تختلف اللهجات التي يتحدث بها أبناء المنطقة العربية الممتدة من ساحل المحيط الأطلسي غرباً إلى شواطئ الخليج العربي شرقاً، لكن تبقى "لغة الضاد" عاملاً مشتركاً يميّز شعوب المنطقة.
شعوب تعيش بيننا ولا تتحدث العربية
ورغم أن اللغة العربية تعتبر اللغة الرئيسية لكافة بلدان المنطقة، فإن لغات أخرى نجحت في الحفاظ على بقائها رغم انحسار معظمها بعد الفتح الإسلامي. ولا نعني هنا اللغات المكتسبة كالإنكليزية أو الفرنسية التي يتحدث بها قطاع واسع من العرب، بل نقصد لغات السكان الأصليين والتي لا يزال بعضها مستخدماً حتى الآن.
اللغة الكردية
ويسكن الأكراد أجزاءاً واسعة من شمال شرق العراق وسوريا، وتعتبر اللغة الكردية لغتهم الأساسية، تليها العربية في المناطق العربية التي يقيمون فيها.
وتتعدد لهجات الكرد على حسب الإقليم الذي يتحدث بها سكانه، وتعتبر لغتهم منحدرة من اللغات الهندو-أوروبية، ويتحدث بها حوالي 8 ملايين شخص في العراق وسوريا.
اللغة النوبية
هي لغة نيلية صحراوية تنتمي إلى عائلة اللغات الأفرو-آسيوية واللغات البربرية التي يتحدثها أهل المغرب في مصر.
يتحدثها سكان جنوب مصر ومناطق شمال وغرب السودان القريبة من مصر، ويبلغ عدد الناطقين بها حوالي 11 مليون نسمة.
وتنقسم اللغة إلى قسمين أساسيين: الكنزية والفاديجية، وتختلف إلى خمس لهجات أو أكثر في مناطق مختلفة كالفادجية والكنوز في مصر، وحلفا ودلقو والسكوت في السودان.
اللغة المهرية
وتنطق بفتح الميم، وهي لغة قبيلة المهرة في منطقة الربع الخالي والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وهي لغة قديمة منحدرة من اللغات السامية الشرقية، وهي قريبة من اللغة العربية.
وعلى عكس ما يشاع بأن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة المستخدمة في المملكة العربية السعودية، فإن حوالي 20 ألف سعودياً يتحدثون هذه اللغة، كما يستخدمها سكان شرق حضرموت باليمن وكذلك في عمان والكويت والإمارات.
اللغة القمرية
هي اللغة الرسمية لجمهورية جزر القمر الواقعة في المحيط الهندي، ويعتقد أنها مزيج من اللغتين العربية والسواحلية، يتحدث بها سكان الجزيرة البالغ عددهم 700 الف نسمة. وتكتب اللغة القمرية بحروف عربية، كما يتحدث سكان الدولة العربية والسواحلية.
اللغة الأمازيغية
هي لغة سكان شمال أفريقيا من المغاربة والجزائريين والموريتانيين، وبعض سكان تونس وليبيا ومصر، حيث تمتد قبائلهم من واحة سيوة في مصر وحتى المحيط الأطلسي. وهي من ضمن اللغات الأفرو-آسيوية، وقد اعتمدت المغرب الأمازيغية لغة رسمية، إلى جانب اللغة العربية.
يبلغ عدد الأمازيغ في العالم العربي حوالي 29 مليون شخصاً غالبيتهم في المغرب والجزائر.
اللغة السواحلية
وهي من بين اللغات الرسمية في جيبوتي وجزر القمر والصومال، كما أن بعض سكان سلطنة عمان يتحدثون بها، وهي من فروع اللغات النيجرية الكنغوية.
تكتب بحروف لاتينية، وتوجد بها بعض الكلمات ذات الأصل العربي مثل Rafiki وتعني صديقي، وKitabu التي تعني كتاب.
اللغة السريانية
وتسمى أيضاً الآرامية أو الأشورية القديمة، واستمرت سائدة بين معظم شعوب الشرق حتى أواخر القرن السابع للميلاد إذ أخذت اللغة العربية تحل محلها، ولكن لهجاتها ما زالت قيد التداول حتى اليوم، حيث يتحدث بها حوالي 600 ألف شخص.
تتكلم بها بعض قرى الموصل وغيرها في شمال العراق، وفي بلدات معلولا وجبعدين وبخعا في سوريا وهي نفس اللغة التي تكلم بها السيد المسيح، حيث لا تزال تستعمل في الكنائس السريانية من قبل الأرثوذكس والكاثوليك والموارنة في طقوسهم في فلسطين ولبنان وسورية والعراق.
اللغة الصومالية
هي لغة رسمية في جمهورية الصومال، كما أنها لغة مستخدمة في دولة جيبوتي مع اللغة العربية.
يتحدث بها حوالي 15 مليون شخصاً، وهي من فروع اللغات الأفرو-آسيوية، وهي أقرب إلى لغة عفار التي يتحدثها سكان أثيوبيا وأريتريا.
استحدثت على مدار السنين العديد من نظم الكتابة لاختزال اللغة ومنها الأبجدية الصومالية التي تعد أوسع نظم الكتابة الصومالية انتشارا.
اللغة الشركسية
يعود أصل الشركس إلى منطقة جبال القوقاز، وقد هجروا منها بعد حروب ضد روسيا القيصرية ليتشتتوا في مختلف مناطق الدولة العثمانية ما بين تركيا وسوريا والأردن.
تكتب لغتهم بالحروف الروسية، بعد أن كانت تستخدم الحروف العربية خلال الحكم العثماني، وتعود أصول عدد من الكلمات إلى العربية، مثل (قاضي قاد КЪαДЫ)، (مسجد مَ شِت МЭЩЫТ).
اللغة الشيشانية
لغة قوقازية بحتة، يتحدث بها آلاف العرب (حوالي 30 ألفاً) من ذوي الأصل الشيشاني الذين هاجر أجدادهم إلى الدولة العثمانية نهايات القرن التاسع عشر إلى بلاد الشام واستوطنوا العراق وسوريا ومنطقة شرق الأردن وبخاصة مدينة الزرقاء.
تكتب اللغة الشيشانية بحروف روسية، ويحاول العرب من أصل شيشاني المحافظة على لغة أجدادهم من خلال تعليم أبناءهم هذه اللغة.
اللغة التركمانية
هي لغة تركمان العراق وسوريا، المشتقة من التركية، وهم من القبائل التركمانية التي هاجرت من موطنها في أواسط آسيا واستقرت في شمال العراق، وبالتحديد في مدن كركوك والسعدية وكفري وتلعفر، وفي سوريا بدمشق وحلب واللاذقية وحمص.
يقدر عدد التركمان في العراق بحوالي مليون ونصف، أما في سوريا فيقترب عددهم من المليون، فيما توجد أقليه منهم في الأردن لا تتجاوز الـ 25 ألف نسمة.
اللغة الأرمنية
من اللغات الهندو-أوروبية؛ يتحدث بها العرب من أصول أرمنية والذين استوطنوا العراق والشام في الألفية الأولى للميلاد، وازداد عددهم بعد نزوح آلاف الأرمن بعد الحرب التي دارت بينهم وبين العثمانيين بداية القرن العشرين.
يعيش الأرمن في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، ويبلغ عددهم حوالي 300 ألف شخصاً، من بينهم عدد من الشخصيات البارزة في العالم العربي مثل الفنانتين المصريتين لبلبة ونيللي، والإعلاميين اللبنانيين نيشان وزافين.