ترك لنا الفنانون العظام مثل رامبرنت ودافينشي وجويا، قطعاً فنية لا تُقدر بثمن، ما زال آلاف البشر يلتفون حولها حتى اليوم يتأملون في جمالها وروعتها.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة يتم فحص العديد من هذه اللوحات، لتتكشف لنا حقائق مخفية خلف هذه اللوحات العظيمة.
حيث ظهرت صور أخرى صغيرة رسمها الفنانون أنفسهم في لوحاتهم الفنية لأسبابٍ مختلفة، إذ فعل البعض ذلك لإعادة استغلال اللوحة القماشية، وآخرون فعلوا ذلك للتخلص من صورة قد تتسبب له في مشاكل، وبعضهم فعلها على شكل دعابة يتركها لمن بعده لعلهم يفهمونها.
وفي هذا التقرير سنتناول 9 صور مخفية وغريبة خلف أشهر اللوحات العالمية:
1- الرجل بالملابس العسكرية خلف لوحة دون ساتو
خلف لوحة دون ساتو لفرانشيسكو جويا ظهرت لوحة أخرى لرجلٍ بملابس عسكرية، مع تفاصيل وجه غير مكتملة لذلك الرجل، فيما لم تحدد هوية الرجل بالزي العسكري في الصورة ولكن تناثرت الكثير من الشائعات حول حقيقة شخصيته.
فلم يرتدِ هذا الزي العسكري سوى الضبَّاط الكبار في جيش جوزيف بونابرت الذي عيَّنه أخوه نابليون بونابرت ملكاً على إسبانيا، وتاريخياً لم يرتدِ هذه الملابس سوى جوزيف و15 جنرالاً آخرين.
ومع البحث المستمر توصَّلَ المؤرِّخون الفنيُّون أن هذه اللوحة تمّ رسمها في فترة حكم جوزيف بونابرت في السنوات ما بين 1808 و1813، وبعدها استمر جويا كرسَّام للبلاط الملكي لذلك قام بالر-سم فوق لوحته القديمة خوفاً على حياته من خطر الملوك الجدد الذين قد ينتقمون منه لرسمه جوزيف "الملك الغاصب".
2- المرأة خلف لوحة الرجل بالملابس العسكرية
باستخدام أشعة إكس تم اكتشاف صورة لوجه امرأة مكتمل خلف لوحة الرجل ذو الملابس العسكرية للفنان رامبرانت التي يبلغ عمرها نحو 380 سنة.
ورغم استخدام أشعة أكس عدَّة مرات قبل ذلك على هذه اللوحة إلا أنها لم تكن بالقوة أو الدقة الكافية لاكتشاف هذه الصورة، فيما يعتقد العلماء أن سبب إخفاء هذه الصورة قيام رامبرانت بإعادة الرسم على اللوحة القماشية لأنه لم يكملها.
3- المرأة الأخرى خلف الموناليزا
الموناليزا، أشهر اللوحات الكلاسيكية على الإطلاق والتي حيَّرت العالم بابتسامتها الغامضة وشخصية صاحبتها الأكثر غموضاً، حيث ظن الكثيرون أنها ليزا دي جيوكاندا زوجة تاجر فلورنسي شهير، ولكنّ الاكتشاف خلف هذه اللوحة العظيمة غيَّر هذا الظنّ.
فقد تمّ الكشف عن لوحتين خلف الموناليزا، واحدة منهما يُعتقد أنها الموناليزا الحقيقية، إذ اكتشف العالم الفرنسي باسكال كوتيه، هاتين اللوحتين المخفيتين، مؤكداً أنهما ستغيران الكثير من الأساطير حول اللوحة.
وحتى اليوم ما زال الجدال دائراً بين العلماء حول أهمية هذا الكشف وهل هذه المرأة الأخرى هي ليزا الحقيقية التي أرد دافنشي إخفائها عن العيون، أم هي مجرد تطورات خلال رسم اللوحة حتى أخذت شكلها النهائي.
4- الحوت في لوحة رمال شاطئ سخييفينينغن
هذا الحوت ليس لوحةً أخرى مخفية، ولكن تفصيله لم تعد موجودة في اللوحة الأًصلية، حيث وجد طالب من جامعة كامبريدج أثناء تنظيف لوحة رمال شاطئ سخييفينينغن من القرن السابع عشر للفنان الهولندي هندريك فان انطونيس، حوت كامل غير ظاهر، ما غير معالم الصورة إلى حدٍّ كبير.
فعندما تمّ رسم اللوحة كان هناك اهتمامٌ كبير بالحيتان بعدما ظهر بعضها على شواطئ هولندا ومُرجَّح أن الحوت تم تغطيته لاحقاً بواسطة راسم اللوحة الذي لم يعجبه شكله.
