أصوله يونانية، وقاتل في الحرب العالمية ضد أزواج شقيقاته.. أبرز محطات حياة الأمير فيليب قبل لقبه البريطاني

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/09 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/31 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
بعض الصور تبرز محطات حياة الأمير فيليب - رويترز

نكست الأعلام فوق المباني المهمة في بريطانيا حداداً على وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث وشريك حياتها طوال 73 عاماً من عمره الذي ناهز 99 عاماً. رحل الأمير البريطاني بعد معاناته من مشاكل صحية دخل على إثرها المستشفى أكثر من مرة في السنوات القليلة الأخيرة، وقد دفعه وضعه الصحي إلى التنحي عن الارتباطات الملكية (في مايو/أيار 2017)، ومازح حينها أنه لم يعد قادراً على الوقوف.

بعد هذه الاستقالة من أداء المهام الملكية، ظهر الأمير فيليب مرة في استعراض لمشاة البحرية الملكية في الفناء الأمامي لقصر باكنغهام (في أغسطس/آب 2017)، لكنه نادراً ما شوهد بعدها في الأماكن العامة، حيث كان يعيش سنواته الأخيرة في هدوء في ملكية "كوينز ساندرينغهام" في جزيرة نورفولك.

لكن رغم حالته الصحية، ورغبته في الحصول على بعض الهدوء، تردد الأمير فيليب على قلعة وندسور، حيث تقيم زوجته الملكة إليزابيث، وهناك قضى بعض الوقت معها خلال فترات الإغلاق طوال جائحة كوفيد -19، كما احتفل الزوجان بهدوء بعيدهما الثالث والسبعين (في نوفمبر/تشرين الثاني 2020)، واحتفل أيضاً في هذا القصر بآخر أعياد ميلاده؛ الـ99.

رغم سنوات الهدوء الأخيرة التي عاشها الأمير فيليب، التي تخللتها زيارات متكررة للمشافي، فقد كانت حياة الأمير فيليب حافلة بالأعمال بين حياته المهنية في البحرية، وواجباته الملكية، رغم أنه لا يتمتع نظرياً بأي ميزة ملكية، كما وصف منصبه الملكي ذات مرة. 

زوج الملكة الذي شارك في مناسبات ملكية عديدة لم يعش حياة مستقرة، لذلك تعالوا نمر سريعاً عبر أبرز محطات حياة الأمير فيليب.

محطات حياة الأمير فيليب

تفكك أسرته؛ والده أغرقته ديون القمار، وأمه عانت انفصاماً في الشخصية

صحيح أن الأمير فيليب كتب له عيش حياة الملوك بالوراثة؛ فهو الابن الخامس والأخير (بعد أربع بنات تزوجن من أمراء ألمان) لأمير اليونان والدنمارك الأمير أندرو، والأميرة أليس باتنبرغ، لكنه لم يعش تلك الحياة المستقرة في طفولته.

فقد انفصل والداه، وعاش والده غارقاً في ديون القمار الكبيرة، بينما ركزت والدته، التي كانت صماء، على تأسيس مجموعات للراهبات، قبل أن يتم تشخيصها بمرض انفصام الشخصية (شيزوفرينيا) وتوضع في مصحة نفسية. فيما انتقل الأمير فيليب ليعيش مع جدته لأمه بعمر الـ7 (في عام 1928) للالتحاق بمدرسة Cheam في المملكة المتحدة.

https://www.youtube.com/watch?v=4sXGKRQBUvs

انكب الأمير فيليب على الدراسة بين المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا إلى أن انضم إلى الكلية البحرية الملكية "دارتموث" في المملكة المتحدة (بعمر الـ18 وذلك سنة 1939)، في هذا الوقت قرر العودة إلى مكان ولادته باليونان، ليعيش مع والدته، لكن بعد شهر عاد إلى المملكة المتحدة، بناء على طلب من الملك اليوناني، جورج الثاني، حيث استأنف تدريب البحرية الملكية.

حياة البحرية والحرب

القتال ضد أزواج شقيقاته

خدم الأمير فيليب في القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، في حين أن اثنين من أزواج شقيقاته (الأمير كريستوف هيسن، والأمير برتولد مارغريف بادن)، قاتلَا مع الجانب الألماني.

وبعد أشهر من الحرب (تحديداً في يناير/كانون الثاني 1940) أصبح الأمير فيليب ضابط صف بحري، وأمضى 4 أشهر يخدم على متن البارجة HMS Ramillies، وحماية القوافل من قوات الاستطلاع الأسترالية في المحيط الهندي، وبعد غزو ​​اليونان من قبل إيطاليا، تم نقله من المحيط الهندي إلى البارجة HMS Valiant في أسطول البحر الأبيض المتوسط.

