تلعب اللغة دوراً كبيراً في حياة كل منا، فهي التي تشكل جزءاً كبيراً من ثقافتنا وحضارتنا كذلك، تلعب اللغة دوراً كبيراً في حياة كل منا، فهي التي تشكل جزءاً كبيراً من ثقافتنا وحضارتنا كذلك، ويوجد حالياً حوالي 500 مليون شخص يتحدثون الإنجليزية على هذا الكوكب، ومع ذلك على الجانب الآخر فهناك ما يقرب من 6000 أو أكثر من اللغات معرَّضة لخطر الاندثار.
إذ قد تموت بعض اللغات وتندثر نتيجة الكوارث الطبيعية، والحروب، والإبادات الجماعية لبعض الأعراق، أو دمج اللغة مع لغاتٍ أخرى، أو منع التحدُّث باللغة بسبب القمع السياسي أو الهيمنة الثقافية.
ولأن وفاة لغة تعني وفاة ثقافة أنشأت منظمة اليونسكو برنامج اللغات المهددة بالاندثار في محاولة لدعم استمرار والحفاظ على اللغات النادرة.
أغرب اللغات حول العالم
وهنا نقدم إليك مجموعة من أغرب وأندر تلك اللغات التي لا تزال مستخدمة حتى الآن في أنحاء العالم.
1- لغة شعب "بيراها"
شعب بيراها هم من السكان الهنود الأصليين الذين يبلغ عددهم حالياً نحو 200 شخص فقط، حيث يعيشون على ضفاف نهر مايسي في غابات الأمازون المطيرة بشمال غربي البرازيل.
ومن ضمن أغرب عاداتهم أنهم يأخذون قيلولة قصيرة من 15 دقيقة إلى ساعتين خلال النهار أو الليل، ونادراً ما ينامون خلال الليل.
فيما يتحدثون لغة تسمى بيراها، التي تعتبر آخر اللغات النادرة المتبقية في البرازيل، فقد انقرضت كل اللغات المماثلة لها.
لدى لغة بيراها واحدة من أبسط الأنظمة الصوتية المعروفة، ومع ذلك تمتلك مجموعة معقدة من النغمات، حيث تتكون من 10 إلى 12 فونيم "صوتاً".
بينما لا توجد كلمات للألوان، إذ إن الطريقة الوحيدة للتعبير عن الألوان لديهم هي كلمتان تعني "النور" و"الظلام"، بالمثل يجادل البعض في أنه ليست لديهم أية أرقام وغياب كامل للحساب، وهي سمة لغوية نادرة للغاية.
فهناك كلمتان مثل: "هوي" و"هوي" بلهجات مختلفة تعني حرفياً "كمية صغيرة" و"كمية كبيرة"، فإذا كانت لديك 10 عِصِي أو مئة يمكنك استخدام نفس كلمة "كمية كبيرة" مما يثير الجدل بين اللغويين وعلماء الأنثربولوجيا والباحثين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يطلبون اثنين من شيء بدلاً من واحدٍ فقط؟ والجواب بشكل لا يصدق أنهم لا يفعلون ذلك، وقد كانت هناك محاولاتٌ على مرّ السنين لتعليمهم الأعداد والحساب، لكن دون نجاحٍ يذكر، ويعود السبب في جزءٍ كبيرٍ منه أنهم غير مهتمين بذلك من الأساس.
كذلك يمكنهم التواصل بلا كلمات عن طريق الدندنات والصفارات خاصة في المسافات البعيدة أثناء الصيد.
ومن المرجح أنها اللغة الوحيدة في العالم التي لا تستخدم سوى ثلاثة ضمائر فقط، ولا تستخدم فقراتٍ فرعية، فبدلاً من أن تقول: "أود التحدث معك عندما أنتهي من تناول الطعام"، تقول: "أنا الانتهاء من تناول الطعام، أنا التحدث معك".
2- لغة الـ"يوبيك"
يتحدث لغة "يوبيك" نحو 11,800 شخص من شعوب اليوبيك في سيبيريا وألاسكا الغربية، الذين يعتمدون على الصيد في جمع الطعام، فيما يقتصر التعليم لديهم على حكي الشيوخ للقصص، باعتبارها وسيلة لتعليم الصغار مهارات الأجيال للبقاء على قيد الحياة.
كان قد تمّ ابتكار طريقة الكتابة يوبيك مع الأبجدية اللاتينية في بداية القرن الـ19 من قبل القس "جون هينز" أحد المبشرين، وكانت تستخدم لنشر ترجمات الكتاب المقدس وغيرها من النصوص الدينية، ثم تم تطويرها مع اللغة السيريالية من قبل العلماء.
