11 حقيقة قد لا تعرفها عن مصر القديمة

إلى جانب الحقائق التي نعرفها عن حضارة مصر القديمة، حيكت العديد من الأساطير والخرافات التي صدقها البعض وراحوا يتداولونها على أنها معلومات موثوقة حول الفراعنة وأسلوب حياتهم.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/28 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/28 الساعة 15:01 بتوقيت غرينتش
istock\مصر القديمة

إلى جانب الحقائق التي نعرفها عن حضارة مصر القديمة، حيكت العديد من الأساطير والخرافات التي صدقها البعض وراحوا يتداولونها على أنها معلومات موثوقة حول الفراعنة وأسلوب حياتهم.

على سبيل المثال يعتقد الكثيرون أن كليوباترا مصرية الأصل، وأن الأهرامات بُنيت على يد العبيد تحت تهديد السياط.. فما حقيقة كل ذلك؟  

11 حقيقة قد لا تكون تعرفها عن حضارة مصر القديمة

بحسب موقع History البريطاني، إليكم 11 حقيقة عن مصر القديمة يخطئ معظم الناس في شأنها:

1- كليوباترا لم تكن مصرية

إلى جانب الملك توت عنخ آمون، ربما ليس هناك شخصية مرتبطة بمصر القديمة أكثر من كليوباترا السابعة.

ولكن ومع أنها وُلدت في الإسكندرية إلا أنها ليست مصرية الأصل.

حيث تنتمي كليوباترا في الواقع إلى سلالة طويلة من المقدونيين اليونانيين المنحدرين من بطليموس الأول، أحد أبرز مساعدي الإسكندر الأكبر الموثوقين.

وقد حكم البطالمة مصر من 323 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد، وظل معظم قادتهم يونانيين في ثقافتهم ومشاعرهم.

وقد اشتهرت كليوباترا بكونها أحد أوائل أبناء الأسرة البطلمية الذين يتحدثون اللغة المصرية.

social media\ كليوباترا يونانية الأصل
social media\ كليوباترا يونانية الأصل

2- صاغ المصريون القدماء أحد أقدم معاهدات السلام المسجلة

على مدار أكثر من قرنين من الزمان، قاتل المصريون الإمبراطورية الحيثية من أجل السيطرة على أراضٍ تخضع حالياً لسوريا الحديثة.

وقد أدى هذا الصراع إلى اشتباكات دموية عديدة مثل معركة قادش 1274 قبل الميلاد؛ لكن بحلول عصر الفرعون رمسيس الثاني، لم يكن أي من الطرفين قد حقق نصراً واضحاً.

ومع مواجهة المصريين والحيثيين لتهديدات قادمة من شعوب أخرى، تفاوض كل من رمسيس الثاني والملك الحيثي حاتوسيلي الثالث على معاهدة سلام شهيرة.

بموجب هذا الاتفاق، انتهى النزاع والتزم الطرفان بمساعدة بعضهما البعض في حالة غزو طرف ثالث لهما.

وتُعرف هذه المعاهدة المصرية-الحيثية حالياً بأنها إحدى أولى اتفاقيات السلام التي تمكنت من الصمود في التاريخ.

ويمكن رؤية نسخة منها أعلى مدخل قاعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.

3- أحب المصريون القدماء ألعاب الطاولة

بعد يوم طويل من العمل على طول نهر النيل، اعتاد المصريون القدماء الاسترخاء وممارسة ألعاب الطاولة.

حيث لعبوا الكثير من الألعاب المختلفة بما فيها: لعبة "ميهين" ولعبة "الكلاب وابن آوى".

لكن اللعبة الأشهر قد تكون لعبة الحظ المعروفة باسم "سينيت".

ويعود تاريخ هذه الألعاب إلى عصر قديم في سنة 3500 ق.م، وكانت تُلعب على لوح طويل مرسوم عليه 30 مربعاً، ويحصل كل لاعب على مجموعة من القطع التي تتحرك على اللوح وفقاً لدوران الزهر أو عصى الرمي.

ولا يزال الخلاف قائماً بين المؤرخين حول قواعد سينيت التفصيلية؛ لكن هناك القليل من الشك حول مدى انتشار اللعبة.

إذ تصور الرسوم الملكة نفرتاري وهي تلعب سينيت، علاوةً على أن ألواحها دُفنت في مقابر فراعنة مثل توت عنخ آمون.

istock\ حظيت النساء المصريات بحقوق مساوية للرجال
istock\ حظيت النساء المصريات بحقوق مساوية للرجال

4- حظيت النساء المصريات بمجموعة كبيرة من الحقوق والحريات

على الرغم من أن النساء كانت أقل من الرجل حسب ما تخبرنا السجلات، إلا أن المرأة المصرية تمتعت بقدر كبير من الاستقلال القانوني والمالي.

