عُقد مؤتمر بشأن حماية التراث الثقافي المهدد بالخطر، على هامش زيارة رسمية لمتحف اللوفر بأبو ظبي، حيث يجري وضع اللمسات الأخيرة، ومن المنتظر أن يُفتتح متحف الإمارات العربية المتحدة مع نهاية عام 2017.
في حين تموت مدينة حلب تحت القصف، اجتمعت أربعون دولة يومي الجمعة والسبت، الثاني والثالث من ديسمبر/كانون الأول، في أبو ظبي لاتخاذ إجراءات لصالح التراث المُعرَّض للخطر بسبب الحرب، وذلك بحسب صحيفة Le Figaro الفرنسية.
المؤتمر الذي دعت له كل من فرنسا والإمارات العربية المتحدة، كان يبدو في البداية وكأنه "آلية" دبلوماسية وسياسية، مملوءة بالنوايا الحسنة، فيما لم تُدع سوريا، التي لم تعد لديها علاقات دبلوماسية مع فرنسا، كذلك الحال بالنسبة لإسرائيل وفلسطين لأسباب جيوسياسية خفية.
ولكن بعد يومين من سماع شهادات دول أخرى متضررة، بما في ذلك العراق وأفغانستان ومالي، أسفر المؤتمر عن اثنين من التعهدات الرئيسية.
وقد ورد في "بيان أبو ظبي"، الذي اعتُمِد بتوافق الآراء في حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمدير العام لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أن هذه التعهدات توفر أولاً إنشاء صندوق دولي، الذي سوف يقوم بتمويل الإجراءات الطارئة، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، والمشاركة في ترميم الممتلكات الثقافية المتضررة.
صندوق لجمع الأموال لحماية التراث بدول الحروب
الهدف هو جمع ما لا يقل عن 100 مليون دولار أميركي (أو ما يعادل 93,7 مليون يورو)، وسيتم دفع 30 مليون منها من جانب فرنسا.
من جانبه علَّق رئيس الدولة الفرنسية: "إذا تم تجاوز هذا المبلغ، فنحن لا نشتكي، ولن نرفض أي بادرة إضافية"، فيما أعلنت عدة مؤسسات من القطاع الخاص عن استعدادها للمشاركة، وكذلك الحال بالنسبة لدول الخليج، بل والصين أيضاً.
ويوضح جاك لانغ، الذي أُسند له تنظيم هذين اليومين من قِبَل فرنسا: "سيتم إدارة الصندوق في جنيف وسيتبع القانون السويسري، لكي يضمن الحياد المطلوب من البلاد المشاركة، وكذلك من الرعاة المانحين".
ملاجئ دولية لإيواء التراث
إلى جانب المال، أسفر المؤتمر عن إنشاء شبكة دولية من "الملاجئ" لإيواء التراث المهدد من الصراعات المسلحة أو الإرهاب مؤقتاً.
وبالرغم من أن الأمر يبدو جذاباً على الورق، فإن الإجراء سيكون من الصعب تنفيذه، حتى وإن كان يستحق المحاولة.
يذكر أنه خلال الحرب الأهلية في إسبانيا، استضافت فرنسا على أراضيها روائع من المتاحف الإسبانية، وبالفعل، تم إيواء 80% من أعمال المتاحف السورية في كردستان على وجه الخصوص، لكن مصر رفضت هذا الاقتراح، خشية ألا تكون قادرة على استعادة "ملكيتها".
فيما اقترح جان لوك مارتينيز، رئيس متحف اللوفر، صاحب فكرة الملاجئ، بأن تكون منطقة لييفين، في مدينة با دو كاليه بشمالي فرنسا، مركزاً مستقبلياً لتخزين مقتنيات متحف اللوفر، بحيث يصبح مركزاً كبيراً لاستقبال التراث المُعرض للخطر، دون الخوض في تفاصيل العملية، حول كيفية استخلاص التماثيل من بين القصف ونقلها إلى شمالي فرنسا.
وقد عقد المؤتمر على هامش زيارة لمتحف اللوفر بأبو ظبي، والذي بناه جان نوفيل ويجري الانتهاء منه لافتتاحه على الأكثر في سبتمبر/أيلول 2017.
وقد اقتصرت زيارة فرانسوا هولاند على التجول في قاعات المتحف الذي يقع على الشاطئ، مع قبة بقطر 180 متراً، الذي سوف يشتمل في نهاية المطاف على 600 قطعة، بما في ذلك 300 قطعة معروضة على سبيل الإعارة من المتاحف الفرنسية.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Le Figaro الفرنسية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.