حرقهم في مذابح جماعية وأوصى بمواصلة القضاء عليهم.. لماذا انتقم هتلر من اليهود بالهولوكوست؟

6 ملايين شخص قُتلوا في مذبحة الهولوكوست "المحرقة الأكبر على مدار التاريخ"، التي نفَّذها الزعيم النازي أدولف هتلر (الذي حكم ألمانيا في الفترة من 1933 إلى1945  حيث شغل منصب مستشار الدولة) اعتقاداً منه أن اليهود كانوا سبب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، فقرَّر الانتقام.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/06 الساعة 03:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/06 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
مذبحة الهولوكوست

6 ملايين شخص قُتلوا في مذبحة الهولوكوست "المحرقة الأكبر على مدار التاريخ"، التي نفَّذها الزعيم النازي أدولف هتلر (الذي حكم ألمانيا في الفترة من 1933 إلى1945  حيث شغل منصب مستشار الدولة) اعتقاداً منه أن اليهود كانوا سبب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، فقرَّر الانتقام.

كان اليهود مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع الألماني، لكنهم كانوا يبحثون عن وطن لهم فكونوا ميليشيات وحاربوا بها مع دول الحلفاء "بريطانيا، وإيرلندا، فرنسا وروسيا" ضد دول المحور "ألمانيا،والدولة العثمانية،والإمبراطورية النمساوية المجرية، وبلغاريا"

شعر هتلر بالخيانة، واعتقد أن اليهود كانوا سبباً أساسياً في الهزيمة، لأنهم وقفوا في مواجهة ألمانيا فأراد التخلص منهم.

قتل هتلر 6 ملايين يهودي بأشكال مختلفة، فأقام لهم "الهولوكوست"، والهولوكوست كلمة يونانية، تعني التضحية حرقاً بالنيران أو التدمير.

وعلى الرغم من أنَّ هتلر لم يُولد ديكتاتوراً فإنه أصبح واحداً من أعتى الطغاة في تاريخ البشرية.

في أغسطس/آب 1914 (بداية الحرب العالمية الأولى) التحق هتلر بالخدمة العسكرية سريعاً، ووجد مبتغاه أخيراً في الجيش، باعتباره مكاناً لقضية يستطيع من خلالها تحديد هويته بالكامل.

انهزمت ألمانيا وحلفاؤها من دول المركز في الحرب العالمية الأولى أمام الحلفاء، وسعت القيادة العسكرية العليا في ألمانيا قبل الاستسلام إلى مواجهة التقهقر داخياً و خارجياً، داخلياً حيث السخط على القيادة و خارجياً حيث الهزيمة على جبهات القتال.

وعندما وقَّعت معاهدة فرساي (التي أسدلت الستار بشكل نهائي على الحرب العالمية الأولى) في صيف العام 1919، أُجبرت ألمانيا على تحمّل المسؤولية وحدها عن كل أحداث الحرب

وأُلزمت بدفع مبالغ تعويضات ضخمة، وخسارة مساحات هائلة من الأراضي التابعة لها، الأمر الذي كان أيضاً بمثابة ضربة مُدمّرة للدولة الأوروبية.

سعى هتلر في هذه الفترة إلى الظهور سياسياً بشكل لافت، إلى أن تمكن من تأسيس الحزب النازي في العام 1933، ومنذ ذلك التاريخ بدأ في التخلص ممن كانوا سبباً في هزيمة ألمانيا في الحرب – حسب رأيه -.

حدَّد هتلر في كتاب "كفاحي" أيضاً المبادئ الأساسية لألمانيا تحت الحكم النازي، التي تتمثَّل في التوسع العسكري والقضاء على الأجناس "الملوثة" والذي اعتقد أنها تتمثل في اليهود، والغجر، والمثليين، وكل من هم مختلفون عن المجتمع حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، و كان ينظر لليهود دائماً على أنهم جنس أقل.