فقد كان بمقدورها شراء وبيع الممتلكات، والعمل في هيئات المحلفين، ووضع الوصايا، بل والدخول في عقود قانونية أيضاً.

وفي العادة لم تعمل المرأة المصرية خارج المنزل؛ لكن أولئك اللاتي عملن تلقين أجراً مساوياً للرجال العاملين بنفس الوظائف.

وعلى عكس اليونانيات اللاتي كن مملوكات فعلياً لأزواجهن، حصلت المصريات على حق الطلاق والزواج مرة أخرى.

وكان من الشائع بين الأزواج المصريين التفاوض على اتفاق ما قبل الزواج بصورته القديمة.

وتنص هذه الاتفاقات على جميع الممتلكات والثروة التي جلبتها المرأة للزواج، وتؤكد حصولها على تعويض مقابلها في حالة الطلاق.

5- عُرف العمال المصريون بتنظيم إضرابات عمالية

على الرغم من أنهم كانوا ينظرون إلى الفرعون على أنه صورة من الآلهة الحية، لم يخش العمال المصريون الاحتجاج من أجل الحصول على ظروف عمل أفضل.

وأشهر الأمثلة على ذلك تظهر في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ففي عهد فرعون المملكة الحديثة رمسيس الثالث، نظم عمال المقبرة الملكية بدير المدينة أول إضراب مسجل في التاريخ حينما لم يتلقوا دفعاتهم المعتادة من الحبوب.

واتخذ الاحتجاج شكل الاعتصام، حيث دخل العمال ببساطة المعابد الجنائزية القريبة، ورفضوا المغادرة حتى تُسمع شكواهم.

وأثمرت هذه المقامرة، ومُنح العمال في النهاية حصصهم المتأخرة.

istock\ بالرغم من صورهم الرشيقة إلا أن الفراعنة كانوا يعانون من الوزن الزائد
istock\ بالرغم من صورهم الرشيقة إلا أن الفراعنة كانوا يعانون من الوزن الزائد

6- اتسم الفراعنة المصريون في الغالب بالوزن الزائد

يصور الفن المصري بشكل عام الفراعنة بأنهم أنيقون ومنحوتون كالتماثيل؛ لكن في الغالب لم تكن هذه هي الحقيقة.

فقد كان نظام المصريين الغذائي المكون من الجعة والنبيذ والخبز والعسل وكل هذه الأطعمة غنية بالسكر.

وتشير الدراسات إلى ذلك من الممكن أن يكون قد أثر على خصور العديد من الملوك.

وتشير أيضاً الفحوص التي أُجريت على المومياوات إلى أن الكثير من حكَّام مصر كانوا غير أصحاء وزائدي الوزن، بل ويعانون من مرض السكري.

ومن بين الأمثلة البارزة على ذلك، الملكة الأسطورية حتشبسوت، التي عاشت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

ففي حين يصورها تابوتها أنها نحيلة ورياضية، يعتقد المؤرخون أنها كانت في واقع الأمر بدينة وفي طريقها إلى الصلع.

7- لم تُبنَ الأهرامات عن طريق العبيد

لم تكن حياة بناة الأهرامات سهلة بالتأكيد، فقد وُجدت هياكل العمال كثيراً مع علامات على التهاب المفاصل وأمراض أخرى.

لكن الأدلة تشير إلى أن المقابر الضخمة لم تبن بأيادي العبيد، وإنما بأيادي عمال يتقاضون أجراً.

وقد كان عمال البناء القدامى مزيجاً من الحرفيين المهرة والأيدي العاملة المؤقتة.

ويظهر بعضهم مفتخراً كثيراً بالحرفة التي يجيدها.

وتشير الكتابات الموجودة على الجدران القريبة من الآثار إلى أنهم أطلقوا أسماء هزلية لطواقمهم مثل "سكير منقرع" و "أصدقاء خوفو".

وقد اختُرعت فكرة أن الأهرامات بُنيت باستخدام العبيد تحت وقع السياط لأول مرة من قبل المؤرخ الإغريقي هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد.

لكن المؤرخين الآن يرفضونها ويعدونها مجرد أسطورة.

