غزت الصور المُعدلة على تطبيق Faceapp مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وشارك ملايين المستخدمين صورهم التي أضاف عليها التطبيق علامات الشيخوخة، لكن التطبيق واجه اتهامات بالعنصرية أجبرت القائمين عليه على إدخال تعديلات.
والتطبيق هو من إنتاج شركة Wireless Lab الروسية، وفي منتصف عام 2017 تعرضت الشركة لهجوم كبير، بعد اتهامها بأنها تتعمد تفتيح البشرة في أحد فلاتر التطبيق، الذي أُطلق عليه Hollywood، ما جعلها عرضة للقول إنها "تمارس عملاً عنصرياً"، خصوصاً ضد أصحاب البشرة السمراء.
وكان مستخدم لتطبيق Faceapp يدعى سام سليسا، قد أثار اتهامات للتطبيق بالعنصرية، إثر ملاحظته بأن التطبيق غيّر من لون بشرته الداكنة وجعلها أكثر تفتيحاً، ونشر صورة له لإظهار التغييرات التي أدخلها التطبيق.
وأثارت موجة الاحتجاجات بين بعض مستخدميه رداً من الرئيس التنفيذي للشركة، ياروسلاف غونشاروف، الذي اعتذر ما اعتبره خطأً في التطبيق، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير سابق لها.
وقال غونشاروف إن "تفتيح البشرة لم يكن سلوكاً متعمداً من جانب الشركة، وإنما كان أحد الآثار السلبية للشبكة العصبية التي أنتجت أثناء التدريب" .
وتكنولوجيا الشبكات العصبية الإلكترونية هي مجموعة من الخوارزميات التي تحاكي الدماغ البشري وتستطيع تطوير نفسها من خلال تقنية التعلم العميق، وتستطيع هذه الخاصية تغيير ملامح الوجه وإضافة ابتسامة وفقاً لمعايير الجمال الشائعة.
وأُجبرت الشركة بعد الانتقادات على استبدال اسم الفلتر إلى Spark بدلاً من Hollywood الذي كان يهدف في الأصل لجعل المستخدم أكثر جاذبية، كما تم إبقاء لون المستخدم كما هو بعد تعديل الخاصية.
تحذيرات من خبراء
ومع الانتشار الكبير للتطبيق الذي يستخدمه 50 مليون شخص فقط على أجهزة أندرويد، تعالت أصوات الخبراء الأمنيين الذين حذروا من تأثيراته على خصوصية المستخدمين.
وقال الخبير الرقمي، ستيل غيريان، إن حماية المستخدم في مثل هذه التطبيقات غير واضح بشكلٍ كاف، وإن ما يهم منصات مثل هذا التطبيق هو أن تحقق الانتشار، حتى تشتريها فيسبوك أو شركات أخرى رائدة مثل جوجل.
بينما قال المحامي، مايكل برادلي، إن التطبيق لا يُفصح عما سيحدث للصور التي تقوم بمعالجتها، في حال إزالة المنصة من هاتفك، مشيراً إلى أن هذه البيانات ستذهب إلى أي جهة قد تشتري التطبيق وفقاً لسياسة الخصوصية.
فيما يرى رئيس مؤسسة الخصوصية الأسترالية، دافيد فايلي، أن التطبيق يطلب من المستخدم أن يقدم معلومات وبيانات كثيرة، مقارنة بالخدمة البسيطة التي يجري الحصول عليها.
وبحسب موقع "إي بي سي"، فإن هذا التطبيق الذي يتيح للمستخدم تغيير ملامح الوجه في الصورة، صار المنصة المجانية الأولى على "آيفون" في أستراليا ونحو عشرين دولة أخرى.