حصلت صاحبة رواية "طعام صلاة حب" على الطلاق، حسبما أعلنت إليزابيث غيلبرت على صفحتها الخاصة على فيسبوك، وفي رسالة لجمهورها، وبهذه الكلمات أعلنت الخبر:
أعزاءنا؛ لأنني تقاسمت معكم تفاصيل حياتي الخاصة بشكل حميم على مرّ السّنين، أشعر بالحاجة لأن أطلعكم على هذا التّغيير الأخير في حياتي الشّخصية.
سأنفصل عن الرجل الذي تعرفونه جميعاً باسم فليبي -واسمه الحقيقي خوسيه نونيز- الرجل الذي وقعت بحبه عند نهاية رحلتي في روايتي الذّاتية "طعام صلاة حب"، لقد كان رفيق دربي العزيز لأكثر من اثني عشر عاماً، وكانت أعواماً رائعة، تم الانفصال بشكل ودّي، ولأسباب شخصيّة جداً.
في هذه المرحلة الانتقالية، أتمنى أن تحترم خصوصيتي، وأنا أثق أنكم ستقومون بذلك؛ لأني أعرف أنكم ستفهمون الفرق بين حياتي التي أحياها وتلك التي أكتبها.
أشكركم على محبتكم، ولطفكم، ودعمكم المستمر. أتمنى ألا أغيب عن بالكم، وأرجو أن تتفهموا وتغفروا لي إن تغيّبت قليلاً عن وسائل التواصل الاجتماعية خلال هذه الفترة الحسّاسة.
وأخيراً وليس آخراً، أردت أن أشاركم هذه القصيدة، التي كتبها الشاعر الأقرب إلى قلبي جاك غيلبرت، ستساعدني هذه القصيدة على تحمل هذه التّجربة، وربما ستساعد بعضكم أيضاً:
وكل حبي
L.G.
لقد ذاع صيت الفيلم السينمائي "طعام صلاة حب" من بطولة جوليا روبرتس أكثر من الرواية التي تحمل الاسم ذاته، ولطالما صرّحت جوليا روبرتس بأن هديتها إلى صديقاتها في أعياد ميلادهن دائماً ما تكون رواية "طعام صلاة حب" التي تعشقها، والتي صدرت بطبعتها الأولى بالعام 2006 وصدرت حتى الآن بمائة وتسع وستين نسخة بمختلف اللغات حسب صفحتها على موقع غودريدز (goodreads)
خيبة وأسئلة تتكرر في رؤوس كل من أغرم بهذا الكتاب، وبالمغامرة التي بدأت بترك كل شيء، للسعي من جيد بعمر لا يتحمل المغامرة كما يظن البعض، وببلاد جديدة ولغة جديدة، والأهم بحب جديد يجلو ما قبله من هم وحزن ويشبع الرغبة بالتعويض من الشّريك الجديد عن كل ما سبق.
هل هذا مؤشر على أن جزء الحب في الرواية صار وهماً؟
في رواية #هيبتا يعرض الكاتب قصص حب لأربع شخصيات "أ، ب، ج، د"، ويكتشف القارئ في نهاية الرواية أن هذه التجارب تتلخص بمراحل الهيبتا السبع وبشخصية واحدة، فكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان تنتهي بتغيره، فيصبح إنساناً آخر في النهاية، فتتدخل عمق التجربة والسن والعديد من العوامل في تجاربنا ليتشكل الحب أو حتى يخبو.
أنت بدورك؛ ألم تعانِ من حادث غيرك؟
كلنا أصبنا خلال حياتنا بصدمات غيّرتنا، الألم يغيّرنا، والفقد والخيانة، وأشياء كثيرة من الصعب أن يحصيها شخصٌ واحد، فهي لحكمة تتوزع على البشر بمقادير متساوية، فمحتويات صندوق باندورا لم تسلط على فئة من البشر بل نال الجميع حصتهم منها وبكميات ومعايير مختلفة، وهذا شيءٌ جيدٌ بالنهاية رغم سوئه، لكن مع كل ما يعانيه الإنسان يتحول بعد كل تجربة لآخر، آخر لا يشبه السابق، وهذا قد يترافق مع تغير مفاهيمه للحب، فالطفل يختلف عن المراهق وهذا يختلف عن الثلاثيني، وذاك يختلف عن الخمسيني وهكذا…
لكن جميعنا يراهن على "إلى الأبد"
جميعنا يبحث عن شريك العمر الذي سيرافقه إلى الأبد، وهذا رهان خاسر في بعض الأحيان، مهما امتلكت من ثقة في وقت ما، قد تفقد هذه الثقة بعد بعض الوقت، وهو على الأقل خاسر لمن لا يقبل بالحلول المتوسطة، كأن يعيش حياة عادية، عندما يبدأ الحب ثم يتحول إلى العادة، وينقطع الشّغف وتجرفه الحياة، على الأقل عندما بدأت الكاتبة رحلة البحث كانت قد قررت ألا تقبل بنصف حياة، فبدأت رحلتها التي مضى عليها اليوم أكثر من اثني عشر عاماً عندما وجدت حب حياتها فارتبطت به، لأعوام طالت فلم تذهب هباءً.
هل كنت سأصبح سعيدة لو كنت مكانها؟
لن أبدأ التنظير فالخسارة مؤلمة، وهي خسرَت ما ظنته لها، لا وبل حدث هذا بعد أن شاركت العالم سعادتها وتجربتها التي صارت ملهمةً للكثيرات، ليبدأن بوحيٍ منها رحلة القيام من بعد السقوط، رحلة نحو الحياة التي يظنون أنّهن يستحققنها.
لِمَن بكين وأصبن بالصّدمة بعد سماع هذا الخبر أقول:
لا تصنعوا أصنامكم بأيديكم وتتجهون نحوها، هي شاركت تجربتها التي كانت ناجحة لسنين طالت أو قلت، نستطيع أن نأخذ منها ما يناسبنا ونترك ما لا نرغب به، نستطيع أن نعتنق نظرية موت المؤلف لنتناسى ما آل إليه هذا الزواج، فهذا ليس المهم، ونستطيع أن نجلس متكئين على الحائط نبكي أصنامنا المحطمة، أو نبحث عن صنم جديد نتوجه له.
أنت مَن يقرر ما هو انطباعك بعد سماع هذا الخبر، لكن؛ بكل الأحوال لتكن واثقاً أن إليزابيث غيلبرت التي عرفها كل من قرأها في روايتها؛ لن تسقط، كهذه السيدة ستحزن وستهب الحزن الوقت الذي يستحقه، ثم ستبدأ بتغير ذاتها لتصبح أخرى أقوى وأقدر على مجابهة الواقع وستنهض لتكون إليزابيث غيلبرت جديدة قادرة على إدهاشنا.
ولا تنسَ العجائز بأرذل العمر يسيرون بأيدٍ متعانقة، ويفهمون بعضهم البعض بكلمة أو حتى إشارة أو من بعد مسافات كبيرة، تذكر أن القصص الخيالية كسندريلا وبياض الثلج وحتى الأميرة والوحش تلك التي انتهت بعاشوا بسعادة وهناء، جاءت من نبذات مستقاة من الواقع على الأقل.
تذكر أن المشرق موجود والمحزن موجود، لا تنسَ أنك من يختار إلى أي الاتجاهات توجه نظرك.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.