ما لا يعرفه الكثيرون عن المحرقة، أن هتلر عرض على بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية استضافة اليهود، بدلا من التخلص منهم، لكنهما رفضتا العرض.

تاريخ المحرقة – الخط الزمني

1933

الحزب النازي يتولى السلطة في ألمانيا، ويصبح أدولف هتلر مستشاراً أو رئيس وزراء ألمانيا.

– أقام النازيون أول معسكر اعتقال في داخاو الألمانية. أول سجناء كانوا 200 شيوعي يهودي.

– حرق الكتب التي تدعو لأفكار ضد النازية لأنه اعتبرها خطراً عليهم

1934

يجمع هتلر بين منصبي المستشار والرئيس ليصبح "فوهرر" أو "زعيماً لألمانيا".

– منع بيع الصحف اليهودية في الشوارع.

1935

اليهود محرومون من جنسيتهم وحقوقهم الأساسية الأخرى.

– يكثف النازيون اضطهاد السياسيين الذين لا يتفقون مع فلسفتهم.

1936

النازيون يقاطعون الأعمال التجارية المملوكة لليهود.

– الألعاب الأولمبية تقام في ألمانيا، تتم إزالة العلامات التي تمنع اليهود حتى انتهاء الحدث.

– لم يعد لليهود الحق في التصويت.

1938

قام النازيون بإرهاب اليهود في جميع أنحاء ألمانيا والنمسا، تم إلقاء القبض على 30 ألف يهودي.

– أُجبر اليهود على حمل بطاقات هوية وجوازات سفر تحمل علامة "J".

– لم يعد اليهود يرأسون الشركات، وحضور المسرحيات والحفلات الموسيقية يتم نقل جميع الأطفال اليهود إلى المدارس اليهودية.

– إغلاق الشركات الخاصة بهم وبيع وتسليم الأوراق المالية والمجوهرات.

– يجب على اليهود تسليم رخص القيادة وتسجيل السيارات.

– تحديد أماكن وتوقيت وجودهم في الأماكن العامة.

1939

ألمانيا تتولى تشيكوسلوفاكيا وتغزو بولندا.

– تبدأ الحرب العالمية الثانية عندما تعلن بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا.

– يأمر هتلر بضرورة اتباع حظر التجول لليهود، ويجبرهم على تسليم أجهزة الراديو الخاصة بهم إلى الشرطة.

1940

يبدأ النازيون في ترحيل اليهود الألمان إلى بولندا.

لماذا بولندا تحديداً ؟

بعد أن غزت ألمانيا بولندا عام 1939 أصبح أكثر من مليوني بولندي يهودي تحت حكم الألمان، وسعى الألمان خلال هذه الفترة على إجبار اليهود على الإقامة في مناطق منفصلة،

من البلدات و المدن التي أطلق عليها الألمان اسم "الغيتو"، أو "الأحياء السكنية لليهود"، وأنشأ الألمان 1000 غيتو في المناطق التي احتلوها كان أكبرها في بولندا وهناك احتُجز أكثر من نصف مليون يهودي.

أثناء ربيع وصيف عام 1940، وسَّع الجيش الألماني إمبراطورية هتلر في أوروبا باجتياح الدنمارك، والنرويج، وهولندا، ولوكسمبرغ، وفرنسا.

بداية من عام 1941، نُقل اليهود من جميع أنحاء القارة الأوروبية، بالإضافة إلى مئات من الغجر الأوروبيين إلى معسكرات الغيتو البولندية.

وبدأ مع الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران من عام 1941 مستوى جديد من الوحشية في الحرب.

قتلت كتائب الإعدام التي تدعى أينزاتسغروبن أكثر من نصف مليون يهودي سوفيتي وآخرين (عادة رمياً بالرصاص) في فترة الاحتلال الألماني.

