أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن أشخاص مطلعين، أن شركة ميتا بلاتفورمز تعمل على تطوير نظام جديد للذكاء الاصطناعي يهدف إلى أن يكون بنفس قوة النموذج الأكثر تقدماً الذي تقدمه شركة أوبن إيه آي، وهي منظمة غير ربحية لأبحاث الذكاء الاصطناعي.
وقالت الصحيفة، في عددها الصادر الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، إن الشركة الأم لفيسبوك تهدف إلى أن يكون نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد جاهزاً العام المقبل، مضيفة أنه سيكون أقوى عدة مرات من نسختها التجارية التي يطلق عليها اسم لاما 2.
ولاما 2 هو نموذج لغوي كبير للذكاء الاصطناعي، وفق نظام المصدر المفتوح، أطلقته ميتا في يوليو/تموز الماضي.
وقالت صحيفة وول ستريت إن النظام المخطط له، والذي لا يزال من المتوقع أن يشهد تغييرات، سيساعد الشركات الأخرى على بناء خدمات تنتج نصاً متطوراً وتحليلات ومخرجات أخرى.
أضافت الصحيفة في تقريرها أن ميتا تتوقع بدء التدريب على نظام الذكاء الاصطناعي الجديد المعروف باسم النموذج اللغوي الكبير في أوائل عام 2024.
محرك ترجمة بالذكاء الاصطناعي
وفي أغسطس/آب الماضي، أطلقت "ميتا" نموذج ذكاء اصطناعي لديه القدرة على ترجمة الأحاديث وتفريغها صوتياً بعشرات اللغات، واضعة لبنة بناء محتملة لأدوات تمكّن من التواصل في الوقت الفعلي، كاسرة الحواجز بين اللغات.
وقالت الشركة، في تدوينة آنذاك، إن نموذجها (سيمليس إم.4.تي) يمكن أن يدعم الترجمة من نص إلى حديث والعكس بما يقرب من 100 لغة، بالإضافة إلى ترجمة كاملة من حديث إلى حديث بأكثر من 35 لغة، جامعاً بين تقنيات كانت متاحة فيما سبق في نماذج منفصلة فحسب.
وقال مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لميتا إنه يتصور أن تيسر هذه الأدوات التفاعل بين المستخدمين من جميع أنحاء العالم في الميتافيرس، وهو مجموعة من العوالم الافتراضية المتصلة التي يراهن بمستقبل الشركة عليها، فيما ذكرت التدوينة أن ميتا ستجعل النموذج متاحاً للعامة للأغراض غير التجارية.
وأصدرت الشركة الأكبر في مجال وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي المجانية هذا العام، بما في ذلك نموذج لغوي ضخم اسمه (لاما)، ويشكل تحدياً خطيراً للنماذج المبيعة والمسجلة لشركة أوبن إيه.آي المملوكة لمايكروسوفت وشركة جوجل المملوكة لألفابت.
ويقول زوكربيرغ إن منظومة الذكاء الاصطناعي المفتوحة تصب في مصلحة ميتا، إذ ستحقق الشركة مزيداً من المكاسب من خلال حشد المصادر في إنشاء أدوات للاتصال المباشر بالمستهلكين في منصاتها الاجتماعية، بدلاً من فرض رسوم على حق الاطلاع على النماذج واستخدامها.
لكن ميتا تواجه تساؤلات قانونية مثل بقية جهات القطاع حول البيانات التدريبية المستخدمة في تغذية نماذجها.
ورفعت الفنانة الكوميدية سارة سيلفرمان ومؤلفان آخران، في يوليو/تموز، قضايا لانتهاك حقوق الملكية على ميتا وأوبن إيه.آي، متهمين الشركتين باستخدام كتبهم كبيانات تدريبية من دون الحصول على الموافقة.
وقال باحثون من ميتا في ورقة بحثية إنه بالنسبة لنموذج (سيمليس إم.4.تي)، فقد جمعوا البيانات التدريبية الصوتية من 4 ملايين ساعة من "الأصوات الخام التي مصدرها مستودع بيانات ويب متاح للعامة"، من دون تحديد أي مخزون.
وذكرت الورقة البحثية أن البيانات النصية مصدرها قواعد بيانات منشأة العام الماضي استعانت بمحتوى من (ويكيبيديا) ومواقع مرتبطة بها.