صور: ماذا خسرت حلب من آثارها وتاريخها في حرب السنوات الأربع؟ قائمة بآثار دُفنت في “مدينة الأشباح”

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/13 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/13 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش

تعتبر مدينة حلب من أقدم المدن المأهولة بالسكّان في العالم، ومن أكبر المدن السورية أيضاً. ظلّت المدينة مركزاً حضارياً وثقافياً وتجارياً في شمال غربي سوريا، وكانت مركزاً تجارياً في الألفية الثانية قبل الميلاد حتى وصلت إلى ذروتها خلال القرنين السادس عشر والثامن عشر الميلادي.

تقع قلعة حلب في قلب المدينة، وعلى ارتفاع 50 متراً فوق المنطقة المُحيطة بها، ويعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد أو قبل ذلك بقليل، وتقف على أنقاض الحضارات: الحثّية، والهلنستية، والرومانية، والبيزنطية، والسلجوقية والعصر الأيوبي.

لم يخفَ الأمر عن الكثير، فقد تم إشهار تدمير الأماكن الأثرية العريقة في الأراضي السورية على نطاق واسع، في شبكات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، منذ بداية الصراع الذي اندلع منذ 2011 بين النظام السوري وقوّات المعارضة.

الجدير بالذّكر أن مدينة حلب القديمة تم إدراجها في قائمة التراث العالمي عام 1986، ولكن بعد أعوام قليلة وبالتحديد عام 2013 تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي المهدّدة بالخطر، التي تحتفظ بها هيئة التراث العالمي "اليونسكو".

ما إجمالي الأماكن التاريخية التي تم تدميرها حتى الآن؟


بحسب منظمة اليونسكو، فقد تضرّر حوالي 121 مبنىً تاريخياً، وهو ما يقارب 30% إلى 40% من مساحة الملكية الأثرية الخاصة بالتراث العالمي، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 1500 محلّ تجاري من السوق. أضيف إلى قائمة المباني المتضرّرة أيضاً حوالي 11 مئذنة، وقاعة للصلاة، والبوابة الرئيسية للمسجد الأموي، وعانى المسجد وفناؤه وجميع زخارفه الإسلامية من أضرارٍ بالغة بجانب المنطقة المحيطة، كما تم تفكيك المنبر الخشبي ونُقل إلى مكان مجهول.

ما الأماكن الأثرية التي تم تدميرها بالتفصيل؟


تضرّرت بوابة قلعة حلب، التي تم استخدامها لأغراضٍ عسكرية، وتم وضع القنابل في أنفاق تحت الأرض في المنطقة المحيطة به، التي سبّبت ثلاثة انفجارات عنيفة على الأقل، مما أدّى إلى تأثّر القلعة ومحيطها بشكلٍ كبير، كما وصلت معاول الهدم إلى كاتدرائية القدّيس إلياس التي تضرّرت أيضاً من عمليات القصف والنزاع.

لحقت الأضرار بأبواب سور المدينة، بما في ذلك باب الحديد، وباب قنسرين، وباب أنطاكيا وباب النصر، وتأثّرت بعض المباني المعمارية الإسلامية الأكثر أهمية نذكر منها بيمارستان "مستشفى" أرغون الكاملي، وخان الوزير، وخان الجمرك، وخان الصابون، وحمّام السراج وحمّام باب الحديد، ومعظم المنازل التاريخية مثل بيت الوكيل، وبيت غزالة (الذي سرقت عناصره الزخرفية) ودار زمريا (التي تم تدميرها تماماً)، كما تعرّضت المكتبة الوقفية للتلف بسبب الحرائق.

كان فندق قلعة كارلتون من أهم الوجهات السياحية في مدينة حلب، لكنّه الآن تم إدراجه ضمن الأماكن المغلقة، واستمراراً لمسلسل القصف والتدمير من الجانبين واستمرار أعداد القتلى واختفاء المواقع الأثرية الغنية تم تدميره بشكلٍ مؤسف، ولم يصمد الفندق أمام جماعة الجبهة الإسلامية في انفجار مايو/أيار عام 2014، التي أعلنت مسؤوليتها عن الانفجار، مدعية قتل 50 جندياً.

صور للجامع الأموي الذي تعرّض للتدمير:





صور لجامع العادلية في حلب بعد التضرّر:



صور لسوق حلب قبل وبعد التدمير:

قبل:


بعد:


قبل وبعد:


صور لفندق فندق قلعة كارلتون قبل وبعد القصف:


صورة لكاتدرائية القديس إلياس:



تقييم شامل لمناطق التراث العالمي المتضرّرة في مدينة حلب


بالتعاون مع متحف جامعة بنسلفانيا للآثار، والمركز الثقافي للتراث في بنسلفانيا ومؤسّسة سميثسونيان وفريق التراث السوري، قام مشروع التقنيات الجغرافية وحقوق الإنسان بالجمعية الأميركية للعلوم المتقدّمة بإعداد تقييم شامل للتراث العالمي السوري، باستخدام الأقمار الاصطناعية عالية الدقّة، واشتمل التقييم على مناطق تندرج تحت مواقع التراث العالمية التي تحتويها سوريا، وهي ستّة مواقع وهي مدينة حلب القديمة، ومدينة بصرى القديمة، ومدينة دمشق القديمة، ومدينة تدمر القديمة، والمدن القديمة في شمالي سوريا، والحصون، وقلعتا الحصن وصلاح الدين.

