أنهت "جامعة إدلب الحرة"، شمالي سوريا، أول فصل دراسي لها، بعد امتحانات امتدت 20 يوماً، شارك فيها نحو 1500 طالب، وبإشراف أكثر من 60 مدرساً، من أصحاب الشهادات العليا، وهم من أعضاء الكادر التدريسي.
و افتُتحت" إدلب الحرة" في مبانٍ كانت تتبع لجامعة حلب، وتعد الأولى التي تعمل في مناطق سيطرة المعارضة السورية وتحت إدارتها.
الجامعة تضم كليات "الصيدلة، والشريعة، والحقوق والقضاء، والهندسة الميكانيكية، والهندسة المدنية، والهندسة الزراعية، والطب البيطري، والعلوم الإدارية، والعلوم، والآداب، والشريعة، والتربية، والحقوق، والمعهد الطبي، والمعهد التقاني للحاسوب، والمعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية، والمعهد الطبي"، بعضها كان موجوداً قبل سيطرة المعارضة على المدينة، وبعضها تم استحداثها بعد انسحاب النظام من المدينة.
الدكتور رياض وتار، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة، قال لـ"الأناضول" إن "عدد الطلاب المسجلين في الكلية بلغ قرابة 1000 طالب في أول فصل دراسي لانطلاقتها، يتوزعون على 5 أقسام"، لافتاً إلى أن "العملية الامتحانية جرت على ما يرام، وبكل ضبط وتنظيم".
الوتار أشار إلى أن "إدارة الجامعة تسعى إلى تقديم صورة مُثلى عنها"، معرباً عن رضاه عن "سير العملية التدريسية وسير الامتحانات".
وأكد على "مسألة الاعتراف الرسمي بالجامعة"، موضحاً أنها "حصلت على اعتراف وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، وتسعى جاهدةً للحصول على اعتراف خارجي يضمن للطلاب حقوقهم".
كما لفت الوتار إلى أن "إدارة التعليم العالي التابع للمعارضة أصدرت قراراً قبل أيام، يقضي بتأمين عمل لأي طالب يتخرج في الجامعة".
"إدلب الحرة" هي أحد "أهم الإنجازات التي قام بها جيش الفتح (تجمّع لفصائل المعارضة)، الذي حرر المدينة في نهاية مارس/آذار من العام الماضي، حيث تم افتتاح الجامعة بتاريخ 2/8/2015 تحت إدارة مدينة إدلب، المشكّلة من قبله، ويشرف على إدارتها.
"المنهاج الدراسي مشابه لما يدرس في جامعة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام"، كما أوضح الوتار، موضحاً أنها "تستقبل الطلاب من معظم مناطق سيطرة المعارضة في حلب، وإدلب، واللاذقية، وحمص، وريف دمشق، ودرعا، كما تستقبل المنقطعين عن الدراسة بسبب أجواء الحرب، بالإضافة إلى قبول من يحملون شهادات الثانوية العامة، الصادرة عن المدارس التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة، والمعارضة السورية، وغيرها".
من جانبه قال المدرس في كلية الهندسة الزراعية، محمد البنشي، لـ"الأناضول" إن "إدارة الجامعة قامت بالتواصل مع بعض الأكاديميين والمدرسين المنقطعين، بالإضافة إلى القدامى"، مؤكداً أن "عددهم في الجامعة أيام النظام كان 22، بينما تضم حالياً أكثر من 60 مدرساً، من أصحاب شهادة الدكتوراه والماجستير".
وأشار إلى أنها "قبلت الشهادات الثانوية من 2011 حتى 2015، بسبب وجود عدد كبير من الطلاب المنقطعين عن دراستهم لأسباب أمنية".
وأكد البنشي أن "الجامعة لم تتلقّ حتى الآن أي دعم مالي خارجي، وإنما تعمل اعتماداً على البنية التحتية السابقة، بالإضافة إلى الأقساط المحصلة من الطلبة"، معرباً عن أمله "بالحصول على دعم يوفر احتياجاتها، ويمنح دراسة مجانية بكل المقاييس".