في مذكرة كتبها القائد الأعلى لهتلر هيرمان غورينغ، بتاريخ 31 يوليو/تموز 1941، إلى راينهارد هايدريتش، رئيس جهاز الأمن في وحدات الشوتزشتافل ، يخبره بحاجته إلى حل نهائي لمسألة الخلاص من اليهود.

وفي شهر سبتمبر/أيلول من عام 1941، كان كل يهودي في الأراضي التي تسيطر عليها ألمانيا تم تمييزه بنجمة صفراء، مما يجعلهم أهدافاً مفتوحة.

ورحَّلوا عشرات الآلاف إلى معسكرات الغيتو البولندية، والمدن التي كانت تحتلها ألمانيا في الاتحاد السوفيتي.

ومنذ يونيو/حزيران 1941، بدأت تجارب البحث في سبل القتل الجماعي في معسكر أوشفيتز للإبادة، و الذي كان من أشهر المعسكرات التي شهدت إبادة جماعية لليهود.

وفي شهر أغسطس/آب من العام 1941، أطلق 500 مسؤول غاز زيكلون B المبيد الحشري على 500 أسير حرب سوفيتي حتى الموت.

وسرعان ما طلبت بعدها قوات الشوتزشتافل كمية ضخمة من هذا الغاز من شركة ألمانية لمكافحة الحشرات، وهو ما كان نذير شؤم على قدوم الهولوكوست.

معسكرات الهولوكوست للإبادة 1941-1945

بداية من أواخر عام 1941، بدأ الألمان النقل الجماعي من معسكرات الغيتو في بولندا، إلى معسكرات الاعتقال والإبادة، وبدأو بالأشخاص الذين رأوا أنهم أقل نفعاً مثل المرضى، وكبار السن، والضعفاء، والأطفال.

وبدأت أول عملية إعدام جماعي بالغاز في معسكر بلزاك في ألمانيا، في يوم 17 مارس/آذار من عام 1942.

وبُنيت خمسة مراكز أخرى للقتل الجماعي في معسكرات بولندا المحتلة، من بينها خيلمنو وسوبيبور، وتريبلينكا، ومايدانيك، والأكبر بين الجميع كان أوشفيتز بيركيناو.

ومن عام 1942 وحتى عام 1945، كان اليهود يُرحَّلون إلى المعسكرات من جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها ألمانيا والدول الحليفة لها.

حدث الترحيل الأكبر أثناء صيف وخريف عام 1942، عندما رحَّلوا 300 ألف إنسان من معسكر الغيتو الموجود في وارسو وحده.

وعلى الرغم من أن النازيين حاولوا إبقاء العمليات التي تحدث في هذه المعسكرات سراً، كان هذا مستحيلاً بسبب حجم عمليات القتل.

أحضر شهود العيان تقاريرَ عن الأعمال الوحشية التي يرتكبها النازيون في بولندا، وأرسلوها إلى حكومات قوات التحالف، الذين تعرَّضوا لانتقادات قاسية بعد الحرب، بسبب فشلهم في الرد، أو التشهير بالمذابح الجماعية.

يرجع انعدام رد الفعل هذا على الأغلب من ناحية إلى تركيز قوات التحالف على الفوز في الحرب، لكنه كان أيضاً بسبب عدم الاستيعاب العام الذي تلقَّوا به أخبار الهولوكوست، والإنكار وعدم التصديق بأن مثل هذه الأفعال يمكن أن تحدث فعلاً بهذا الحجم وعلى هذا النطاق.

في معسكر أوشفيتز وحده، قُتل أكثر من مليوني شخص في عملية تشبه العمليات الصناعية واسعة النطاق. وعملت أعداد كبيرة من السجناء اليهود وغير اليهود في معسكرات العمل هناك، لكن اليهود وحدهم مَن كانوا يُعدمون بالغاز والحرق، ومات آلاف من الآخرين بسبب الجوع أو المرض.

