واحدة من كبرى الكوارث البشرية في القرن الماضي.. إليك 5 أشياء غريبة ربما لا تعرفها عن تشيرنوبل

لا يعرف إلا قليلون التفاصيلَ المهمة المحيطة بالكارثة. وإليك خمس حقائق غريبة عن تشيرنوبل، لم تكن -على الأرجح- على دراية بها

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/17 الساعة 09:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/16 الساعة 22:29 بتوقيت غرينتش
5 أشياء غريبة ربما لا تعرفها عن تشيرنوبل

انفجر مفاعل تشيرنوبل النووي منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتحديداً في عام 1986، لكن يمكنك مشاهدة تكشُّف الكارثة من خلال المسلسل القصير Chernobyl، الذي بدأ عرضه هذا الأسبوع على شبكة HBO التلفزيونية.

رغم معرفة أغلب الأشخاص للقصة في العموم، والتي تقول إنَّ خطأً بشرياً تسبب في انفجار المفاعل النووي وانبعاث مواد إشعاعية بأنحاء أوروبا، لا يعرف إلا قليلون التفاصيلَ المهمة المحيطة بالكارثة. وإليك خمس حقائق غريبة عن تشيرنوبل، لم تكن -على الأرجح- على دراية بها بحسب  موقع Live Science الأمريكي

1- تشبه هيروشيما

كان نحو 30 ألف شخص قريبين من مفاعل تشيرنوبل عندما انفجر في 26 أبريل/نيسان 1986. ويُعتقد أنَّ هؤلاء الذين تعرضوا للإشعاع امتصوا 45 وحدة ريم (الريم هي وحدة قياس جرعة الإشعاع) في المتوسط، أي ما يعادل متوسط الجرعة التي امتصها الناجون بعد إسقاط القنبلة النووية على هيروشيما اليابانية عام 1945، حسبما ورد بكتاب Physics for Future Presidents: The Science Behind the Headlines للكاتب ريتشارد مولر، الأستاذ الفخري في الفيزياء بجامعة كاليفورنيا بيركلي.

على الرغم من أنَّ 45 وحدة ريم غير كافية للتسبب في الأمراض الناتجة عن الإشعاع (والتي تحدث عادةً عند مستوى 200 وحدة ريم)، فإن هذا المستوى لا يزال يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 1.8%، حسبما كتب مولر. وجاء في كتابه: "تلك الخطورة يمكنها أن تؤدي إلى 500 حالة وفاة بسبب السرطان، إضافةً إلى ستة آلاف مرض سرطان عادي من أسباب طبيعية".

غير أنَّ تقديراتٍ تعود إلى عام 2006، أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، حسبت أعداد الوفيات نتيجة للسرطان بأكثر من ذلك بكثير. نظرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إجمالي توزيعات الإشعاع، التي انتشرت حول أوروبا، بل وصلت إلى الولايات المتحدة، وقدَّرت أن جرعة الإشعاع التراكمية من تشيرنوبل كانت نحو عشرة ملايين وحدة ريم، وهي ما كان سيؤدى إلى أربعة آلاف حالة إضافية من الوفيات، نتيجة الإصابة بالسرطان بسبب الحادث، حسبما كتب مولر.

2- الضرر الأكبر انتهى في غضون أسابيع

كان الانفجار الأول هائلاً، لكنَّ الضرر الأكبر الناتج عن الإشعاع حدث في الأسابيع الأولى القليلة التي أعقبت الحادث. يمكنك التفكير في الإشعاع باعتباره فتاتاً يتطاير خارج نواة متفجرة، مثل شظية تخرج من قنبلة، حسبما كتب مولر.

ومثلما هو الحال مع أكياس فقاعات الهواء، يمكن أن تنفجر كل نواة وتنبعث منها إشعاعات مرة واحدة فقط. فقد ورد في كتاب مولر أنَّه بعد 15 دقيقة فقط من انفجار تشيرنوبل، "انخفض النشاط الإشعاعي إلى ربع قيمته الأولية، وبعد يومٍ إلى جزء من 15 جزءاً منها، ووصل بعد ثلاثة أشهر إلى أقل من 1%".

واستدرك قائلاً: "لكن لا يزال هناك بعضٌ منها باقياً، حتى إلى يومنا هذا. أغلب الإشعاع تبخَّر في الهواء حرفياً، والإشعاع القريب من الأرض فقط هو ما أثَّر في السكان".

