في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي، شهدت المنطقة صعود موجة الفن الساخر من خلال انتشار رسوم الكاريكاتير الناقدة للجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أو حتى الرياضية.
ويتميز هذا الفن بقدرته على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحافية، ما أتاح بروز أسماء لامعة حولت "خربشاتها" إلى صرخة للتعبير عن القضايا بقالب فنيّ ساخر ذي وقع كبير.
فيما يلي، نستعرض أبرز الرسامين الشباب ممن ذاع صيتهم بعد موجة الثورات العربية.
أحمد سعد
شابٌ مصري من مواليد الإسماعيلية يقيم في القاهرة، نشر مؤخراً مجموعة من الأعمال تحت اسم "خلق بنشوفها اونلاين"، عبر من خلالها عن حالة الشعب المصري أثناء "ثورة 25 يناير"، كما صورّ بعض الشخصيات في حياتنا اليومية باحترافية شديدة وفكاهية.
نادية الخياري
من أشهر رسامي الكاريكاتير في "ثورة الياسمين" التونسية، والتي استغلت رسوماتها كأداة ساخرة للتعبير عن غضب الشعب، كما اكتسبت شخصيتها الكارتونية "الهر ويليس" شهرةً واسعةً على مواقع التواصل الاجتماعي.
العجيلي العبيدي
يجسد رسام الكاريكاتير الليبي العجيلي العبيدي الحياة السياسية على أرض الواقع برسومات ساخرة. وسبق أن مُنع من تناول المواضيع الحساسة منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ مثل الحرب في العراق والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنهُ عاد بقوة بعد سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، ما سمح له بالعودة والتعبير عن وجهة نظره بالقضايا الإقليمية الراهنة.
جوان زيرو
وجد الرسام السوري جوان زيرو في الكاريكاتير وسيلةً للتعبير عن الحرية التي تعد المطلب الأول لشعبه، وعكسها من خلال رسوماته واستخدامه الصورة والتصميم وغيرهما وفق مقتضيات التعبير، مثلما فعل في صورة تجسّد الطفلة فاطمة التي قُطع رأسها في قصف للقوات النظامية على ريف حماة، كما صور الصعوبات التي يواجهها أفراد المجتمع من اختلاف الآراء، سواءً في اعتقاداتهم الحياتية أو الدينية أو السياسية.
رشاد السامعي
بالرغم من عدم الاهتمام بالرسم الكاريكاتيريّ في بلاده، فإن الرسّام اليمني رشاد السامعي استطاع لفت انتباه الشارع إليه، من خلال رسوماته التي اختصرت مشاكل الحياة اليمنية، مظهراً الطابع الساخر للقضايا الاجتماعية والتفاعلات السياسية.
السامعي نجح في تصوير القضايا الاجتماعية التي تشغل الشارع المحلي، والتي يغلب عليها الطابع الساخر والبسيط عبر لوحاتٍ نالت إعجاب المتابعين.