزحوا جنوباً إلى منطقة الحِجْر واستقرُّوا بها حتى العام 106 قبل الميلاد، حين سقطوا على يد الروم.
ويعود تاريخ ثمود وقومه إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد، أما بالنسبة للأنباط فالوثائق والشواهد التاريخية تؤكد أنهم كانوا في العام 200 قبل الميلاد، حسب قوله.
وتضم آثار مدائن صالح التي تقع في مدينة العلا شمالي السعودية 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار التاريخية، التي تتمثل في عدد من القلاع. وتم تسجيل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في العام 2008، ليصبح بذلك أول موقع يتم تسجيله في السعودية.