تزايدت شعبية تطبيق المحادثات الفورية "تليغرام" في البلدان العربية خاصةً مصر، بسبب احتواء المنصة على عديد من القنوات التي تبث دراما رمضان وبرامج الشهر المختلفة كذلك بشكل مجاني، وذلك بعد أن امتنع الموقع الأشهر للمحتوى المقرصن على الإنترنت Egybest عن إذاعة أية مسلسلات عربية رمضانية، وذلك بعد أن قامت السلطات المصرية بحجبه مع عدة مواقع أخرى في مايو/أيار السابق، بعد إطلاق منصة المشاهدة الشبيهة بـ"نتفلكس" الخاصة بالدولة المصرية WatchIt.
يستغل القراصنة مزايا تطبيق تليغرام مثل إمكانية إرسال أية ملفات بأية صياغة وبحجم يصل إلى 3 غيغابايت للملف الواحد، وكذلك إمكانية إنشاء قنوات عامة غير محدودة العدد، ولذلك فقد أنشأ عديد من المجهولين قنوات يصل عدد المشتركين في كل واحدة منها إلى مئات الآلاف وتبث المسلسلات بشكل يومي مباشرة بعد أول بث رسمي لها.
هل يساعد تليغرام على انتهاك حقوق الملكية الفكرية؟
بالطبع لا، تليغرام كغيره من الشبكات ملزم بحماية حقوق الملكية الفكرية على منصته، ولذلك فهو يلتزم بنفس معايير فيسبوك أو جوجل مثلاً. بحسب الموقع الرسمي لـ"تليغرام"، فإن الرسائل الخاصة بين الأفراد مشفرة ولا يمكن أن يطلع تليغرام عليها فضلاً عن حذفه لمحتواها، ولكن المحتوى الذي يتم بثه على القنوات العامة أو في متجر الاستيكر يمكن التقدم بطلبات لحذفه.
على الجانب الآخر فإن شركات الإنتاج التي تمرست في الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الملكية الفكرية على يوتيوب وجوجل وغيرها عبر السنوات، ما تزال جديدة في التعامل مع هذا النظام، وكذلك فإن هناك كثيراً من الأدوات التي تقوم بعمليات الإبلاغ عن المحتوى بشكل أوتوماتيكي على كل من يوتيوب وجوجل وفيسبوك عكس تليغرام الذي يعدّ جديداً في هذا المجال.
روبن هود، يعيد توزيع دراما رمضان من دون مقابل
هذا وقد نشرت مجموعة من كبرى مجموعات تليغرام لنشر المسلسلات وهي دراما رمضان 2020 والتي يتخطي عدد مشتركيها ربع مليون متابع، غير آلاف أخرى في القنوات التابعة لها، رسالة قالت فيها إنها لا تقوم بعمل أية خدمات إعلانية وإن خدمة تقديم المسلسلات تتم بجهود فردية وبالمجان لأي مشترك، لأنها خدمة غير ربحية. وطالبوا المتابعين بالتوقف عن السؤال عن الإعلانات، ويبدو أنهم رفضوا عديداً من العروض الإعلانية.
حقوق الملكية الفكرية عبر الإنترنت، تقدُّم بطيء
على الرغم من أن منصات الاستريمينغ كـ"نتفلكس" وهولو كانت خطوة كبيرة في مجال الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية على الإنترنت لضمان حق صناع الدراما، فإن نموذج الأرباح في مصر كان قبل العامين الماضيين يعتمد على أرباح الإعلانات وبث أعمال الدراما خلال شهر رمضان مجاناً على موقع يوتيوب، ثم تحوَّل الاعتماد على اشتراكات المشاهدين لزيادة الأرباح وأغفل كثيراً من الظروف والعوامل التي توافرت لمنصةٍ مثل نتفلكس حول العالم ولا تتوافر في العالم العربي خاصةً مصر، حيث أضخم إنتاج درامي عربي كل عام.
العالم العربي في انتظار الصفقة العادلة
ما قدمته نتفلكس للمشاهد كان صفقة عادلة من وجهة نظر كثيرين، حيث إن الاشتراك الشهري لا يتخطى عشرة دولارات مقارنة بالدخل المرتفع نسبياً لدى مواطني دول الشمال، وتعطي نتفلكس في المقابل إنتاجاً متميزاً بميزانيات ضخمة على مدار العام، أما في مصر فالأمر كان مختلفاً في ظل مناخ اقتصادي سيئ، وحاولت الدولة استخدام آلة القمع لإجبار المستخدم على استخدام تطبيق WatchIt سواء بحجب بعض المواقع التي تبث المسلسلات بشكل مجاني، أو بأنباء اعتقال وتوقيف بعض مديري تلك المواقع من قِبل جهاز الأمن الوطني.
لكن يستطيع مستخدم الإنترنت الالتفاف على تلك الآلات القمعية وإيجاد حلول طوال الوقت، مما يعني أنه حتى في حالة إيجاد شركات الإنتاج الفني الكبرى كـ"سينريجي" وإم بي سي طريقة لمنع وجود المسلسلات على تليغرام سيجد المستخدمون حتماً منصة جديدة وطريقة جديدة للمشاهدة إلى أن يحصل المشاهد على ما يظن أنه صفقة عادلة كصفقة نتفلكس، حيث تتنافس منصات كـWatchIt وشاهد، مع سوق سوداء ضخمة سواء من تلك المواقع والخدمات المجانية، أو حتى مع مقدمي خدمات الـ"آي بي تي في".