طُبّقت أحكام الشريعة فيها.. هكذا أسس أنور خوجة أول دولة ملحدة في العالم

يُعتبر أنور خوجة، رئيس دولة ألبانيا ومؤسس أول دولة ملحدة في العالم، والذي حكم ألبانيا حتى تاريخ وفاته عام 1985م شخصاً مثيراً للجدل، وذا تأثير سياسي كبير في العالم حتى اليوم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/25 الساعة 06:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/25 الساعة 06:09 بتوقيت غرينتش

يُعتبر أنور خوجة، رئيس دولة ألبانيا ومؤسس أول دولة ملحدة في العالم، والذي حكم ألبانيا حتى تاريخ وفاته عام 1985م شخصاً مثيراً للجدل، وذا تأثير سياسي كبير في العالم حتى اليوم.

وُلد أنور خوجة في ألبانيا، والتي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية حينها، إذ رُبي على تعاليم الدين الإسلامي على يد كوكبة من العلماء المرموقين، في عام 1908، فيما تعرف على مفهوم الشيوعية والتي كرس حياته من أجلها، عندما ذهب إلى فرنسا، بحسب موقع Tarihkomplo.

وعندما عاد إلى بلاده مرة أخرى، عُثر على المقالات التي كتبها في فرنسا، إذ كشفت عن الأنشطة الشيوعية التي قام بها. ولكن بعد الاحتلال الإيطالي لجمهورية ألبانيا، مُنعت هذه الأنشطة، ثم عاد إلى مدينته بدأ وعمل تاجراً.

بينما استطاعت إيطاليا، المناهضة للشيوعية، الشعور بالأمان، بمجرد أن بدأ أنور خوجة في عمله الخاص بعيداً عن نشاطاته السياسية.

لكن في عام 1940، أسس حزب نيلوفر الشيوعي ضد القوات الفاشية، طوال الحرب العالمية الثانية، كما أنشأ أمانةً عامةً للحزب الذي أسسه.

وبعد الحرب، وتحديداً عام 1946، أعلن أنور خوجة تأسيس أول دولة شيوعية، وأصبح رئيس الدولة بعد ذلك.

دولة شيوعية جديدة


كان الاتحاد السوفييتي أول دولة تدعم إقامة نظام شيوعي على مر التاريخ، فيما ضمنت ألبانيا حقوقها الحدودية في مؤتمر السلام الذي عُقد في باريس بعد الحرب، ونجحت في تحقيق إنجازات في السياسة الخارجية، وبالأخص في قضية إقليم كوزي إيبك. أما على المستوى الداخلي، فكانت أحزاب المعارضة حاضرة على الساحة السياسية.

في البداية، كان لدى خوجة علاقات وثيقة جداً مع جوزيف ستالين القائد الثاني في الاتحاد السوفييتي ورئيس الوزراء 1941-1950، وكانوا أصدقاء مقربين جداً. لكن، كان على علاقة سيئة للغاية مع رئيس دولة يوغوسلافيا، بينما كان هناك تقارب في الأفكار بين يوغوسلافيا وأحزاب المعارضة داخل ألبانيا.

إذ أنشأَ خوجة حكمه على أساس تصفية المعارضة التي توجد داخل أركان الدولة والقوى الداعمة لها في هذه الفترة.

وبعد وفاة جوزيف ستالين وتولي نيكيتا خروتشوف الحكم، ساءت العلاقات مع الحكومة الروسية، في حين توطدت العلاقات مع الصين. لكن، بعد فترة، لم تتوقف ألبانيا عن انتقاد الصين؛ بسبب دعمها للرأسمالية بجانب روسيا.

ليضع أنور خوجة فكرة عزل ألبانيا عن العالم الخارجي في سبيل تطويرها حيز التنفيذ، ونجحت هذه التجربة والأرقام أثبتت ذلك.

أول دولة ملحدة في العالم



تحققت الرفاهية بفضل الإنجازات التي تم تحقيقها بسواعد الدولة، من إنشاء المباني السكنية وزيادة فرص العمل، ما أدى إلى ظهور تحسن واضح في الحياة العامة للناس.

وفي عام 1967م، أعلن تأسيس أول دولة ملحدة في العالم، قائلاً إن البلاد ستنجو هكذا من الاضطهاد الديني.

إذ سيطر خوجة على مقاليد الحكم بالكامل وتمسك بالسلطة بشكل جشع، فيما تعامل مع المعارضين له بوحشية وقام بتصفيتهم.

كما حكم بالإعدام على الكثير من الأشخاص الذين يراهم إما موالين للغرب أو تابعين لأحزاب المعارضة. بالإضافة إلى ذلك، قام بعزل عدد كبير جداً من الجنرالات داخل الجيش؛ فقط لأنه يستشعر وجود محاولات للانقلاب عليه.

ولذلك اتُهم كثيراً بالدكتاتورية، إذ أصبحت الدولة في وضع صعب بسبب الظلُم والكوارث التي عاشتها بعد هذه الفترة، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة، رفض بشدة قبول أي مساعدات من الدول الغربية.

أُصيب أنور خوجة بمرض السُكري في عام 1983، كما عانى نزيفاً في الدماغ، وبعدها توفي في عام1985. وضع خليفته طرق إدارة جديدة، تضمن انفتاح ألبانيا على الدول الغربية. فمن المثير للاهتمام، أن نلاحظ أن معدل الجريمة قد انخفض كثيراً مقارنة بعهد أنور خوجة، ما أدى إلى تحسن في الحياة العامة للناس.

كانت أحكام القانون في دولة أنور خوجة صارمة للغاية، فكان يُلقى القاتل والمقتول في القبر نفسه، وكانت تُطبّق أحكام الشريعة على الأشخاص المحكوم عليهم، مثل أحكام السرقة.

ومن خلال اسم عائلته التي كانت ذات شهرة أثناء حكم العثمانيين، تمكن من تولي مناصب بالدولة وشارك في العمليات بأمر من أنور باشا الذي كان قائداً عسكرياً آنذاك.

وإلى يومنا هذا، ما زال أنور خوجة شخصاً محل انتقاد، كما وُصف بأنه غير محبوب في جمهورية ألبانيا، وعلى الرغم من ذلك، توجد تيارات فكرية تُدعى الخوجية والتى أُخذت من اسمه، ولم يُفهم بعد ما إذا كان أنور خوجة يُعتبر بطلاً شعبياً أم ديكتاتوراً ظالماً.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Tarihkomplo التركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد