لا يقتصر الإبداع في الرسم بالضرورة على استخدام الأدوات التقليدية، فتميز ضربات هذا الرسام أو ذاك وتفرده في مزج الألون وإمتاعها للناظرين يعتمد على مخيلة الرسام أنى كانت أدواته.
هذا بالضبط ما قامت به الرسامة الفلسطينية خلود الدسوقي (23 عاماً)، فهي لم تستخدم القلم أو الفحم أو ألوان الزيت كأي فنان آخر، بل سخرت مستحضرات التجميل لترسم لوحات فنية هي الأولى من نوعها في قطاع غزة.
الدسوقي التي بدأت هذا النمط من الرسم منذ الصغر اكتشفت هوسها في وقتٍ مبكرٍ جداً، إذ قالت لـ "عربي بوست"إن "أول رسمة لي كانت وأنا بعمر الخامسة، حين رسمت بمستحضرات التجميل لوحة مليئة بالورود".
وأضافت، "على الرغم من حبي للرسم، لم يخطر ببالي أنني في يوم من الأيام سأبدع في مجال الرسم بمستحضرات التجميل".
وتركز الدسوقي في أعمالها على المرأة الفلسطينية بتفاصيلها، بالإضافة إلى لوحات مختلفة لوجوه أطفال ورجال وشباب تحكي كل منها حكايتها بلمسات تجميلية أنثوية.
200 لوحة من المكياج!
رسمت الدسوقي حتى اليوم نحو 200 لوحة وبأحجام مختلفة، وبلغ حجم أكبر لوحة 3 أمتار وهي تحمل اسم " ثورة حتى النصر"، ضمت 12 شخصية من جميع أنحاء العالم وجميعها شخصيات ثورية أبرزها رئيس السلطة الفسلطينية الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، والزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، والمفكر الهندي مهاتما غاندي، إلى جانب الثائر الليبي عمر المختار.
وتبدأ الدسوقي رسمها لأي لوحة بتجهيز ألوان أقلام الشفاه والبودرة وعلب الأساس والآي شدو وأقلام الكحل، تماما كما تستخدمها السيدة في وضع المكياج على وجهها بدءاً من كريم الأساس وبعدها أقلام الكحل للعينين وأخيراً قلم الحمر لرسم الفم، فتظهر سيدة متزينة بمنتهى الواقعية.
المعاناة عنوان لوحاتها
وأشارت الدسوقي في نهاية حديثها لـ "عربي بوست" أن أمنيتها هي أن يلقى الفنان الفلسطيني المزيد من الاهتمام من كافة الجهات المسؤولة، متمنيةً أن تشارك في معارض دولية لإيصال رسالتها للعالم.
ولفتت إلى أنها ستركز أعمالها في الفترة المقبلة على رسم المعاناة وما يحدث في المسجد الأقصى إلى جانب تداعيات حصار قطاع غزة.