وفي صيف العام 1944، حتى في الفترة التي حدثت فيها عملية إنزال نورماندي والتي كانت أكبر عملية إنزال بحري نفذتها بريطانيا، وكانت إعلان إنتصار الحلفاء على دول المحور في الحرب العالمية الثانية، وبدأت بتحرير المناطق الألمانية المحتلة شمال غرب أوروبا من قبل ألمانيا النازية، تم ترحيل نسبة كبيرة من يهود المجر إلى معسكر أوشفيتز، وكانوا يقتل هناك ما يعادل 12 ألف يهودي كل يوم.

الحكم النازي يتهاوى، والهلوكوست مستمر في حصد المزيد من الأرواح 1945

قبل ربيع العام 1945، ألقى هتلر باللوم في وصيته السياسية الأخيرة، التي أملاها في إحدى الغرف الألمانية تحت الأرض، على "المجتمع اليهودي العالمي وداعميه"، وحثَّ الزعماء الألمان والشعب الألماني على متابعة "الالتزام الصارم بالقوانين النازية، وبالمقاومة بلا رحمة ضد مسمّمي جميع الشعوب حول العالم"، وهم اليهود.

انتحر هتلر في اليوم التالي من كتابته وصيته، وجاء الاستسلام الرسمي لألمانيا في الحرب العالمية الثانية بعد ذلك بأسبوع تقريباً، في 8 مايو/أيار من عام 1945.

بدأت القوات الألمانية في إخلاء الكثير من معسكرات الموت في خريف عام 1944، وأرسلوا السجناء تحت الحراسة في مسيرات للابتعاد عن خطوط العدو الأمامية المتقدمة.

استمرت "مسيرات الموت" هذه حتى استسلام ألمانيا، وأسفرت عن موت ما يتراوح بين 250 إلى 375 ألف إنسان.

قال الكاتب الإيطالي اليهودي بريمو ليفي في كتابه "النجاة في معسكر أوشفيتز"، وهو يصف حالته العقلية وحالة رفاقه السجناء في معسكر أوشفيتز في اليوم السابق لوصول قوات السوفيت للمعسكر، في يناير/كانون الثاني في عام 1945:

"إننا مستلقون في عالم الموت والأشباح. تلاشت آخر علامات التحضر من حولنا وفي داخلنا، أعمال الانحلال البهيمي التي بدأت بالألمان المنتصرين انتهت بهزيمة الألمان".

آثار الحرب والتأثير الباقي من الهولوكوست

كانت جراح الهولوكوست بطيئة الالتئام، وجد الناجون من المعسكرات أن عودتهم إلى منازلهم شبه مستحيلة، لأن العديد من الحالات كانوا قد فقدوا عائلاتهم، وأبلغ عنهم جيرانهم من غير اليهود.

ونتيجة لهذا شهدت أواخر الأربعينات أعداداً غير مسبوقة من اللاجئين وأسرى الحرب، ونازحين آخرين ينتقلون عبر أوروبا.

وفي ظلِّ جهود معاقبة المسؤولين عن الهولوكوست، أقامت دول الحلفاء محاكمات نورمبرغ في عامي 1945-1946، وهي التي أخرجت الأعمال الوحشية النازية إلى النور.

مما زاد الضغط على قوات التحالف لإنشاء وطن لليهود الناجين من الهولوكوست، وأدى ذلك إلى تعهد بإقامة إسرائيل في 1948.

على مدار العقود التالية، عانى الألمان العاديون من إرث الهولوكوست المر، لأن الناجين وعائلات الضحايا سعوا لتعويض الثروة والممتلكات المصادرة في سنوات النازية.

وبداية من عام 1953، دفعت الحكومة الألمانية تعويضات مالية ضخمة لأفراد يهود، اعترافاً منها بمسؤولية الشعب الألماني عن الجرائم التي ارتُكبت باسمهم.

علامات:
تحميل المزيد