عاشت الإمبراطورية الروسية بدءاً من عام 1725 حتى عام 1764 تغيرات كبيرة في الحكم أبرزها تولي أحد الأطفال مسؤولية الحكم وعمره عام واحد فقط، وما لبث أن حدث انقلاب عليه وزج به في السجن وقتل بعد ذلك.
بدأت الأحداث من وفاة الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر خلال شهر شباط/فبراير سنة 1725، وتولي كاثرين الأولى زوجة بطرس الأكبر، مقاليد السلطة حتى وفاتها سنة 1727، ثم تسليم السلطة لبطرس الثاني حفيد بطرس الأكبر من ابنه ألكسيي.
آنا يوانوفنا كانت السبب في تولي طفل عمره عام حكم روسيا
لكن بطرس الثاني، الذي استلم العرش وهو في 11 من عمره، لم يستمر طويلاً في السلطة، فبعد وفاته انتقل الحكم إلى آنا يوانوفنا ابنة إيفان الخامس، الأخ غير الشقيق لبطرس الأكبر.
حكمت آنا يوانوفنا الإمبراطورية الروسية لأكثر من 10 سنوات قبل أن تتخذ خلال الأيام الأخيرة من حكمها قراراً غريباً حيث عيّنت الطفل إيفان السادس الذي لم يتجاوز عمره الشهرين، وريثاً للعرش خلفاً لها.
وأقدمت يوانوفنا على تعيين عشيقها إيرنست يوهان فون بيرون دوق كورلاند وصياً على العرش.
تولى الطفل إيفان الحكم وعمره شهران فقط
وفي 1740، استلم إيفان السادس البالغ من العمر شهرين مقاليد السلطة كإمبراطور لروسيا خلفاً للإمبراطورة السابقة آنا يوانوفنا، لتبدأ حينها معاناته التي استمرت حتى وفاته.
خلال الأسابيع الأولى التي تلت اعتلاء إيفان السادس للعرش، عاشت روسيا على وقع انقلاب أزيح من خلاله فون بيرون، الوصي على العرش، من منصبه لتحصل آنا ليوبولدوفن والدة إيفان السادس، على لقب الوصية على العرش.
في غضون ذلك، حافظ الطفل إيفان السادس على عرشه لفترة قاربت السنة.
لكن انقلاباً حصل، ما تسبب في اعتقال الطفل وتنحيته عن الحكم
في يوم 6 من شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1741 عاشت روسيا على وقع انقلاب قادته إليزابيث ابنة بطرس الأكبر، أزاحت من خلاله إيفان السادس ووالدته من سدة الحكم لتستلم عرش روسيا بدلاً منهما.
وقد جاء هذا الانقلاب بسبب السياسات الخارجية للوصية على العرش آنا ليوبولدوفنا، التي أحاطت نفسها بالعديد من المستشارين ذوي الأصول الألمانية.
بعدها، اعتقل الإمبراطور السابق إيفان السادس البالغ من العمر حينها سنة وثلاثة أشهر ليعزل عن بقية أفراد عائلته، ويوضع في السجن تحت حراسة مشددة.
خلال تلك الفترة، رأفت الإمبراطورة الجديدة إليزابيث بحال الطفل مفضلة الإبقاء على حياته وحبسه في سجن بإحدى المناطق النائية.
لكنها أصدرت أوامر صارمة لحراس السجن بإعدام إيفان السادس في حال نشوب ثورة أو محاولة لتحريره.
وعلى مدى 20 سنة، أخفت السلطات الروسية الهوية الحقيقية لإيفان السادس، الذي تنقّل بين العديد من السجون، تحت لقب المجهول والسجين رقم واحد.
إلى ذلك، حرم هذا الطفل من التعليم وطيلة فترة سجنه، لم يسمح لإيفان السادس بلقاء أي كان ما عدا حراس السجن. لكنه كان يلتقي بين الحين والآخر بعض أباطرة روسيا.
وخلال شهر تموز/يوليو سنة 1764، حاول عدد من المسؤولين في السجن تحرير إيفان السادس لتنصيبه بدلاً من كاثرين الثانية عقب تعرفهم على هويته الحقيقية، إلا أن بعض الحراس أصروا على تنفيذ ما أمروا به سابقاً، فأعدم إيفان السادس في نفس مكان اعتقاله، ليفارق الحياة عن عمر ناهز 23 سنة قضاها كلها بالسجن.