قررت شركة يابانية متخصصة في التكنولوجيا المالية إلزام المتقدمين للتوظيف فيها بإجادة استخدام أداة الذكاء الاصطناعي، واختبار قدراتهم فيها، وذلك في وقت لا تزال فيه الكثير من الشركات تعاني البحث في قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وتأثيرها في ممارسات العمل، بحسب ما أفادت وكالة Bloomberg الأمريكية.
على الرغم من تزايد المخاوف من إماتة الذكاء الاصطناعي لبعض الوظائف والتشكيك في قدرته على حماية البيانات، فإن شركة "لاير إكس" LayerX اليابانية الناشئة قررت مخالفة هذا الاتجاه، واشترطت على المتقدمين للعمل بها، في إعلان جديد للتوظيف، إجادة تطبيق الذكاء الاصطناعي ChatGPT (من إنتاج شركة OpenAI Inc)، وتطبيق Notion AI، وألزمتهم الخضوع لاختبار في استخدامهما.
الشركة اليابانية تعمل في مجال الترويج لرقمنة المعاملات التجارية، ولديها ثقة بأن تعزيز استخدام هذه الأدوات بين موظفيها هو الرأي السديد في ظل الخلاف بين من يرى الاعتماد على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومن يشكك فيها.
ويأتي ذلك على الرغم من أن عدداً كبيراً من البنوك الأمريكية قيَّدت استخدام ChatGPT، وحظرته المدارس في نيويورك، فضلاً عن كبار الشركات المالية اليابانية، مثل مجموعة "سوفت بنك" Softbank، وشركة الخدمات المالية "ميزوهو فاينانشال" Mizuho Financial Group Inc.، وشركة "ميتسوبيشي يو إف جيه" Mitsubishi UFJ Financial Group Inc.
عقبات التقنيات الحديثة
بدوره، قال تاكايا إيشيغورو، كبير مسؤولي الموارد البشرية في شركة لاير إكس، في مقابلة: "نحن ندرك أن أداة ChatGPT ليست مثالية. ومع ذلك فإنه من الخطر أيضاً أن تركن إلى الخوف من استخدام أدوات التكنولوجيا الجديدة"، وفق بلومبرغ.
أضاف أن الشركة تنتظر من المتقدمين للتوظيف لديها تقويم دقة مخرجات ChatGPT، وذلك على خلاف الشركات التي توقفت عن استخدام التطبيق لما أبداه من قدرة على تقديم الإجابات بثقة حتى إذا كان مخطئاً.
ويرى إيشيغورو أنه "من المهم التغلب على عقبات التقنيات الحديثة بسرعة"، وأوضح أن الشركة تريد من موظفيها اكتشاف التكنولوجيا الجديدة مثل ChatGPT والتكيف معها، حتى لو لم يستوعبوها استيعاباً تاماً، "فالموظفون الجدد سيتخلفون عن مواكبة أحدث التقنيات إذا لم يجربوها في هذه المرحلة".
وتختبر شركة "لاير إكس" المتقدمين للتوظيف بها في تقديم عروض لتطبيق ChatGPT، وتفحص لجنة التقييم بالشركة مدى إجادتهم لبدء العملية وإجرائها، وليس الإجابات نفسها، بينما يُطلب من المرشحين أيضاً إجراء بحث في قدرات التطبيق وحدود استخدامه.
وتلقت الشركة استثمارات بقيمة 5.5 مليار ين (41 مليون دولار) في آخر جولة لجمع التمويل من الفئة (أ) بدعمٍ من الذراع الاستثمارية لشركة ميتسوبيشي يو إف جيه وشركة ميزوهو، وهي إن كانت لا تتوقع "تأثيراً فورياً" في زيادة الأرباح لاستخدامها التكنولوجيا الجديدة، فإنها تعول على توظيف 20 موظفاً كل سنة يجيدون استخدام هذه التكنولوجيا، وتتوقع أن يكون لذلك "تأثير سريع" في زيادة الإنتاجية.