فيما قال الطالب الذي اكتشف الحوت شان كوانج، أن هذا الكشف يوضح كيف تغير سلوك العالم اتجاه الفن، حيث في الماضي كان شيئاً عادياً أن يتم محو أو تغيير تفاصيل اللوحات الفنية.
5- صورة جورج سوارت خلف لوحة المرأة الشابة تضع المكياج
صوَّرت هذه اللوحة للمرأة الشابة التي تضع المكياج عشيقة الفنان جورج سورات مادلين نوبلوخ، وقد وضع لنفسه في البداية لوحة شخصية تظهر في الخلفية وراء حبيبته التي تضع المكياج.
ولكنّ أحد أصدقاء الفنان اكتشف العلاقة بينه وبين مداد نوبلوخ، لذلك قام سورات بإخفاء صورته الشخصية ورسم أعلاها لوحة لأصيص زرع وزهور.
6- المصارعان خلف لوحة لا تزال حية في مرج الزهور
منذ عام 1974 وتُثار الكثير من التساؤلات حول لوحة فينست فان غوخ "لاتزال حية في مرج الزهور"، وهل بالفعل قام برسمها أم لا؟
وكانت العلة وراء هذا الشك اختلاف هذه اللوحة بصورةٍ جذريَّة عن أعمال فان جوخ الأخرى، حتى تمَّت إزالتها في النهاية من كاتالوج فان غوخ.
وبعدها تم اكتشاف صورة مصارعان خلف اللوحة الأصلية، وقد أجمع المؤرخون والخبراء على أن فان جوخ رسم في يوم من الأيام لوحة لاثنين من المصارعين ثم رسم فوقها عند إعادة استخدامه للوحات القماشية.
وبعد عشرة سنوات من البحث وفحص اللوحات القماشية التي استخدمها الفنان في أعماله تم الإعلان أن لوحة المصارعان تعود بالفعل إلى فان جوخ، وكذلك ذكرها الرسام في واحدةٍ من رسائله عام 1886 حيث قال في رسالته "لقد رسمت هذا الأسبوع لوحةً كبيرة لاثنين من المصارعين".
7- وجه المرأة خلف لوحة رقعة من العشب
في لوحة أخرى للهولنديّ فان غوخ، تم الكشف عن بورتريه لامرأة خلف لوحته الشهيرة "رقعة من العشب"، حيث رسمها الفنان في بدايته مسيرته المهنية عندما عاش في وينين بهولندا.
ففي عام 1884 قام فان غوخ برسم مجموعة وجوه للقرويات الهولنديات في منازلهنّ كتدريبٍ له على التحكُّم في الألوان والإضاءة، وقد كان الوجه خلف لوحة رقعة من العشب واحدة منهن.
الرائع في هذا الكشف أنَّهُ أظهر التطوُّرات التي حدثت في أسلوب الفنان واستخدامه للألوان، ويرجَّح أن فترة عامين ونصف هي التي فصلت بين اللوحتين.
8- الرجل ذو اللحية خلف لوحة الغرفة الزرقاء
آمن المؤرخون الفنيُّون لوقت طويل بوجود صورة مخفيَّة خلف لوحة الغرفة الزرقاء للفنان الإسباني بيكاسو التي رسمها خلال الحقبة الزرقاء في مسيرته الفنية ببدايات القرن العشرين.
وقد ظهرت هذه الفكرة لأوَّل مرَّة في الخمسينات، ولكنَّها ظلَّت مجرد احتمال لمدة 40 عاماً، حتَّى تمّ استخدام أشعة اكس على اللوحة الشهيرة، ليتم الكشف عن صورة لرجل ذو لحية يستند على يده، ويعتقد الخبراء أن بيكاسو رسم على هذه اللوحة لعدم قدرته الماليَّة على شراء لوحة قماشية جديدة للوحة الغرفة الزرقاء عام 1901.
9- المرأة العجوز خلف لوحة إيزابيلا دي كوزيمو دي ميدتشي
كشف متحف كارنيجي للفن في بيتسبرغ عن السرّ خلف لوحة إيزابيلا دي كوزيمو دي ميدتشي، التي يُفترض أن تكون من القرن السادس عشر، حيث شكّ القائمون على المتحف في كون اللوحة أصلية بسبب العلامات التي تدلُّ على كونها من القرن التاسع عشر.
ولكن عند فحصها بأشعة إكس تم اكتشاف لوحة لامرأة أكبر سناً، ويعتقد الخبراء أن اللوحة تم تعديلها حتى تكون مناسبة للقرن التاسع عشر ليسهل إعادة بيعها.