يهدف التقييم إلى دراسة حالة المواقع الأثرية الحالية التي كانت تنتمي إلى مناطق التراث العالمية التابعة لمنظّمة اليونسكو، وبكل أسف تبيّن أن هناك خمسة مواقع من أصل ستة تعرضت لأضرار كبيرة، يلاحظها كل مشاهد لها، ومن بين هذه الأماكن المتضرّرة مدينة حلب السورية، التي سقطت مرّة أخرى في يد النظام السوري ليلة أمس.

يعتبر مسجد حلب الكبير من أهم المواقع الثقافية والأكثر شهرة في المنطقة، الذي تأسّس في العصر الأموي، وأعيد بناؤه في القرن الثاني عشر مع مئذنة مملوكية تعود لعام 1090 ميلادياً، ويقع بجانب المسجد الأموي مبنى الكاتدرائية البيزنطية، التي أصبحت في وقت لاحق مدرسة الحلوية أو جامع الحلوية.

على مدار الأعوام الماضية، كانت مدينة حلب خط المواجهة للصراع الحالي بين الجانبين، وفي 15 من يوليو/تموز عام 2012 حدّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هذا الصراع "حرب أهلية"، ومنذ ذلك الوقت وهناك صراع دموي بين الحكومة وقوى المعارضة، ما بين قتال وقصف على نطاق واسع من قبل الدبّابات والمدفعية، وهو ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

حصل التقرير على ثلاث صور من مدينة حلب لتحليلها وتقييم الأضرار التي لحقت بالمدينة القديمة، واستخدمت صورة تم التقاطها في السادس من ديسمبر/كانون الأوّل لعام 2011، وهي صورة لمدينة حلب قبل حدوث النزاع الحالي، وصورة أخرى في الرابع عشر من يوليو/تموز لعام 2014، كصورة حديثة أثناء النزاع لتحليل الأماكن المتضرّرة، وصورة إضافية تم التقاطها أيضاً في العاشر من أغسطس لعام 2014 لاستكمال الصورة الأخرى، وقد كشفت الأضرار الكبيرة التي تعرّضت لها المنطقة في المدينة القديمة ما بين 14 يوليو/تموز إلى 10 أغسطس/آب لعام 2014.

شهدت مدينة حلب بعضاً من أعنف المعارك في الحروب الأهلية السورية، وقد تأثّرت المدينة كثيراً، واعتبر أكثر الضرر داخل المدينة القديمة بحلب، ومن تلك الأماكن المتضرّرة المسجد الكبير بحلب، وسوق المدينة الأثري القديم، إلى جانب تلف في العديد من المواقع التاريخية الهامة في جميع أنحاء المدينة القديمة.

كان التدمير ظاهراً في جميع أنحاء الموقع، وتناثر الحطام في المكان وغُطيت المنطقة الأثرية بحطام هائل، وكان معظم هذه الهياكل كبيراً ومصنوعاً من المواد الدائمة مثل الحجارة، والطوب، والطوب اللّبن، مؤكداً على حدوث قصف هائل ومكثّف، وتشمل الهياكل المُدمّرة مساجد تاريخية، ومدارس، ومباني حكومية ومنشآت مدنية.

في ربيع 2013، أفيد بأن مئذنة الجامع الكبير في حلب قد دُمِّرت بالكامل أثناء القصف، وظهرت فوهتان إضافيتان بجوار الجدار الشرقي للمسجد، وتضرّر سوق المدينة أيضاً بشكلٍ كبير، لقربه من موقع القصف مع بعض الهياكل المتعدّدة.

صورة للمسجد الكبير، وسوق المدينة والمكان المحيط به قبل القصف:


صورة للمسجد الكبير، وسوق المدينة والمكان المحيط به بعد القصف:


يشير السهم الأخضر إلى سوق المدينة الذي تم تدميره، والسهم الأحمر إلى مئذنة الجامع الكبير، وتظهر الفوهتان بجوار الجدار الشرقي وأشير إليهما بالأسهم الزرقاء، وبعض الهياكل القريبة منها، وأشير إليها بالأسهم الصفراء. (الإحداثيات: 36.19 شمالاً 37.15 شرقاً).

كشفت الأقمار الاصطناعية عن أضرار كبيرة أيضاً في منطقة شمال القلعة، وتحتوي هذه المنطقة على المباني التي يعود تاريخها من الفترة المملوكية المتأخرة (ما بين القرن 13 إلى القرن 16) إلى أواخر العهد العثماني (القرن 19)، وتضرَّر أيضاً الجدار الشرقي من خان قورت بك بأضرارٍ جسيمة، وهو الخان الذي بُني على يد قورت بك خسرو باشا في مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وبالإضافة إلى ذلك فقد تم تدمير معظم الهياكل في حي الشرق مباشرة من الخان وتضرَّرت الهياكل القريبة بشدّة.

دُمّر أيضاً مبنى دار الحكومة بمدينة حلب، وهو المبنى المعروف باسم "مبنى السراي"، وهو أحد المعالم الهامة بمدينة حلب، وقد أنشىئ بأواخر العهد العثماني، وهذه صورة له قبل وبعد تدميره.



هذه هي أضرار مبنى السراي في حلب:



تم هدم الجدار الشرقي من الخان، وهو المشار إليه باللون الأزرق، كما تضرّرت الهياكل المجاورة بشكل كبير، كما تُشير إليها الأسهم الصفراء (الإحداثيات: 36.20 شمالاً 37.15 شرقاً).

علامات:
تحميل المزيد