بعد أشهر من الخدمة في البحر في خضم الحرب، رقي الأمير فيليب ليصبح ملازماً ثانياً (فبراير/شباط 1940)، فقد كان متفوقاً ودائم الحصول على الدرجة الأولى في التدريبات التأهيلية، كما تذكر كتب مواقع العائلة الملكية، وحصل أيضاً على أوسمة شرف بينها "صليب الحرب اليوناني"، وعين لاحقاً (بعد عامين) قائداً لأسطول من الفئة V وW HMS والاس، التي شاركت في مهام حراسة القوافل على الساحل الشرقي لبريطانيا.

ما نود قوله؛ أن فيليب الذي أصبح ملازماً أول بحلول عامه الـ21 (يوليو/تموز 1942)، كان واحداً من أصغر الملازمين الأوائل في البحرية الملكية البريطانية، وابتكر خططاً حربية، وحضر اتفاقيات توقيع استسلام اليابان، وعاد من الحرب رافعاً رأس بلاده في مطلع عام 1946، ليعين مدرساً حربياً في مدرسة HMS Royal Arthur بمقاطعة ويلتشير البريطانية.

الزواج الملكي

أحبته إليزابيث بعمر الـ13 عاماً، وحرمت شقيقاته من حضور الزفاف

الأمير فيليب كان على صلة قرابة بعيدة بالملكة إليزابيث -كانا ابنَي عمومة من الدرجة الثالثة من خلال الملكة فيكتوريا- لذلك كان منطقياً أن يلتقيا في أكثر من مناسبة أشعلت شرارة الحب الذي أعلن عنه بخطبة رسمية في عام 1946.

على الرغم من الشائعات الملكية تحدثت عن وقوعها في حبه بينما كانت بعمر الـ13، عندما كانت برفقة والديها؛ الملك جورج السادس والملكة إليزابيث، في جولة في الكلية البحرية الملكية، دارتموث، (عام 1939) حيث التقت لأول مرة بالشاب الوسيم ابن الـ18 عاماً، الذي يستعد ليصبح ضابطاً مشاركاً بالحرب التي تدق الأبواب. (صحيفة The Guardian)

بعد 7 سنوات على حب الشابين، تقدم فيليب لخبطة إليزابيث، ووافق والدها فعلاً، لكنه اشترط أن يتم تأجيل أي ارتباط رسمي حتى تكمل الـ21 عاماً، وبحلول يوليو/تموز 1947 خطب الأميران رسمياً، وتخلى فيليب عن ألقابه الملكية اليونانية والدنماركية، وأصبح من الرعايا البريطانيين، خصوصاً أنه سليل آخر حاكم بريطاني على الهند؛ لويس مونتباتن، عبر عائلة والدته.

قبل نهاية العام زف فيليب وإليزابيث؛ اللذان حملا لقب دوق ودوقة إدنبرة، في حفل أقيم في كنيسة "وستمنستر أبي"، سجلته إذاعة BBC وبثته إلى 200 مليون شخص حول العالم. 

كانت شقيقات فيليب الثلاث (توفيت شقيقته الرابعة في حادث تحطم طائرة وهو بعمر الـ16 عاماً) من ضمن من شاهدوا الزفاف عبر الشاشات، إذ لم يحضرن الزفاف، لأنه لم يكن ليكون مقبولاً أن يتم دعوة أميرات متزوجات من أمراء ألمان إلى حفل زفافٍ في بريطانياً بعد أشهرٍ على نهاية الحرب العالمية الثانية. 

بعد زواجهما، أقام دوقا إدنبرة في قصر "كلارنس هاوس" في لندن، ورزقا بأول طفلين؛ الأمير تشارلز (عام 1948)، والأميرة آن (عام 1950)، وبعد أعوام قليلة (عام 1952) خلفت إليزابيث والدها كملكة. (Wall Street Journal الأمريكية)

وبصفته زوجاً للملكة البريطانية الجديدة، دعم فيليب زوجته في واجباتها الجديدة بصفتها صاحبة السيادة، ورافقها إلى الاحتفالات مثل افتتاح الدولة للبرلمان في مختلف البلدان، وحفلات العشاء الرسمية، والجولات في المملكة المتحدة وخارجها، وأدى العديد من الواجبات الملكية باعتباره دوقاً لإدنبرة وزوجاً للملكة البريطانية، كما كان منتسباً إلى حوالي 800 منظمة، بينها العديد من المنظمات الخيرية.

تحميل المزيد