3- لقي عشرات من رجال الإطفاء حتفهم

لم يؤدِّ انفجار مفاعل تشيرنوبل إلى انبعاث كمية كبيرة من الإشعاعات فحسب؛ بل أدى إلى اندلاع حريقٍ بمحطة الطاقة. وأوضح مولر في كتابه أنَّ رجال الإطفاء الذين هرعوا لإيقاف النيران تعرضوا لمستوياتٍ مرتفعة من الإشعاع، ولقِي عشراتٌ منهم حتفهم بسبب التسمم الإشعاعي.

تعرَّض كل فردٍ من رجال الإطفاء هؤلاء لأكثر من كوادريليون غاما. لكن ما الذي يعنيه ذلك؟

تشبه أشعة غاما -نوع من الإشعاعات ذات القدرة الفائقة على اختراق الأجسام، تنبعث من الأسلحة النووية، والقنابل الإشعاعية، والانفجارات النووية- أشعةً سينيةً شديدة النشاط. إذ يوجد نحو عشرة تريليونات من أشعة غاما في كل وحدة ريم إشعاعية واحدة، حسبما كتب مولر.

أي شخص يمتص جسمه بالكامل جرعة من 100 وحدة ريم، فلن يلاحظ ذلك؛ نظراً إلى أنَّ أنظمتنا تُصلح أغلب هذا التلف من دون إمراض الشخص. وعند مستوى 200 وحدة ريم، يمكن أن يتعرض الشخص لتسمُّمٍ إشعاعي. والمرضى الذين يتلقون علاجاً كيماوياً يصابون أحياناً بهذا النوع من المرض؛ وهو ما يؤدي إلى آثار جانبية مثل تساقط الشعر والشعور بالغثيان والضعف. (كتب مولر أنَّ جزءاً من حدوث هذه الحالة من الغثيان يُعزى إلى أنَّ الجسد يعمل بأقصى جهده لإصلاح هذا الضرر الذي يسببه الإشعاع، لذا فإنه يقلل من أداء الأنشطة الأخرى، مثل الهضم).

وأوضح مولر أنَّ احتمالية وفاة الشخص تتعاظم عند مستوى 300 وحدة ريم إذا لم يتلقَّ علاجاً فورياً، مثل نقل الدم.

4- لم يكن هناك مبنى احتواء

لم يكن لدى مفاعل تشيرنوبل واحدٌ من تدابير السلامة المهمة: إنَّه مبنى الاحتواء.

يُعرَف مبنى الاحتواء بأنَّه هيكلٌ لاحتواء تسرُّب الغازات يحيط بالمفاعل النووي. وتقول اللجنة التنظيمية النووية للولايات المتحدة إنَّ هذا الهيكل، الذي يتخذ في الغالب شكل القُبَّة ويُصنع من الخرسانة المسلحة بالفولاذ، يُصمَّم لحصر النواتج الانشطارية التي قد تنبعث إلى الغلاف الجوي خلال أي حادث.

وقد ورد في كتاب مولر أنَّه لو كان هناك مبنى احتواء في تشيرنوبل "لكان من المحتمل ألا يتسبب الحادث عملياً في أي وفيات".

5- توجد حياة برية هناك الآن

أُخليت منطقة تشيرنوبل في أعقاب الانفجار. وبمجرد مغادرة البشر، انتقلت الحياة البرية إلى هناك.

إذ وجدت دراسة أُجريت في عام 2015، أنَّ أعداد حيوانات الموظ، وغزال اليحمور الأوروبي، والأيائل الحمراء، والخنازير البرية التي تعيش بالمنطقة المحظورة تعادل أعداد الحيوانات في المحميات الطبيعية القريبة غير المعرضة للتلوث. في حين تصل أعداد الذئاب إلى سبعة أضعاف أعدادها بالمحميات المجاورة، حسبما وجدت الدراسة.

وفي تصريحٍ لجيم سميث، منسق فريق المراقبة بالدراسة وأستاذ علوم البيئة في جامعة بورتسموث البريطانية، قال: "لا يعني هذا أنَّ الإشعاع جيد للحياة البرية، بل فقط أنَّ تأثير الاستيطان البشري -وضمن ذلك الصيدُ والزراعة وإدارة الغابات- أسوأ بكثير".

بيد أنَّ علماء آخرين أشاروا إلى أن مستويات الحياة البرية في تشيرنوبل أقل من نظيرتها بالمناطق المحميَّة الأخرى في أوروبا، وهو ما يشير إلى أنَّ الإشعاع لا يزال يؤثر في المنطقة.

علامات:
تحميل المزيد