أقدم مكتبه بالعالم في المغرب.. كنوز تاريخية ممنوعة عن العامة

أصبحت مكتبة القرويين التي تقع في قلب مدينة فاس، بالجزء الشمالي من وسط المغرب،

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/07 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/07 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش

أصبحت مكتبة القرويين التي تقع في قلب مدينة فاس، بالجزء الشمالي من وسط المغرب، بعد العديد من أعوام الإصلاح والترميم من جديد، مفتوحةً في وجه الباحثين.

ويضم هذا المكان الاستثنائي، حسب جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، ملايين المخطوطات ذات القيمة النفيسة، التي تقع في متاهة من الأزقة بالمدينة القديمة في فاس؛ إذ لا يلاحظها أحدٌ تقريباً.

بالكاد، يلاحظ الزائر الباب الخشبي الداكن المنحوت في ساحة الحدادين حيث تتعالى أصوات مطارقهم. وما إن يطأ السائح عتبة المبنى حتى يقع ناظره على سلالم باللون الأزرق والتي تشتهر بها مدينة فاس، فتترك الزائر منبهراً ويتصور مسبقاً ما سيجده في الأعلى.

وتعتبر مكتبة القرويين أقدم مكتبةٍ في العالم، والتي انتهت فيها أشغال الترميم التي دامت عدة سنوات.

لم تُفتح بعد للعامة، وإنما هي متاحة فقط للباحثين وبعض الصحفيين المحظوظين.

وأسِّست القرويين ـالتي تشمل مسجداً وجامعة- على يد امرأة اسمها فاطمة الفهري عام 859هـ، وهي ابنة تاجر تونسي غني جاء إلى فاس في عهد حكم الأدارسة.

وأصبح "منبع العلم والحكمة هذا" من أكبر المراكز الثقافية في العالم العربي؛ إذ تضم وثائق من العلوم الإسلامية، وعلوم الفلك، والحقوق والطب التي أورثها عبر القرون السلاطين، والأميرات والعلماء. ولم يتغير مكان الجامع ذي الجمال المبهر، ولكن تم تحويل الجامعة إلى مكان آخر.

وبنيت المكتبة الحالية، التي تجاور المسجد تحت السقف نفسه المزين بالزمرد والقرميد، على يد السلطان المريني أبو عنان في القرن الرابع عشر.

وأعيدت هيكلتها بعمق في عام 1940 من قِبل الملك محمد الخامس، جد الملك الحالي.

"كان أول ترميم سنة 2004، والثاني على وشك أن ينتهي. ولم يتبق سوى بعض الإصلاحات البسيطة وتجهيزات الكهرباء"، كما جاء على لسان بوبكر جوان نائب مدير المكتبة.

3800 من المخطوطات المخزنة

وتوجد قاعة القراءة المجاورة لقاعة المطبوعات والتي تضم 20 ألف مصنف، تحت بنية من الأرابيسك الذي يطغى عليه اللون الأحمر، وثريا نحاسية ضخمة.

ويؤدي سلّم إلى القاعة الرئيسية للمكتبة وهي قاعة المخطوطات التي يحرسها بابان كبيران من الفولاذ ونظام إنذار ومراقبة بالكاميرات.

وتعتلي الرفوفَ الحديدية العادية مخطوطات قيمة. ومن أجل القراءة، يوجد كرسيان وطاولة بسيطة وضع فوقها وسادة خضراء مخططة باللون الذهبي.

وتضم القاعة 3800 كتاب، بعضها لا يقدر بثمن، من بينها "أرجوزة في الطب"، للفيلسوف والطبيب ابن طفيل وهو من أكبر المفكرين العرب، وتعود للقرن الثاني عشر.

وقال جوان إن هذا العمل يتناول "كل أمراض الجسم من الصلع إلى مسمار القدم، لكنه نظمها في أبيات شعر لتسهيل تعلّمها".


ومن التحف القيّمة التي تحويها المكتبة نسخة بخط اليد من الموسوعة التاريخية "كتاب العبر" لابن خلدون، وتحمل هذه النسخة توقيع الفيلسوف الأندلسي.

ونجد في المكتبة أيضاً نسخة بخط اليد من مصنف عن علم الفلك للفارابي حول كوكب المشتري مع رسوم في غاية الدقة، فضلاً عن موسوعة عن المذهب المالكي لأبي الوليد محمد، المعروف باسم ابن رشد الجد، وهو جد ابن رشد.

وكذلك، كتاب من 200 صفحة مكتوبة بخط صغير وبحبر ذهبي على جلد الغزال.

وفي النهاية، نقلاً عن جوان نائب مدير المكتبة، فإنّ "من بين الكتب التي تسجل إقبالاً كبيراً" والتي تعود إلى القرن الثاني: إنجيل مارك، المترجم إلى العربية، "ومن المرجح أنه تمت ترجمته من قِبل مثقف مسيحي أندلسي أتى لتعلم العربية في جامعة القرويين".

وكانت تضم المكتبة، منذ تأسيسها على يد أبو عنان، 30 ألف مخطوطة. ولكن دُمّر وسُرق، وأتلف بعضها في ظل الاستعمار.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع le figaro. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.