وبينما لم يكن المصريون القدماء ضد امتلاك العبيد بالتأكيد، يبدو أنهم استخدموهم في الغالب على أنهم قوى عاملة في الأراضي الزراعية وخدم في المنازل.

istock\ بنى الأهرامات عمال وحرفيون يتقاضون الأجر لقاء عملهم
istock\ بنى الأهرامات عمال وحرفيون يتقاضون الأجر لقاء عملهم

8- فرس النهر قد يكون المتسبب في وفاة الملك توت عنخ آمون

من المثير للدهشة قلة ما نعرفه عن حياة الفرعون الشاب توت عنخ آمون.

غير أن بعض المؤرخين يعتقدون أنهم يعرفون طريقة موته، حيث تُظهر الفحوص التي أُجريت على جثة الملك الشاب أنه محنط بدون قلب أو قفص صدري.

ويشير هذا الانحراف الشديد عن تقاليد الدفن المصرية إلى أنه قد يكون قد عانى من إصابة مريعة قبل وفاته.

ووفقاً لعدد من علماء المصريات، فإن أحد الأسباب المرجحة كثيراً لوفاته هي عضة فرس النهر.

إذ تشير الأدلة إلى أن المصريين اصطادوا هذه الوحوش بهدف الرياضة، إلى جانب أن التماثيل الموجودة في قبر الملك توت تصوره خلال رمي الحربة.

فإذا كان الفرعون الصغير مولعاً بالفعل بمطاردة الحيوانات الخطرة، فقد تكون وفاته الطبيعية نتيجة مطاردة لم تسر بشكل صحيح.

9- درس بعض الأطباء المصريين مجالات دراسة تخصصية

كان الطبيب قديماً عادة يمارس كافة التخصصات.

لكن الأدلة تُظهر أن الأطباء المصريين ركزوا أحياناً على مداواة جزء واحد من جسم الإنسان.

وقد سُجل هذا الشكل المبكر من التخصص الطبي في عام 450 قبل الميلاد على يد المؤرخ والرحالة هيرودوت.

خلال مناقشة الطب المصري، كتب هيرودوت: "كل طبيب هو معالج لمرض واحد لا أكثر.. بعضهم للعيون، وبعضهم للأسنان، وبعضهم لما يتعلق بالبطن".

وكان لهؤلاء المتخصصين أسماء محددة، إذ عُرف أطباء الأسنان باسم "أطباء السن"، فيما عُرف أطباء القولون بما يُترجم حرفياً إلى "رعاة الشرج".

10- احتفظ المصريون بالعديد من الحيوانات بوصفها حيوانات أليفة

رأى المصريون الحيوانات تجسيداً للآلهة، وكانوا من أوائل الحضارات التي احتفظت بالحيوانات الأليفة المنزلية.

فقد كان المصريون مولعين بشكل خاص بالقطط، والتي ارتبطت بالإلهة باستيت؛ لكنهم وقروا أيضاً الصقور، وأبومنجل، والكلاب، والأسود، وقردة البابون.

واحتلت الكثير من هذه الحيوانات مكانة خاصة في البيت المصري، وغالباً ما كانت تُحنط وتُدفن مع أصحابها بعد وفاتهم.

إلى جانب ذلك، درَّب المصريون مخلوقات أخرى تدريباً خاصاً لتكون حيوانات مساعدة.

فقد كان من المعروف على سبيل المثال أن الشرطة المصرية استخدمت الكلاب والقرود المدربة لمساعدتهم في الدوريات.

11- استخدم المصريون من الجنسين مساحيق التجميل

من المعروف أن كلاً من الرجال والنساء كان يضع كميات كبيرة من مساحيق التجميل، التي اعتقدوا أنها تمنحهم حماية الإلهين حورس ورع.

وقد صُنعت هذه المستحضرات عن طريق طحن خامات مثل الملاكيت والجالينا مع الكحل.

بعد ذلك، كان الكحل يوضح بكثرة حول العينين باستخدام أدوات من الخشب، أو العظام، أو العاج.

وصبغت النساء خدودهن بالطلاء الأحمر، واستخدمن الحناء لتلوين أيديهن وأظفارهن.

وكان كلا الجنسين يضع عطوراً مصنوعة من الزيت، ونبات المر، والقرفة.

وقد اعتقد المصريون أن مستحضرات تجميلهم تمتلك قوةً سحرية للشفاء.

ولم يكونوا مخطئين بشكل كامل في هذا: إذ تُظهر الأبحاث أن مستحضرات التجميل القائمة على الرصاص، التي استُخدمت على طول نهر النيل، ساعدت في الحقيقة على الوقاية من التهابات العين.

تحميل المزيد