اكتشف باحثون زوجاً من الحفريات في أميركا الجنوبية، وهي عبارة عن ثمار يعود تاريخها إلى حوالي 52 مليون عام مضت.
وقد تكون هذه الثمار مدخلاً رئيسياً لفهم تطور بعض من أشهر النباتات الحالية -بما فيها البطاطس والطماطم- كما يعتقد أن تاريخها الجيني ربما يكون أهم وأكبر بكثير مما كنا نعتقد.
الثمرة الحفرية التي اكتُشفت هي عبارة عن حبة توت، تتبع عائلة الباذنجانيات النباتية، التي تضم أنواعاً شهيرة من الثمار مثل البطاطس، والطماطم، والفلفل الحار، والفلفل الرومي، والتبغ، وذلك بحسب تقرير نشره موقع Science Alert.
وقد اكتُشفت حبتا التوت بمحافظة تشوبوت في باتاغونيا بالأرجنتين، التي كانت غابات مطيرة معتدلة الحرارة عندما نمت النباتات منذ حوالي 52 مليون عام.
كما عثر الفريق على 6 آلاف من الحفريات النباتية الأخرى في المنطقة، إلا أن هاتين الحفريتين هما فقط اللتان تنتميان إلى جنس الفواقع أو عائلة الباذنجانيات، وبطريقة ما حفظت الملامح الدقيقة للثمرة بشكل لا يُصدق، مثل الغشاء الورقي وحبات التوت نفسها.
وتقترب الثمرة من التوماتيلو، التي يشيع استخدامها في المطبخ المكسيكي، كما تمتلك غشاءً ورقياً حول حباتها يشبه غشاء الحرنكش.
وعلى الرغم من انتشار هذه النباتات حالياً في كل أنحاء العالم، لا يزال تاريخ بداياتها غامضاً، إذ لم يُكتشف سوى القليل من بذورها في السجلات الأحفورية. لذا، حتى اللحظة الراهنة، لا يملك الباحثون أدنى فكرة عن المكان الذي جاءت منه، أو تاريخ بداياتها، لكن الأحفوريات التي اكتُشفت مؤخراً قد تكشف بعض المعلومات الغامضة.
من جانبها، قالت مونيكا كارفاليو، الباحثة في جامعة ولاية بنسلفانيا، التي شاركت في الدراسة: "هذه الأحفوريات فريدة من نوعها، لأن الطبقة الورقية الرقيقة للحرنكش نادراً ما تُحفظ باعتبارها حفريات".
وأضافت: "توضح الحفريات التي اكتشفناها أن تاريخ التطور الخاص بهذه العائلة النباتية أقدم بكثير مما كان يُعتقد في الماضي، خاصةً في أميركا الجنوبية، كما أنها ترفع النقاب عن أهمية آثار استيعاب التنوع بهذه العائلة النباتية".
عمر النبات يتجاوز 52 مليون سنة بكثير!
حتى اللحظة الحالية، كان يُعتقد أن هذه الأنواع من التوت تطورت في نفس الفترة التي تشكلت فيها سلسلة جبال الأنديز، أي منذ حوالي 25 مليون عام.
والآن، يبدو أن هذا التطور حدث قبل ذلك بكثير، أي عندما كانت المنطقة جزءاً من غندوانا، حيث كانت أكثر دفئاً، وأقرب للقارة القطبية الجنوبية وأستراليا.
ونتيجة لأن جنس الفواقع يبدو حديثاً إلى حد كبير في شجرة عائلة الباذنجانيات، يشير هذا الاكتشاف إلى أن العائلة كلها تعد أقدم من ذلك بكثير.
إذ قال بيتر ويلف، أحد الباحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا: "لقد حللنا كل التفاصيل الشاملة لهذه الحفريات بالمقارنة مع جميع الأصناف في نفس العائلة، ولا يوجد جدال حول أنها تمثل أول حفريات للفواقع، وأول حفريات لثمار تنتمي إلى عائلة الباذنجانيات".
وأضاف: "تجلس الفواقع على طرف الشجرة التطورية لعائلة الباذنجانيات، مما يعني أن الباذنجانيات كلها، على عكس ما اعتقدنا، أكبر بكثير من 52 مليون عام، إلا أننا لا نعرف الكثير عن طريقة تطور فواكهنا وخضراواتنا، فقد شهدنا تغيرها كثيراً منذ استزراعها".
ويبحث الفريق حالياً في باتاغونيا لمحاولة التوصل إلى أدلة أكثر عن كيفية نشأة بعض أنواع الأطعمة التي نأكلها اليوم.
ويقول روبين كونيو، قائد الفريق، من متحف إيجيديو فيريليو لعلوم الحفريات بالأرجنتين: "إن الاكتشافات الحفرية في باتاغونيا يحتمل أنها تتجه نحو إحداث ثورة في بعض الآراء التقليدية عن أصل وتطور المملكة النباتية".
– هذا الموضوع مترجم عن موقع Science Alert. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.