على الرغم من وفاته في عام 1985، لا يزال اسم غوزيبي غريكو يثير الرعب في قلوب الصقليين حتى يومنا هذا بصفته واحداً من رجال المافيا الأكثر وحشية في جزيرة صقلية بإيطاليا.
كان غريكو أكثر من مجرد قاتل مأجور، بل يعتبر أحد أكثر القتلة المتسلسلين المدانين بجرائم قتل في تاريخ صقلية أو ربما في العالم كله، حتى إنه اعترف بارتكابه بعض الجرائم بهدف المتعة والإثارة، حتى إنه ألهم في صنع قصص مافيا رائجة مثل The Sopranos، وThe Godfather.
غوزيبي غريكو القاتل المأجور الأكثر وحشية في تاريخ عصابات المافيا الإيطالية
لا يُعرف الكثير عن حياة غوزيبي غريكو المبكرة؛ إذ ولد بالعام 1952، وعُرف بـ"Scarpuzzedda"، وتعني "الحذاء الصغير" في اللهجة الصقلية الشمالية، وكان له عم يدعى ميشيل وهو أحد أبرز رجال مافيا صقلية ومعروف باسم "البابا" وسط دوائر الجريمة المنظمة، ويبدو أن العمل مع مافيا صقلية مثل نشاطاً مشتركاً لأفراد عائلة غوزيبي.
إذ ذكرت صحيفة La Repubblica الإيطالية، أن أفراد هذه العائلة نجحوا في التواري عن الأنظار وإخفاء علاقتهم بالمافيا، وهو ما سمح لهم بمصادقة السياسيين ورجال العصابات في نفس الوقت، إذ كانوا متواضعين وهادئين لدرجة أنَّ بعض المحيطين بهم كانوا يظنون في بعض الأحيان أنَّهم رجال دين.
"فعل ميشيل غريكو كل شيء ليبدو رجلاً تقيّاً يخشى الله وقارئاً مولعاً بالكتاب المقدس، لكن هذا لم يكن كافياً لحماية العائلة من دخول السجن" – صحيفة La Repubblica الإيطالية
حرب المافيا الثانية وجرائم القاتل غوزيبي غريكو
اتبع غوزيبي خطى عمه، وقد سهل ذلك له الارتقاء سريعاً عبر صفوف مافيا صقلية، وقد برزت فاعليته أثناء حرب المافيا الثانية؛ وهي صراع كبير نشب بين كل المافيا الصقلية، دار معظمه من أواخر السبعينيات إلى أوائل التسعينيات وشمل آلاف جرائم القتل، وبالإضافة إلى الحرب التي نشبت بين العصابات المختلفة كان هناك عنف آخر مقام ضد الدولة وبعض السياسيين والقضاة وأعضاء النيابة، بدأته عائلة كورليوني.
أطلقت شرارة هذه الحرب عائلة كورليوني بقيادة سالفاتوري رينا، المعروف أيضاً باسم "توتو رينا"- وهي عائلة من بلدة كورليوني الواقعة بالقرب من العاصمة "باليرمو"- بالعام 1978.
قبلها بـ8 أعوام فقط، تشكّلت لجنة مافيا صقلية وضمت عمه ميشيل غريكو المعروف بـ"البابا"، وفي خضم الحرب التي دارت لاحقاً، شكّلت اللجنة ما أصبح يعرف باسم "فرقة الموت" وعهدت قيادتها إلى غوزيبي غريكو، وذلك بالعام 1981.
أرشيف البرلمان الإيطالي قال إن فرقة الموت قتلت ما لا يقل عن 400 شخص على أيدي رجال المافيا في مدينة باليرمو وحدها بين عامي 1981 و1983، واغتالت ما لا يقل عن 400 آخرين في جميع أنحاء صقلية بناءً على أوامر من لجنة المافيا.
يُنسب إلى غوزيبي غريكو وحده ارتكاب 80 جريمة قتل من جرائم القتل العديدة التي نفذتها فرقة الموت؛ ما جعله أحد أكثر القتلة فتكاً في تاريخ المافيا من حيث عدد الضحايا، وفق موقع All That's Interesting الأمريكي.
وبالإضافة إلى الأعداء، نالت العائلة من بعض الحلفاء أيضاً، ففي العام 1983، كلَّف توتو رينا فرقة الموت التابعة لغريكو بقتل فيليبو مارشيسي وروزاريو ريكوبونو لأنَّه فقد الثقة بهم. أوكل أيضاً إلى غريكو وفريقه مهمة قتل إخوة عضو آخر في فرقة الموت، وهو فينسينت بوتشيو، لإثبات ولائه.
أكثر جرائم غوزيبي ترويعاً!
كانت الجريمة الأكثر إثارة للصدمة لغوزيبي هي قتله سالفاتوري إنزيريلو من العاصمة باليرمو في العام 1980، حيث أرداه قتيلاً برصاص بندقية كلاشينكوف (AK-47) عند مدخل محل إقامة عشيقته.
وعندما علم غريكو أنَّ نجل إنزيريلو البالغ من العمر 15 عاماً قد تعهّد بالانتقام، قطع ذراع الصبي ثم أطلق النار على رأسه وأذاب جثته في محلول حمضي لإنهاء المهمة على أكمل وجه.
وقد اشتهر غريكو بقتل ضحاياه خنقاً أو إغراق أجسادهم بوابل من رصاص بندقيته الكلاشينكوف (AK-47)، ثم التخلّص من جثثهم بوضعها في براميل تحتوي على محلول حمضي لإذابتها أو حتى إلقائها للخنازير الجائعة.
القاتل المأجور قتل على يد قاتل مأجور!
في نهاية المطاف، أثبت رينا قائد العصابة العائلية أنَّه قادر أيضاً على التخلّص حتى من أحد أكثر رجاله الموثوق بهم، غوزيبي غريكو.
إذ قال أعضاء المافيا الذي تعاون لاحقاً مع السلطات الإيطالية إن توتو رينا أمر بقتل غوزيبي غريكو بعد وقت قصير من وفاة محقق شرطة يدعى أنتونينو كاسارا، لأنه شعر بالقلق من أنَّ غريكو بات "طموحاً للغاية" ويميل إلى العمل كما يحلو له، وأمر أيضاً بإذابة جثته في الحمض ليلقى غريكو نفس النهاية التي منحها لضحاياه الكثيرين.
أُلقي القبض على توتو رينا في العام 1993 بعد فترة هروب دامت 23 عاماً وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. أما قصة قتل غوزيبي لم توثقها أي مصادر أخرى سوى شهادة هذا العضو بالعصابة.
قد يهمك أيضاً: يهاجم منازل معارفه، يقتل الرجال ثم يغتصب زوجاتهم.. القاتل المتسلسل الذي أرعب ولاية مونتانا الأمريكية