فيما لا يزال الأطفال يتعلمون لغة اليوبيك كلغةٍ أولى في 17 قرية من أصل 68 من قرى اليوبيك التي تقع على طول الساحل بين نهر كوسكوكويم وجزيرة نيلسون.
تتكون اليوبيك من خمس لغات متشابهة ولكنها متباينة، فإذا اجتمع شخصان من منطقتين مختلفتين لا يقدر كل منهما على فهم الكلمات التي يتحدث بها الآخر فهماً تاماً، وذلك بسبب اختلاف بناء الجملة والأصوات.
كما يمكن خلق جملة من كلمةٍ واحدة، على سبيل المثال كلمة tuntussuqatarniksaitengqiggtuq تعني حرفياً "لكنه لم يقل مرة أخرى إنه ذاهب لاصطياد الرنة".
وفي عام 1960م قامت مجموعة من الباحثين والمتحدثين الأصليين لليوبيك بتطوير قواعد الإملاء في جامعة ألاسكا، وتم وضع نظام الكتابة الحديثة للغة، وأدى عملهم هذا إلى وضع قاموس شامل للمصطلحات، وإنشاء برامج ثنائية للغة.
3- لغة الـ"آرشي"
على حافة بحر قزوين في جنوب غربي روسيا توجد قرية صغيرة تسمى آرشي، يبلغ عدد سكانها 1200 شخص فقط أو أقل، وتعتبر المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال يتحدث لغة آرشي.
ومن الأشياء التي لا تصدق حول هذه اللغة أن الفعل الواحد بها يمكن أن يكون له ما يصل إلى 1.502.839 طريقة للاقتران به، فعلى سبيل المثال كلمة "الركض" في اللغة الإنجليزية يمكن تصريفها بحيث تكون بمعنى يركض، وركض، وسيركض، وهكذا، يحدث نفس الشيء في آرشي، ولكن بمليون ونصف صورة مختلفة تبعاً للحالة.
4- لغة باوني
شعب الباوني هم السكان الأصليون من الهنود الحمر، ويعيشون على طول نهر بلات الشمالي في ولاية نبراسكا بالولايات المتحدة، ولديهم تاريخ طويل يمتد لأكثر من 700 سنة، ويتخذون بعض النجوم آلهة لهم، ويستخدمون أيضاً علم الفلك في الشؤون العملية (على سبيل المثال: تحديد متى يزرعون الذرة).
الأبجدية في لغة الباوني بسيطة جداً، حيث تتكون من تسعة حروف ساكنة وثمانية حروف مد، إلا أنها تحتوي على كلمات متعددة المعاني، إذ قد يصل معاني بعض الكلمات لـ30 معنى مختلفاً.
على سبيل المثال كلمة Hatkaahuhtiirahpuh تعني "حفر خندق صغير، أو خندق حول محيط، أو مسكن لمنع تسرب، أو ساحة لمنع جريان المياه"، إذ تتناقص هذه اللغة بسرعةٍ كبيرة.
فيما لا يزال هناك عددٌ من كبار السن يتحدثون الباوني، إلا أن الشباب الأصغر سناً عادة يتعلمون الإنجليزية بدلاً منها، ومن المتوقع أن تنقرض في غضون السنوات القليلة المقبلة.
5- لغة سيلبو
تتحدث بها الغالبية العظمى، خاصة الشباب وكبار السن من سكان جزر الكناري، وتحديداً في "لا غوميرا" على ساحل إسبانيا، الذين يبلغ عددهم أكثر من 22.000 نسمة.
وتعد واحدة من أكثر اللغات الفريدة من نوعها، ففي حين تتضمن معظم اللغات أصواتاً معقدة، وساكنة، وأفعالاً، تعتبر لغة سيبلو بسيطة وجميلة، حيث تتكون من حرفي علة، وأربعة حروف ساكنة.
لكن إذا كنت تريد التحدث بها عليك أن تمتلك أذناً موسيقية جداً، لأنها تسمى لغة الصفير، فيما تسمح الصفارات للسكان بالتواصل عبر مسافاتٍ كبيرة تصل إلى ميلين ونقل أي رسالة، وهو ما يجعلها مناسبة جداً للتضاريس الجبلية بالمنطقة.ولأنه من المحتمل أن تختلط الكلمات دون معنى، فتتميز حروف العلة والحروف الساكنة بالانخفاضات والارتفاعات في لحن الصفير بدرجة كبيرة، بحيث يمكن أن يجعل اختلاف ارتفاع وانخفاض كلمات تحل محل كلمات أخرى، فيما تدرس هذه اللغة في بعض المدارس منذ عام 1999م.